رئيس المؤتمر المناخي الدولي ألوك شارما يكتب لـ«الشروق»: حان العمل الآن من أجل المناخ

آخر تحديث: الأربعاء 10 فبراير 2021 - 7:25 م بتوقيت القاهرة

لقد شعرت بترحيب كبير فى زيارتى الأولى لمصر كرئيس المؤتمر المناخى الدولى COP26.
كانت سلسلة الاجتماعات مع السياسيين وقادة ورواد الأعمال وأعضاء المجتمع المدنى هى الوسيلة التى تمكننا من مواصلة وتعزيز علاقة العمل الوثيقة بين بلادنا فى مكافحة تغير المناخ.
تشرفت بلقاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وكبار الوزراء والمسئولين فى الحكومة المصرية، لمناقشة هذه القضية الحيوية.
نحن نعلم أن البلدان التى تقع على خط المواجهة فى مكافحة تغير المناخ هى من بين الدول الأقل مسئولية عن خلقه.
لذلك، فى الفترة التى تسبق نوفمبر من هذا العام، عندما ترحب المملكة المتحدة بـ 197 دولة فى جلاسكو لحضور مؤتمر COP26، فإن إحدى أولوياتى كرئيس للمؤتمر المناخى الدولى هى دعم العمل العالمى للبلدان المعرضة للخطر على خط المواجهة فى تغير المناخ.
أعلنت المملكة المتحدة بالفعل أننا نضاعف إنفاقنا لتمويل المناخ الدولى (ICF) إلى ما لا يقل عن 11.6 مليار جنيه إسترلينى بين 2021 ــ 2025 ونستمر فى دفع الدول المانحة الأخرى لتحذو حذونا وتوائم نطاق طموحنا فى جمع وتجاوز 100 مليار دولار من أجل المناخ.
يدعم هذا التمويل البلدان لتقليل انبعاثاتها والاستعداد لتغير المناخ والتكيف معه، وتحسين كيفية إدارة الكوارث وتقليل الضرر الذى تسببه إلى جانب تكاليف الاستجابة.
مصر شريك رئيسى لنا فى أهدافنا وطموحاتنا. لدى بلداننا تاريخ من العمل معا فى ملف المناخ.
فى عام 2019، وجهت أنا ووزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، دعوة للعمل على التكيف ومواجهة تغير المناخ فى قمة الأمم المتحدة للعمل المناخى. كمجتمع دولى، كنا بحاجة إلى تعزيز المرونة والتكيف مع تغير المناخ، لا سيما فى البلدان النامية. وما زلنا نفعل.
فى الشهر الماضى، أطلقت المملكة المتحدة ومصر تحالفا معنيا بالتكيف مع تغير المناخ مع بنجلاديش وملاوى وهولندا وسانت لوسيا والأمم المتحدة. سيعمل هذا التحالف على تحويل الالتزامات السياسية الدولية إلى دعم ميدانى للمجتمعات الضعيفة.
حان الوقت الآن للمضى قدما فى التكيف ومعالجة آثار المناخ، وتشجيع البلدان الأخرى على الانضمام إلى التحالف، ومواجهة هذا التحدى العالمى معا.
فى محادثاتى مع الدكتورة فؤاد، لقد أدهشنى كيف استخدمت مصر رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجى (COP14) بشكل كبير لربط التنوع البيولوجى بالعمل المناخى.
كما أن مصر تخطو خطوات كبيرة فى مجال الطاقة المتجددة.
بصفتنا أعضاء فى مجلس انتقال الطاقة COP26، فمن الإيجابى أن نرى قيادة مصر فى هذا المجال.
وتعتبر محطة بنبان للطاقة الشمسية فى أسوان ــ إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية فى إفريقيا ــ مثالا ساطعا على التحول نحو الطاقة الخضراء الذى يجب أن نشجعه. فهى لا توفر الطاقة النظيفة لمئات الآلاف من الأسر فحسب، بل تساعد مصر أيضا فى الوصول إلى هدفها بتوليد 20٪ من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2022.
ومن خلال مؤسسة التمويل الدولية (IFC) وCDC، وهى مؤسسة التمويل التنموى البريطانية، تستثمر المملكة المتحدة بشكل مباشر فى هذا المشروع لدعم أكثر من 20% من إجمالى قدرة التوليد فى محطة بنبان للطاقة الشمسية.
إضافة إلى ذلك، تستثمر الشركات الموجودة فى المملكة المتحدة والمملكة المتحدة أيضا بشكل مباشر هنا فى قطاعى الطاقة الخضراء والطاقة المتجددة.
سيتم بناء قطارات المونوريل الجديد للقاهرة فى المملكة المتحدة، وستنقل فى النهاية ملايين الأشخاص كل عام بدون انبعاثات كربونية.
تعتبر مشاريع البنية التحتية والتنمية مثل هذه حيوية، ونأمل أن تقوم مصر بتحويل أهدافها المبهرة فى مجال الطاقة المتجددة إلى مساهمة طموحة محددة وطنيا.
أظهرت لى زيارتى إلى مصر أن الابتكار والتعاون مترابطان، ومن المهم أن نعمل جميعا معا ــ كحكومة وقطاع أعمال ومجتمع مدنى ــ لحماية مستقبل كوكبنا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved