هانى الدقاق لـ«الشروق»: ألبوم «نص الحاجات» يجسد الوضع الحالى لفريق «مسار إجبارى»
آخر تحديث: الخميس 9 نوفمبر 2023 - 9:29 م بتوقيت القاهرة
* وزعنا أغنيات الألبوم عدة مرات حتى الاستقرار على الشكل النهائى.. كل أغنية بمثابة ألبوم
يعد فريق «مسار إجبارى»، واحدا من أكثر الفرق الغنائية نجاحا فى مصر والوطن العربى، استطاع أن يفرض نفسه طوال 20 عاما على الساحة الغنائية، بالرغم من طرحه لأربعة ألبومات فقط، بحضوره المميز على المسرح والحالة والتجربة الغنائية التى يقدمها لجمهوره بحفلات التى ترفع شعار «كامل العدد»، وطرح قبل أسابيع قليلة «مسار إجبارى» آخر أغنيات ألبوم «نص الحاجات»، والذى يضم 5 أغنيات تم طرحها على مدار عام.
التقت «الشروق» بمغنى الفريق هانى الدقاق، وتحدث معه حول كواليس تحضير الألبوم والرسائل التى تحملها الأغانى والسبب فى طرحه على مدار عام.
> فى البداية حدثنى عن تجربة أغنية «أسفة» ختام ألبوم «نص الحاجات» التى طرحت أخيرا؟
ــ جاءت فكرة الأغنية من اسمها، وهو الأسف عن كل ما قمنا به، وكل شىء كان من المفترض أن نقوم بفعله ولم نفعل، و«آسف» نوجهها لأنفسنا وكل شخص يوجهها لنفسه وما ارتكبه فى حق نفسه من ظلم لها، ونستطيع أن نقول إنها امتداد لأغنية «شيروفوبيا» أو تحمل نفس روحها.
تحدثنا مع المؤلف محمد بحيرى عن فكرة الأغنية حتى خرج بشكل الكلمات الذى نشعر بها، ولحن الأغنية جاء فى ربع ساعة، ولكننا أعدنا توزيع الأغنية عدة مرات كما هو حال باقى أغانى الألبوم، حتى استقررنا على الشكل النهائى لها.
> من أين جاءت فكرة أغنية «نص الحاجات» ولماذا اخترتوها لتحمل اسم الألبوم؟
ــ جأت فكرة «نص الحاجات» الأساسية من الوضع الذى نحن فيه الآن أو تستطيع أن تقول المرحلة العمرية التى نحن فيها كفريق، فـ«مسار إجبارى» تقدم المزيكا منذ 20 عاما، لا نعلم هل هناك 20 سنة قادمة مثلهم أم لا، فتقريبا نصف الأشياء مرت، والأغنية تتحدث عن الأشياء التى فاتت والقادمة، وشعرنا أن المود العام للأغنية يليق على أعمارنا وطريقتنا، وعلى ما نريد إيصاله فى هذه الفترة، وهو «الرضا»، لأن جميع الأشياء والمواقف هى أنصاف وتجمعها سويا يعطى الحياة الكاملة للإنسان. وأحببنا مبدأ الأغنية لأنه مبنى على التضاد مثل «وتقع وتقوم» و«بكلمة نتصالح وبكلمة نتفرق»، كل شىء وعكسه يشكل بالنسبة لنا معنى الحياة.
> حدثنى عن التحضيرات لـ«نص الحاجات» رابع ألبومات فريق «مسار إجبارى»؟
ــ قررنا منذ فترة كفريق أن نأخذ وقتنا فى التحضير للأغانى، لأننا نريد أن نقدم أعمالا تستمر لسنوات وتعيش فى أذهان الجمهور، فالسوق حاليا مليئة بالكثير من الأغانى الجيدة وأنواع كثيرة، ولكننا نملك نمطا مختلفا، نرغب فى أن نتقنه وأن يستمر لأجيال أخرى حتى من بعدنا. وقررنا طرح الـ5 أغانٍ على مدار العام على شكل «سينجل»، لأننا شعرنا إن كل أغنية على حدة يمكن أن تكون «هيد» لألبوم، وجميعها تحمل رسائل، فمثلا «أسف» نوجهها لأنفسنا وكل شخص يوجهها لنفسه وما ارتكبه فى حق نفسه من ظلم لها، و«شكرا» هى تحمل شكرا لكل إنسان يستطيع أن يتخطى ما يحدث فى يومه والظروف التى مر بها ويكمل طريقه فى الحياة.
> هل يعنى ذلك أن «مسار إجبارى» سيستقر على طرح أغانيه المستقبلية على شكل سينجل؟
ــ لا ننوى الاستقرار على طريقة معينة فى طرح الأغانى، فمن الممكن أن نطرح الألبوم القادم كاملا أو الفرق بين أغانيه ثلاثة أو أربعة أيام، عكس ما فعلناه هذه المرة، فطرحنا الألبوم على شكل أغانى «سينجل»، وكل أغنية بمثابة ألبوم، لأنه كان يتوجب علينا أن نضع لكل أغنية خطة مختلفة عن الآخرين، ونقوم بتسجيلها ثم نبدأ فى التالية، ولكن الألبوم الذى يطرح مرة واحدة فى الغالب يتم تسجيله فى نفس الوقت وليس على مرات متعددة، ولكن فى النهاية لن نستقر على طريقة واحدة فكل وقت له متطلباته وكل مجموعة أغانٍ لها طريقتها.
وفى الوقت نفسه العصر كله حاليا يتجه إلى فكرة الـ«سينجل» لكى تحصل الأغنية على كامل حقها كتوزيع أو سماع من الجمهور أو تصويرها فيديو، لأنه أصبح من الصعب التسويق لأغنية بدون تصوير أو «ليركس فيديو»، فكان فى الماضى هناك شريط أو «سى دى» يجب أن تملأه بأغانٍ، وتقوم بتصوير أغنية واحدة فقط أو اثنين على الأكثر للتسويق إلى الألبوم، وهو ما أصبح غير موجودٍ الآن، فأصبحت الأغنية مرهقة أكثر من الماضى وأصبحت تساوى ألبوما.
> كيف تأخذون القرار كفريق؟
ــ اكتشفنا أن موضوع أخذ الآراء، إما أن يعطل وإما أن يفيدنا جدا، فأصبحنا نقول كل منا رأيه فى جملة واحدة، وفى الغالب نأخذ آراءنا بالأغلبية، ولكن إذا كان للأقلية وجهة نظرة ضد رأى الأغلبية نستمع لها ونتناقش فيها للخروج بأفضل نتيجة، كما أن لكل منا قائدا فى منطقة معينة مثل الأمور التسويقية والتجارية، والآخر فى كلمات وأحاسيس الأغنية، والآخر فى التوزيع والموسيقى، وفى النهاية عندما تخرج الأغنية بشكل نهائى نصوت إذا كانت مرضية لنا أم لا، قبل أن نطرحها.
إلى جانب أننا نحن نحب ما نفعله سويا، ومن البداية جمعنا سبب مؤثر وهو حبنا للسفر، فعملنا ملىء بالسفر، ونحن نسافر لنرى العالم مع بعضنا، ومن هذا المنطق كل منا يراعى الذى بجانبه، ويتنازل من أجل مصلحة الاسم الأكبر من كل واحد فينا وهو اسم «مسار إجبارى».
> «مسار إجبارى» من أكثر الفرق التى قامت بجولات حول العالم.. ما سبب هذا الأمر وفيما أفادكم؟
ــ عندما بدأنا قام بجمعنا شخص فرنسى، ولأننا إسكندرانية فلنا ارتباط بالبحر المتوسط. كما كنا نبحث عن كل مهرجانات الموسيقى التى تقام فى جميع أنحاء العالم ونراسل منهم من يتناسب معنا لنقدم موسيقانا به، ونسجل أغانينا ونرسلها لهم، وكانت أولى تجاربنا فى عام 2008 سافرنا إلى تركيا للمشاركة فى مهرجان غنائى لموسيقى الـ«روك»، وكان هناك ما يقرب من 20 مسرحا لإقامة الفعاليات، ووضعت إدارة المهرجان فرقتنا على المسرح الرئيسى، لنخوض لأول مرة تجربة الغناء أمام 40 ألف شخص من جمهور غير عربى، وكان تفاعل الجمهور وقتها لا يصدق، ومنذ هذا الوقت قررنا بأن نكمل مسارنا بالتجول حول العالم.
> تحرصون أيضا على التعاون مع وزارة الثقافة فى تقديم حفلات غنائية فى مختلف محافظات مصر.. ما السبب؟
ــ بسبب حبنا للسفر أيضا، فعندما يتاح لك التجول والسفر لكل الأماكن فى مصر، وتفعل أكثر شىء يسعدنا كفريق وهو الغناء على المسرح مع الجمهور، وكل هذا ليس مع منظم حفلات كل همه جنى الأموال، ولكن مع الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة وهى جهة موثوقة هدفها تنموى وليس ربحيا، وهذا لأننا فى الإسكندرية كنا نواجه قلة المسارح المجهزة لاستقبال الحفلات، كما هو الحال فى مختلف محافظات مصر، لذلك نرى أن هذا من واجبنا وحق الجمهور علينا.
> على الرغم من كثرة تجوالكم واستمراركم لسنوات إلا أنكم لم تقدموا غير 4 ألبومات ما السبب؟
ــ لا يوجد سبب معين ولكننا لا نتبنى فكرة تقديم ألبوم كل عام، لأننا نكون قلقين حول جودة الأغانى التى نقدمها ولا نريد التنازل عن الجودة من الكلمات للموسيقى للتوزيع، الذى تعود عليه جمهورنا، وكل ألبوم يكون له «تيمة» معينة، ونحن بشكل عام نفكر على هذا النطاق، فمثلا عندما طرحنا «وتقع وتقوم»، لم نكن نعلم سنكمل فى الغناء بعدها أو لا، وكنا ننقل حياتنا من الإسكندرية إلى القاهرة، كما إنه حينها كان الإنتاج يمر بظروف صعبة ويتغير، ودخلنا فترة الثورة وتكون الفرق الغنائية، فنقدم الألبوم عندما نجمع بعض الأغنيات تربطهم هوية واحدة، ونحن حرصين أكثر على تقديم أغانى «سينجل» طوال الوقت.
> كيف تستطيعون دائما الحفاظ على جمهوركم من طبقة الشباب؟
ــ نحن لا نسعى لتقديم أغانينا لفئة عمرية معينة، فى البداية كنا نفعل ذلك ونركز أكثر على الأغانى التى تخاطب الشباب، ولكن مع الوقت أصبحنا نهتم بجودة الأغنية، والأغنية الحلوة واللحن الحلو بيلم الناس، واقتنعنا بهذا جدا عندما وجدنا وسط الجمهور أهالى الشباب يحرصون على حضور الحفلات مع أبنائهم ويتفاعلون مع أغانينا، وأيضا وجدنا بين جمهورنا من تخطت أعمارهم الـ50 عاما.
> لاقى تتر مسلسل «الهرشة السابعة» تفاعلا كبيرا فى الموسم الرمضانى.. حدثنى عنه؟
ــ الحمد لله الجمهور أعجب بأغنية التتر كثيرا. شاهدنا أول حلقتين وأكثر ما انتبهت له هو أن من الممكن أن يقول الشخص كلمة يقصد بها معنى، ومن أمامه يفهما بمعنى آخر أو بطريقة خاطئة، وشعرنا كم هو تأثير الكلمة، فدار موضوع الأغنية حول فكرة تأثير الكلمة. كما أن المسلسل سرد حالة نتعرض لها جميعا، وكان سببا فى نجاح الأغنية أيضا لربط كلمات الأغنية مع حالة المسلسل فى ذهن الجمهور.
> هل هناك فرق فى العمل على أغنية لفيلم أو مسلسل وبين أغنية تطرح «سينجل» أو ضمن ألبوم؟
ــ لا يوجد فرق ففى النهاية الأغنية تقوم على فكرة وهو ما يقوم عليه المسلسل أو الفيلم أيضا، ولن تحكى الأحداث من خلال الأغنية، ولكنها تقوم على الفكرة التى تصف حالة المسلسل أو الفيلم، وهو ما يجعلها تعيش لفترات طويلة حتى بعد انتهاء عرض المسلسل أو نسيان الجمهور له.
> دائما ما تقدمون تعاونات غير متوقعة آخرها «حبة طبطبة» مع دياب وقبلها «رغم المسافة» مع أسماء أبو اليزيد.. حدثنى عن هذه التعاونات؟
ــ نحن نفكر دائما فى تقديم ألوان غنائية مختلفة، و«رغم المسافة» كنا سنقدمها مع سعاد ماسى، وبدأنا بالفعل العمل على الأغنية لمدة سنة، ولكن طرأت ظروف حالت من استمرار المشروع، ثم فكرنا فى أسماء أبو اليزيد فنحن نحبها كممثلة وأيضا كمغنية وهو ما لا يعلمه الكثير من الجمهور إن أسماء تغنى أيضا وصوتها حلو جدا.
أما «حبة طبطة»، فكنا نفكر فى كيفية اقتحام اللون الشعبى، وجاءت فكرتها عندما سمعت «توسى» أحد أعضاء الفريق وهو ملحن الأغنية، وكانت أولى تجاربه فى التلحين، يدنن الأغنية، فأعجبت بها، ثم بدأنا فى طرح الأسماء التى يمكن أن نشاركها فى غنائها، وعندما تحدثنا مع دياب رحب جدا بالفكرة.
> كيف ترى سوق الموسيقى فى مصر بالفترة الحالية؟
ــ ما تسمعه من موسيقى أنت المسئول عنه، فأنت تختار ما الذى تسمع من الموجود. وسوق الموسيقى فى مصر أصبح غنى جدا بكل الأشكال والأنواع، فعند بدايتنا أو فى الماضى كان هناك أشخاص يقدمون أغانى كعمرو دياب ومحمد منير ومحمد فؤاد، ولكن حاليا أصبح هناك أنواع موسيقى فى مصر، ولها جمهورها وتواجدها على الإنترنت وحفلاتها.
> ما رأيك فى دخول الذكاء الاصطناعى للموسيقى؟
ــ لا أتعامل مع الذكاء الاصطناعى بمبدأ مع أو ضد، ولكنى وجدت أن التطور سيحدث عاجلا أم أجلا، ولا يمكن الوقوف فى وجهه، وإذا عارضته ووقفت ضده سأخسر، فهو أصبح واقعا موجودا سأتعامل معه، ويمكن توظيف الذكاء الاصطناعى للمساعدة فى تطور الموسيقى، وتقديم تجربة لذيذة، ولكنك لن تجد من يقوم بتشغيل أغنية ذكاء اصطناعى لتطربه مثلا، وفى الماضى عندما بدأ استخدام الكمبيوتر فى الموسيقى، ومع الموسيقى الإلكترونية، قيل إنها نهاية عازفى الآت، ولكن حتى الآن هناك موسيقى إلكترونية وعازفى آلات.
> هل سنشاهدك كممثل قريبا أو عمل درامى لكم كفرقة؟
ــ نفكر فى هذا الأمر، ليكون على شكل توثيق للحياة والموسيقى ولقصة الفريق أيضا، الفكرة موجودة ولكنها لم تكتمل حتى الآن لنستطيع أن نقول إننا يمكن أن نعمل عليها كفيلم سينمائى أو مسلسل.
> ما الذى تحضرون له فى الفترة القادمة؟
ــ لدينا أكثر من أغنية نعمل عليها ونسجلها قريبا، كما نسعى لتقديم أكثر من دويتو مع مغنيين من مختلف الدول العربية، لأننا بدأنا نلاحظ أن موسيقى الدول أصبحت تقترب من بعض أكثر ونسعى لعمل خليط موسيقى مع مختلف الثقافات الموسيقية العربية.