عباس شراقي: إعادة وصول مياه النيل لسيناء بعد انقطاعها منذ آلاف السنين إنجاز كبير.. وهذا المطلوب فعله هناك

آخر تحديث: الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 8:35 ص بتوقيت القاهرة

وصف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إعادة وصول مياه النيل إلى سيناء بعد انقطاعها منذ آلاف السنين بالإنجاز الكبير، شارحًا المطلوب فعله بعد هذه الخطوة.

وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، مساء الاثنين: «إنجاز كبير في إعادة وصول مياه النيل إلى سيناء بعد انقطاعها منذ آلاف السنين مع اختفاء بعض أفرع نهر النيل السبعة القديمة التي كان أحدها يصل إلى شمال غرب سيناء يسمى البيلوزي».

وأضاف أن مياه النيل دخلت عبر أنفاق تحت قناة السويس شرق بور سعيد لتتدفق عبر ترعة السلام (الشيخ جابر) حتى بئر العبد، وكان مقررا لها الاستمرار حتى العريش (80 كم شرق بئر العبد)، ولكن نظرا لارتفاع منسوب سطح الأرض توقفت القناة عند بئر العبد، وهناك مفاضلة بين الامتداد شرقا نحو العريش أو جنوبا طبقا لخصائص سطح الأرض.

وأشار إلى افتتاح محطة بحر البقر لمعالجة مياه الصرف الزراعي في 27 سبتمبر 2021، حيث تقع المحطة في شمال غرب سيناء، شرق بورسعيد، وتعد واحدة من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الزراعى في العالم بطاقة حوالى 5.6 مليون م3 فى اليوم، بتكلفة استثمارية بلغت 1.2 مليار دولار فى 2021.

ولفت إلى أن مصرف بحر البقر من أطول المصارف فى العالم حيث يصل طوله حوالى 207 كم من القاهرة الكبرى حتى بحيرة المنزلة وحديثاً إلى شمال سيناء مرورًا بست محافظات هى القليوبية والشرقية والدقهلية والإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء.

وتابع: «مصرف بحر البقر كان قديمًا مخصصًا للصرف الزراعى لكن مع النمو السكانى والصناعى وزيادة المياه المستخدمة ومياه الصرف الناتجة من الزراعة والصناعة والصرف الصحى ساءت نوعية مياه المصرف، ونقل هذا التلوث الكبير إلى بحيرة المنزلة مما أثر على نوعية المياه بها وتدهور الثروة السمكية».

وذكر أن أعمال تطوير البحيرة من التطهير والتكريك وإزالة التعديات أعاد لها الحياة مرة أخرى، وكان يصب فيها مايقرب من 9 ملايين متر مكعب يومياً، تم تحويل 5.6 مليون متر مكعب عبر سحارات ترعة السلام فى سيناء للمعالجة فى المحطة الجديدة، بإجمالي حوالي ملياري متر مكعب سنويًا تستخدم لزراعة 500 ألف فدان من خلال ترعة السلام حتى بئر العبد، بعد إضافة ملياري متر مكعب أخرى من مياه النيل النقية، وكان مخططًا من قبل استخدام مياه الصرف ولكن لم يكن فى الخطة المعالجة الثلاثية الحالية.

واستكمل شراقي: «تعد محطة بحر البقر التي تم بناؤها خلال عامين فقط (2019-2021) إنجازًا كبيرًا في المجال البيئي والزراعي والري، وهي مكونة من مجموعة مشروعات مثل 7 كباري و6 سحارات تحت قناة السويس وشق قنوات ومحطات رفع للمياه وشبكة طرق وجسور ومحطات كهرباء واستصلاح أراضي وشبكة ري حديث، بعضها تم تنفيذه من قبل والباقى تم استكماله خلال العامين الآخرين، بلغت جملة هذه الاستثمارات جميعا حوالى 150 مليار جنيه (بأسعار 2021)».

وأوضح أنه بهذه الخطوة، تكون البنية الأساسية لمشروع ترعة السلام قد اكتملت والباقي هو تنفيذ الزراعة حيث إن المنزرع حاليا حوالى 75 ألف فدان (حوالى 17%) والمستهدف 450 ألف فدان، قد تكون هناك بعض العقبات سواء إدارية فى كيفية توزيع أو تمليك الأرض، وبعض المشاكل الفنية من زيادة ملوحة التربة حيث أنه جزء من سهل الطينة.

وختم قائلا: «ليس بالضرورة تكملة المشروع الزراعى بالكامل بزراعة 450 ألف فدان أو 500 ألف فدان بعد إضافة 50 ألف فدان أخرى ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان كمشروع زراعى حيث التحديات الكبيرة، ويكفى 50% أو أقل مع تكملة باقى الاستثمارات فى مجالات أخرى مثل الصناعة (سيارات – أسمنت – الكترونيات – أجهزة كهربائية وغيرها، مشروعات سياحية، مشروعات صحية من مستشفيات متخصصة، جامعات، وغيرها) وبهذا يمكن زيادة الإعمار بمليون مواطن على الأقل فى شمال سيناء».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved