(أهوى بلدى) من غير سيرة ميدان التحرير

آخر تحديث: الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 11:10 ص بتوقيت القاهرة
نانسى عطية

(أهوى بلدى .. دوشة يمكن، بس فيها الناس بساط .. فى أرضها شوية نشارة .. شوهت شكل البلاط).

 

تصعد هايدى سلم مسجد عتيق فى منطقة الأزهر، تتحاشى التفات عينها إلى الكاميرا التى تراقبها، وتلتقط لها مشاهد عادية لتكون لقطات، «إنسيرتات»، فى أول فيديو كليب يحمل اسمها وصوتها.

 

«ربنا كان مسهل لنا كل حاجة، ولا عمرى تخيلت إن ده ممكن يحصل».

 

تحكى هايدى عن يوم التصوير الذى التقت فيه بنماذج «متركبة ع الأغنية، ناس من المصريين اللى بجد، طيبين رغم فقرهم». قبل أسبوعين، كانت هايدى تتحدث على «الشات» مع صديقها الشاعر محمد السيد، تحدثا عن «حاجة إيجابية لازم نعملها، مش عايزين مجرد كلام عن حب مصر، والثورة»، واقترح السيد عليها أن تغنى كلماته.

 

(.. والغريب مافيهاش غريب .. كلهم نفس الملامح .. ناس بترفض أى عيب .. قلبهم على طول مسامح)..

 

أعجبت هايدى بالكلمات: «اسمها قهوة بلدى»، وكان متشددا جدا ان اسمها ما يتغيرش، عشان اسمها ممكن يتقرى قهوة بلدى، وأهوى بلدى، يعنى بحبها». وبدأت فى نفس اللحظة رحلة البحث عن لحن وتوزيع، ثم عن فرصة للعرض. «اتصلنا بهانى كمال، هو صاحبنا برده، ملحن وكان عمل أكتر من أغنية لحمزة نمرة، وكمان عنده شركة فنية واستوديو». وخلال ساعات كان هانى قد انتهى من تلحين الأغنية، وتوزيعها أيضا، «بعدها احتست فيها، ازاى ممكن تتصور دى؟».

 

كان الحل لدى صديقهم الرابع، هيثم أبوعقرب: «هو برده فنان، وبتعجبنى دماغه جدا، رحب بالفكرة جدا جدا».

 

الأغنية التى قطعت نصف مشوارها للاكتمال فى يوم واحد، أخذت فجأة تتعرض لعراقيل متتابعة «كل ما نتفق على يوم نصور، تحصل حاجة، مرة حد فينا يعتذر، مرة تحصل مظاهرة فننزل، لحد ما تصورت إنها مش مكتوب لها تتصور».

 

هايدى وأصدقاؤها ممن نزلوا التحرير، وكانوا يحرصون على المشاركة فى كل الفعاليات الثورية التى يشهدها، لكنهم أرادوا التعبير عن موقفهم الثورى بشكل لا يتعرض بشكل مباشر للمظاهرات، ولا ميدان التحرير ولا النظام السابق: «حبينا نتكلم عن الناس الغلابة، اللى حلموا إن حياتهم تتغير بعد الثورة، لكن أحلامهم ما تحققتش».

 

«اتصل بيا هيثم، وقال لى لو مانزلناش النهاردة، مش هننزل خالص»، وفعلا، فى الصباح تجمع الأصدقاء الخمسة، وكانوا فى طريقهم إلى منطقة الأزهر وما حولها، حيث التقوا بالناس الذين تنطبق عليهم الأغنية.

 

(اللى فى جيوبهم قليل .. بس عامل إنجازات .. مصاصاية فى بق عيل .. قسط فى شوار البنات)..

 

وفى الاستوديو الخاص به، تفرغ هانى كمال لمونتاج الأغنية لشكلها النهائى، وتبدأ رحلة البحث عن «شاشة عرض». «الأول رفعناها ع اليوتيوب، وبعتناها لأصحابنا، وبجد كان رد فعلهم مدهش، كلهم كانوا مبهورين بيها، وبعدين قررنا نبعتها إهداءات لكل القنوات الفضائية».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved