مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يناقش إدارة المهرجانات السينمائية في ظل الأحداث الجارية

آخر تحديث: السبت 10 فبراير 2024 - 4:46 م بتوقيت القاهرة

عزة الحسيني: نقدم أحداثا غير ترفيهية ولكنها إنسانية
عصام زكريا: دور المهرجانات أكبر من كونها حدثا ثقافيا
سام لحود: هناك صراع دائم بين السينما والإعلام.. وخسارة مهرجان سينمائي خسارة لقضايا الإنسان
لمياء قيقة: إلغاء مهرجانات الدولة يكون بقرار سيادي
أقيمت ظهر اليوم، السبت، ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الثالثة عشر، حلقة نقاشية عن إدارة المهرجانات السينمائية، شارك فيها المخرج والمنتج وسام لحود رئيس ومؤسس مهرجان بيروت لسينما المرأة، والناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة، والناقدة لمياء قيقة المدير الفني لمهرجان قرطاج السينمائي، وأدارت الجلسة المخرجة عزة الحسيني مدير ومؤسس مهرجان الأقصر.

في بداية الجلسة تساءلت عزة الحسيني، عن التوجه لإلغاء المهرجانات بسبب الأحداث، مؤكدة أن المهرجان حدث غير ترفيهي ولكنه حدث مهم، فمهرجانات السينما تتيح تبادل الثقافات بين شعوب العالم، وتابعت: "نحن لدينا بيروقراطية تؤخرنا كثيرًا، ولابد لأي مهرجان فني أن يكون له دعم من جهات أخرى، بدلًا من المعوقات الخاصة التي تقابل صناعة المهرجانات بسبب قلة الدعم الحكومي".

من جهتها، قالت الناقدة لمياء قيقة، المدير الفني لمهرجان قرطاج السينمائي، إن إلغاء المهرجانات السينمائية ومن بينها مهرجانا القاهرة وقرطاج يكون بقرار سيادي ليس لمسؤوليه يد فيه باعتباره مهرجان الدولة، مشيرة إلى أنها كأحد المسؤولين عن مهرجان قرطاج كانت ترى أنه بالإمكان تأجيله فقط بسبب الأوضاع في قطاع غزة، لكن إلغاءه جاء بقرار سيادي من الدولة التونسية ليس لصناع السينما هناك يد فيه.

وأضافت "قيقة"، أن مهرجان قرطاج السينمائي الدولي يمتلك موروث ضخم باعتباره أول مهرجان عربي وإفريقي في المنطقة وهو ما يُحمّل مسؤوليه عبئا إضافيًا كبيرا، ذاكرة أن "أيام قرطاج السينمائية" فعالية هامة لكن بالتأكيد الجمهور من الصعب أن يتفق على عمل أي إدارة، لذلك سيظل الصراع قائما بين الجمهور وبين مسئولي المهرجانات، خاصة فيما يخص نوعية الأفلام المعروضة فيها.

وأوضحت أن قلة قاعات العرض في المهرجان تعد من أبرز المعوقات التي أصبحت تواجه مهرجان قرطاج على الرغم من قدمه وأهميته بين المهرجانات الفنية الإفريقية.

بينما قال المخرج سام لحود، إن مهرجان بيروت لسينما المرأة الذي يترأسه وعمل على تأسيسه منذ سنوات، لم يتم إلغاؤه رغم التحديات والظروف لأنه تابع للقطاع الخاص، معتبرا أن إلغاء أي مهرجان سينمائي خلال أحداث غزة على سبيل المثال، هو خسارة إنسانية لغزة والقضية الفلسطينية بشكل عام، إذ يمكن أن تصل رسالتنا للعالم من خلال السينما، وخسارة مهرجان في ظل هذه الأحداث هو بمثابة خسارة لقضايا الإنسان جميعها.

وأوضح "لحود"، أن الوضع في بيروت مختلف إلى حد كبير إذ إن معظم الفعاليات الفنية ينظمها القطاع الخاص، حيث تحتاج مؤسسات الدولة نفسها إلى الدعم في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها لبنان، مبيّنا أن الفنانين في لبنان يعملون بـ"صفر موارد".

وشدد على أن لبنان لا تقوم بدور المشاهد في الصراع الفلسطيني، لكنها متورطة فيها، بفعل التهديدات اليومية من الطيران الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، مؤكدا أن الشعب اللبناني تعود على المقاومة وأصبحت المقاومة جزءا أساسيا من حياته.

وأكمل "لحود": "نحن مستمرون في العمل لأن المهرجان صناعة جادة وليست ترفيهية، ومن المفترض أن يكون هناك دورا للإعلام لتسليط الضوء على أهمية الفن، لكن الإعلام الممول يترك صراع دائم بالعالم لتمويه الرأي العام، بينما السينما تقوم بدور معاكس إذ تعمل على تقريب وجهات النظر وتنادي بالسلام وحقوق الإنسان، وتقوي هذا الإخاء لذلك هناك صراع دائم بين السينما والإعلام"، واعتبر أن كل إسكات لحدث سينمائي هو إسكات لصوت حق إنساني، وهو ما يوازي صوت الإعلام الذي من الممكن أن يتجاهل الحق الإنساني.

بينما قال الناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والطويلة، إن التفكير في عمل مهرجان من عدمه يجعلنا نعيد وجهة النظر في معنى كلمة مهرجان سينمائي، لافتا إلى أن دور المهرجانات السينمائية أكبر من كونها حدث ثقافي، بل يكون بمثابة حماس للناس ورغبتهم في الالتقاء والنقاش، وهذا يكون أكبر من التأثيرات العادية.

وذكر أن ميزانية مهرجان الإسماعيلية أحيانا تكون معقدة إذ يتم تقسيمها قدر الإمكان في أركان مخصصة، وعندما يكون هناك وضع اقتصادي صعبا في الدولة، نحاول تخطي تلك الظروف بالحصول على استثناءات في كل بند من بنود المهرجان.

وقال زكريا، إنه عندما تم تأسيس مهرجان الإسماعيلية كان نصيب الأفلام التسجيلية والقصيرة قليلا جدا، وكانت هذه النوعية غير متواجدة في المهرجانات الروائية الكبرى، وكان المهرجان هو النافذة الوحيدة لعرض تلك النوعية، ولكن مع التطور أصبح المعروض كثيرا، وإقامة المسابقات لهذه النوعية جعلت الجمهور يتعود عليها، موضحا أن كثرة المهرجانات ساهمت بالتوعية وتدريب الذوق العام على هذه النوعية من الأفلام، ولكن يظل للمهرجانات المتخصصة الدور والذوق الخاص، وهذه النوعيات يكون لها صداها وجمهورها الخاص من كافة أنحاء العالم وليس مقتصرا على قارة أو دول بعينها، وهو ما يجعل لدينا تحديات واختيارات كثيرة جدا من كل مكان في العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved