ذهول وفرح بعد تحرير سجناء من معتقلات الأسد
آخر تحديث: الإثنين 9 ديسمبر 2024 - 2:41 ص بتوقيت القاهرة
رويترز
خرج سجناء تنتابهم حالة من الذهول والبهجة من السجون السورية يوم الأحد وهم يهتفون فرحا بعد تحررهم من أحد أسوأ أنظمة الاعتقال سمعة في العالم لتبدأ حقبة جديدة في حياتهم على طريق الحرية بعد انهيار حكم بشار الأسد.
وفي جميع أنحاء سوريا، بكت العائلات فرحا بلم شملها بعد اختفاء أفراد منها لسنوات في سجون عرفت بأنها شديدة التحصين خلال حكم أسرة الأسد الذي استمر خمسة عقود.
وأظهر مقطع مصور تحققت منه رويترز سجناء من المفرج عنهم وهم يركضون في شوارع دمشق رافعين أصابعهم في إشارة إلى عدد السنوات التي قضوها في السجن وسألوا المارة عما حدث، إذ لم يدركوا على الفور أن نظام الأسد قد سقط.
وفي مقطع مصور سُمع شخص يقول “أسقطنا النظام” ليصيح سجين ويقفز فرحا. ووضع رجل يتابع السجناء وهم يندفعون عبر الشوارع يديه على رأسه، وهو يصيح بدهشة “يا الله، المساجين!”
وخلال الحرب الأهلية التي بدأت في 2011، احتجزت قوات الأمن مئات الآلاف من الأشخاص في معسكرات اعتقال تقول منظمات حقوق الإنسان الدولية إن التعذيب كان شائعا بها. وكانت الأسر لا تحصل عادة على معلومات عن مصير ذويهم.
ومع استيلاء قوات المعارضة على مدينة تلو الأخرى في حملة خاطفة استمرت ثمانية أيام، كانت السجون من بين أهدافهم الأولى. وأخيرا تسنى اقتحام أسوأ السجون سمعة في دمشق ومحيطها الليلة الماضية وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
وظهر في مقطع مصور المسلحون وهم يطلقون النار على قفل بوابة سجن صيدنايا عندما وصلوا إليه، ويطلقون المزيد من الأعيرة النارية لفتح الأبواب المغلقة المؤدية إلى الزنازين. وتدفق رجال إلى الممرات والفناء وهم يهتفون ويساعدونهم في فتح المزيد من الزنازين.
وفي مقطع مصور نشرته وكالة ستيب الإخبارية، ارتمى رجل أشيب الشعر في أحضان قريبين له في عناق ممزوج بالذهول والفرح، وتعانق الرجال الثلاثة وانخرطوا في البكاء فرحا قبل أن يجثو أحدهم على ركبتيه، وهو لا يزال ممسكا بساقي السجين المحرر.
وأظهرت قناة العربية الإخبارية عائلة تصل إلى دمشق بالسيارة من الأردن للقاء ابنها المفرج عنه، وكان صوت الأم المسنة متقطعا وهي تخبر المحاور أنه أُطلق سراحه بعد 14 عاما.
ولم تتمكن رويترز بعد من التحقق من مواقع بعض المقاطع المصورة، لكن أحدا لم يشكك في فتح السجون في مختلف أنحاء سوريا.
* ارتياح ورعب
من داخل مكان يُفترض أنه عنبر للنساء في سجن صيدنايا سيء السمعة على مشارف دمشق، سجل أحد مقاتلي المعارضة اللحظة التي وصل فيها إلى الزنازين وفتح الأبواب للسجينات اللائي لم يكن لديهن أدنى فكرة عن أنهن على وشك الخروج للحرية.
وقالت امرأة للرجال الذين أطلقوا سراحها “ربنا يبارك فيكم”.
وبينما كانت السجينات يغادرن أماكن احتجازهن، شوهد طفل صغير وهو يسير في الممر بعد أن كان محتجزا في السجن مع والدته.
وسُمع صوت وهو يقول “سقط (الأسد). لا تخافوا”، في محاولة لطمأنة السجينات بأنهن لن يواجهن مخاطر أخرى.
وفي مقطع آخر قيل إنه من داخل سجن في قاعدة جوية بحي المزة جنوب غربي دمشق، تعالت الأصوات بينما كان المقاتلون يسيرون في ممر.
وأظهر مقطع آخر رجلا حليق الرأس يجلس القرفصاء على كعبيه، ويرتجف وبالكاد يستطيع الإجابة على المقاتلين الذين كانوا يسألونه عن اسمه والمنطقة التي ينتمي إليها.
وأبلغت السلطات السورية آلاف الأسر على مدار سنوات بأن أقاربهم قد أُعدموا دون أي اعتبار لمشاعرهم، وكان ذلك يحدث في بعض الأحيان قبل سنين من إعدامهم.
وقالت الولايات المتحدة في عام 2017 إن لديها أدلة على بناء محرقة جديدة للجثث في صيدنايا للتخلص من جثث آلاف السجناء الذين أعدموا خلال الحرب الأهلية.
وخرجت معظم المعلومات الفظيعة عن نظام سجون الأسد على يد مصور عسكري يحمل الاسم الرمزي (قيصر) والذي التقط آلاف الصور من داخل هذه السجون قبل أن ينشق عن نظام الأسد ويهرب إلى إحدى الدول الغربية في عام 2013.
وأظهرت الصور التي التقطها آلاف القتلى من السجناء وكانت تظهر عليهم علامات التعذيب والجوع، وهو ما ساعد عددا كبيرا من العائلات على معرفة أن أقاربهم المسجونين قد لقوا حتفهم.
وعلى بعد أميال قليلة من صيدنايا، شوهد سجناء محررون وهم يسيرون باتجاه دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، وكان عدد كبير منهم يحمل أمتعة على ظهورهم، ويهتف “الله أكبر”.