كرداسة وناهيا.. دوائر الفرص الضائعة لتيار الإسلام السياسى

آخر تحديث: الإثنين 12 يناير 2015 - 2:56 م بتوقيت القاهرة

كريم شفيق

«الإخوان» تقاطع الانتخابات.. وتدرس خطة مدتها 6 شهورلاستمرار المسيرات

«النور» لن يرشح أحد للبرلمان بكفر غطاطي.. ومرشح محتمل بمساندة «الوطني المنحل»

«شباب مصر القوية»: اعتزلنا العمل السياسي بعد 30 يونيو

كان السقوط في الإنتخابات عن دائرة كرداسة حليف الإخوان حتي اندلاع الثورة عام 2011، بالرغم من سطوة حضور الجماعة وحلفاءهم بها، ففي ناهيا إحدى دوائر مركز كرداسة، والتي تعد مسقط رأس القيادي الأخواني عصام العريان، والقياديين في الجماعة الإسلامية عبود وطارق الزمر، لكن لم يحظى مرشحوهم بالفوز.

وفي آخر انتخابات برلمانية لأعضاء الوطني عام 2010 فاز بمقعد البرلمان خالد تامر طايع الذي خلف والده بعد أن وافته المنية عام 2003، وظل يحتل مقعد البرلمان عن دائرة كرداسة، بينما يتكبد الهزيمة عضو الأخوان الوحيد في كل الدورات عبد السلام بشندي.

وفي أول انتخابات بعد الثورة نجحت قائمة الأخوان بالكامل للمرة الأولى، والتي ضمت: حلمي الجزار وعزة الجرف والقيادي العمالي كمال أبو عيطة، وفي الفردي عبد السلام بشندي ومحمد عبد المنعم الصاوي.

وقال أحد عناصر جماعة الإخوان بكرداسة، إن "قرار الجماعة هو إعلان المقاطعة الإنتخابية، وعدم تقديم مرشحين عنهم سواء مستقلين أو الدخول في تحالفات مع أحد"، مشيرًا إلى أن "هدف التنظيم الحالي هو استمرار حالة الحراك في الشارع من مسيرات ومظاهرات، فهناك 6 مسيرات شبابية ونسائية تطوف شوارع كرداسة خلال أربعة أيام في الأسبوع ومستمرة بانتظام".

وفيما يتعلق بوضع لافتات للمرشحين وتنظيم مؤتمرات للدعاية الإنتخابية، أشار في تصريحات لـ«الشروق»، اليوم الاثنين إلى أنها "تتم في القرى والكفور المجاورة خارج كرداسة، مثل المنصورية وغطاطي وبرك الخيم"، ذلك فيما تنتشر صور أبناء كرداسة الذين قتلوا في أحداثها عقب فض إعتصامي رابعة والنهضة فوق البيوت وعند مداخل المدينة.

وأضاف أن "الملاحقات الأمنية أثرت علي التنظيم وبعض أنشطته مثل عودة العمل السري وغلق مقار الجماعة والحزب، وتوقف مدرسة الجمعة التي كانت تحفظ أبناء كرداسة والقرى المجاورة القرآن وتوفر لأبناء الأسر المحتاجة دروس تعليمية مجانية، بالإضافة إلى الأعمال الخيرية، والتي توقفت عن ما سماهم بالفريق الثاني (المؤيد لـ30 يونيو)، ووصولها في أوقات متأخرة من الليل".

وتابع: "الجماعة تعتبر أن المحنة التي تمر بها الآن من أقسي المحن في كل تاريخها، بسبب فقدها عدد كبير من أعضاءها سواء الإعتقال أو الموت، وللمرة الأولى، يتم إعتقال المرشد، فقد كانت مكانته قبل ذلك محفوظه ويتم القبض علي من هم في مرتبة أدني تنظيميا".

ولفت إلى أنه "برغم البطش الأمني وغياب قيادات التنظيم لكن لكل شخص داخل الجماعة بديل، فأمين الحزب بكرداسة معتقل وبعض مسئولي الأسر وقيادات فردية، لكن هناك درجة من التماسك، تتيح لنا التواصل مع القيادات في كل المستويات التنظيمية وتلقي التعليمات والمقترحات، وهناك خطة زمنية مطروحة مدتها 6 شهور قوامها استمرار الحشد الشعبي والخروج في مسيرات بإنتظام للتأثير علي النظام وتغيير ما وصفه "بالإنقلاب على الشرعية".

في كفر غطاطي، وهي إحدى قرى مدينة كرداسة والتي أصبحت ضمن الدائرة الإنتخابية لها منذ 2010 حيث كانت تتبع دائرة الهرم، خلت شوارعها من أي دعاية للمرشحين واستعدادت للانتخابات، قال مساعد رئيس الوحدة الحزبية لحزب «النور»، مصطفي علي، إن "الاتجاه السائد لدى الحزب حتى الآن هو عدم الدفع بعضو للنور في الانتخابات مقابل بحث فكرة مساندة أحد المرشحين المحتملين لكسب دعم ومساندة الحزب له".

وأضاف مساعد رئيس الحزب، أن "الحزب لن يراهن بأحد من أعضاءه على أي خسارة محتملة في الانتخابات"، لافتا إلى "حالة الاستقطاب والتصنيف التي يعيشون في أجواءها من جانب الإخوان والهجوم الذي يتعرضون له لكنه لا يصل حد الاحتكاك المباشر"، بحسب تعبيره.

في الوقت ذاته، التقت «الشروق» بشباب حزب «مصر القوية»، وهي مجموعة شبابية أعلنت استقالتها من الحزب واعتزالها العمل السياسي بعد 30 يونيو، ولجأت إلى العمل الخدمي والتنموي داخل كفر غطاطي.

وأوضح أحمد بيومي، رئيس الوحدة الحزبية لمصر القوية سابقا، أن "طبيعة القرية جميعها عائلات وبينهم صلات قرابة ونسب، وفي ظل المشاحنات السياسية والإستقطاب الجاري في البلد والذي بلغ ذروته بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة لم نتحمل حالة الفرقة الشديدة، التي شنتها الخلافات السياسية بين الأشقاء في عائلة واحدة والأمثلة عنها داخل غطاطي وكرداسة كثيرة ومنتشرة".

في المقابل، لم تهدأ وتيرة مسيرات الإخوان التي تجوب القرية الصغير الممتدة عبر شارعين فقط هما كل مداخلها ومخارجها، فيما تطالعك العبارات المنددة بالحكم الحالي على الجدران وفوق الأسفلت، عند مدخل كفر غطاطي وأخرى مؤيدة للإخوان ومتعاطفة مع أحداث فض إعتصامي رابعة والنهضة، ذلك فيما يؤكد الأهالي، أنه "لا يجرى أي اعتداءات داخلها لا من جانبهم أو من قبل الأهالي".

كما علمت «الشروق»، أن "تحركات تجرى بين عدد من أعضاء المجلس المحلي لكفر غطاطي وهم أعضاء سابقين بالحزب الوطني للوقوف بصدد دعم إيهاب عبد ربه غطاطي، 43 عام، رجل أعمال، يعتزم الترشح مستقل، لكنه يصنف أنه مرشح الحزب الوطني من جانب البعض بسبب الشخصيات المساندة له وجميعهم من أمانة الحزب الوطني بالإضافة إلى شقيقه المنتمي للحزب المنحل".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved