الاقتران العظيم 21 ديسمبر الجاري.. ظاهرة فلكية لن تتكرر إلا بعد 60 عاما
آخر تحديث: الأربعاء 9 ديسمبر 2020 - 6:12 م بتوقيت القاهرة
القاهرة - أ ش أ
يترقب العالم بشغف شديد حدوث الاقتران العظيم بين العملاقين ( المشتري وزحل)، الذي يبلغ ذروته في 21 ديسمبر الجاري، يوم الانقلاب الشتوي، وحيث انهما عمالقة الكواكب الغازية في المجموعة الشمسية لذا سيضىء اقترانهما السماء الذي سيفوق ألمع النجوم في تلك الليلة.
وقال الدكتور أشرف تادرس الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ،في تصريح له اليوم، إن إضاءة هذين العملاقين عندما اقترابهما الى مسافة 0.1 درجة فقط (أي 6 دقائق قوسية) سوف يبهر الجميع وهو حدث فلكي نادر لم يسبق رؤيته منذ 800 عام تقريبا ،ولن يتكرر هذا المشهد مجددا بهذه الصورة إلا في عام 2080.
وأضاف أن الاقتران الأخير لهذين الكوكبين كان قبل 20 عاما، وبالتحديد في عام 2000، ولكن لم تكن رؤيته ممكنة بالقدر الكاف حيث كانا قريبان جدا من شروق الشمس، أما (الإقتران العظيم) الذي قبله فكان في عام 1226.
وشرح أستاذ الفلك معنى الاقتران، وهو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي اخر عندما يتم مشاهدتهما من الأرض وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ، أما المسافة الحقيقية بين الجرمين فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين او المليارات من الكيلو مترات.
وأوضح أن الاقترانات شائعة جدا وتحدث طوال العام، فمثلا يظهر القمر بجانب عدد من الكواكب أو النجوم اللامعة أو يقترن كوكبان أو أكثر بشكل متكرر، ومع ذلك فإن إقتران اثنين من الكواكب العملاقة الساطعة مثل المشتري وزحل أمر نادر جدا.
وأكد أن المتابعين لن يحتاجوا مناظير أو تلسكوبات لرؤية الاقتران العظيم ، ولكن إذا تم مشاهدته من خلال التلسكوب فسنتمكن من مشاهدة أقمار المشتري الأربعة الكبيرة (أوروبا - آيو - كاليستو - جانيميد).
ونصح هواة الفلك والمهتمين بأن يبدأوا في متابعة الاقتراب التدريجي للكوكبين الكبيرين هذه الايام عندما ينظروا باتجاه الجنوب الغربي بعد غروب الشمس مباشرة وحتى السادسة والنصف مساء تقريبا بتوقيت القاهرة ، مشيرا الى أن هذا المشهد سيكون لافتا للنظر بدأ من يوم 17 ديسمبر الحالي حيث يكون زحل على يسار المشتري وحتى اقترانهما التام في 21 ديسمبر الحالي حيث يتبادلا أماكنهما في السماء فيكون المشتري على يسار زحل، ثم متابعة ابتعادهما التدريجي عن بعضهما البعض والذي سيكون ملحوظا بدأ من يوم 25 ديسمبر الحالي وحتى نهاية العام الى ان يبدو انفصالهما واضح للعيان.
وحذر من كلام المنجمين الذي سيكثر حول هذا الحدث وما سيتبعه من توقعات كنوع من العلامات أو ما شابهها، وهنا لا ينبغي الإنصات لهم على الاطلاق فالتنجيم ما هو إلا حرفة تعتمد على مفاهيم ظنية لاستنباط المجهول، وهو أمر مكروه في الدين ومرفوض من المجتمع، فلا تجعل أمرا ما يعكر صفوك أو يفوت عليك الاستمتاع بالجمال المذهل لهذا الاقتران.