اختراق دبلوماسي كبير.. كيف ينظر الإعلام الأمريكي لاستئناف العلاقات السعودية الإيرانية؟

بعد 7 سنوات من القطيعة الدبلوماسية، أعلنت السعودية وإيران الاتفاق على استئناف العلاقات بين البلدين وذلك عقب مباحثات استضافتها بكين جمعت مسؤولي الأمن القومي في البلدين.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، جرت المحادثات فى العاصمة الصينية خلال الفترة ما بين 6 و 10مارس الجاري بين وفدين، برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى على شمخانى ومستشار الأمن الوطنى السعودى الوزير مساعد بن محمد العيبان، وبحضور وزير الخارجية الصينى وانج يى.

وكانت العلاقات بين الرياض وطهران مقطوعة منذ عام 2016، بعد تعرض سفارة السعودية فى إيران وقنصليتها فى مدينة مشهد لاعتداءات من قبل متظاهرين إيرانيين.

من جانبها، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذلك الإعلان بـ"التحول الإقليمي الكبير"، مشيرة إلى أنه لطالما شكل الصراع بين البلدين (المشهد) السياسي و(حركة) التجارة في منطقة الشرق الأوسط.

وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على تضمن البيان الثلاثي الصادر عن كل من السعودية وإيران والصين اتفاق على إعادة تفعيل اتفاقية للتعاون الأمني بين الرياض وطهران، قائلة إن "تفعيل تلك الاتفاقية يمثل تحول بعد سنوات من استهداف وكلاء إيران المملكة بهجمات صاروخية وطائرات بدون طيار"، في إشارة إلى هجمات الحوثيين.

بدورها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين بعد 7 سنوات من التوترات بين السعودية وإيران، "اختراق دبلوماسي كبير" يقلل من فرصة نشوب نزاع مسلح بين الدول في منطقة الشرق الأوسط سواء بشكل مباشر أو النزاعات بالوكالة.

وقالت الصحيفة إن إعلان الاتفاق في بكين يمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا للصين حيث ترى دول الخليج العربي أن الولايات المتحدة تنسحب ببطء من الشرق الأوسط، مضيفة أنه يأتي في الوقت الذي يحاول فيه الدبلوماسيون إنهاء الحرب في اليمن، وهو صراع تنخرط فيه كل من إيران والسعودية بعمق.

من جانبها، رأت كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية، آنا جاكوبس أن إعلان استئناف العلاقات السعودية الإيرانية "اختراقا" وأنباء إيجابية للغاية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط.

وقالت جاكوبس لشبكة "سي.إن.بي.سي" الإخبارية الأمريكية إن "هذه الأخبار تشير إلى احتمالية أن نشهد تحركًا إيجابيًا بشأن وقف إطلاق النار في اليمن".

وتابعت أن هذا التطور "يظهر أن الحوار السعودي الإيراني قد نجح بعد سنوات عديدة"، ومضت قائلة " لقد نجح بدعم من قوى إقليمية مثل العراق وسلطنة عمان، وكذلك قوى عالمية مثل الصين".

واعتبرت جاكوبس أن هذا الاتفاق يوضح أيضًا أن الصين عززت دورها في المنطقة بطرق جديدة، لا سيما في الوساطة"، مؤكدة "هذا انتصار كبير بالنسبة للصين".