الاحتلال يحرم الغزيين من العودة إلى منازلهم المدمرة في رفح

آخر تحديث: الإثنين 10 مارس 2025 - 11:34 ص بتوقيت القاهرة

وفا

يأمل مواطنون من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة والموجودون حاليا في مواصي خان يونس العودة إلى منازلهم المدمرة للعيش تحت ركامها، لكن الخوف على حياتهم من إطلاق النار المباشر من طائرات الكواد كابتر والرافعات والآليات العسكرية الإسرائيلية الموجودة، حال دون تحقق أمنيتهم بالعودة.

وتشهد مدينة رفح إطلاق نار مباشرا باتجاه المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم وأحيائهم السكنية، خاصة في مناطق جنوب ووسط المدينة، ما يتسبب في سقوط شهداء وجرحى بشكل يومي.

المواطن مصباح عبيد النازح في مواصي خان يونس يتمنى العودة إلى مكان سكنه في الحي السعودي في تل السلطان جنوب رفح، لكنه لا يستطيع بسبب أن حياته وحياة أسرته معرضة للخطر بفعل إطلاق الرصاص الحي المستمر رغم توقيع وقف إطلاق النار.

ويتابع عبيد (42 عاما) وهو يعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، أن المنطقة الأصلية التي يسكن فيها قريبة مما يسمى «محور فيلادلفيا»، وتتعرض لإطلاق نار بشكل مستمر، مشيرا إلى إصابة أحد أقربائهم بعيار ناري في القدم، واستشهاد جار له جراء إطلاق النار عليهم من طائرة الكواد كابتر لدى عودتهم إلى منازلهم في الحي السعودي.

وأضاف: «لقد فقدت في الحرب ستة من إخوتي وأولادهم في قصف عنيف لمنازلهم، وقد كانت من أسوأ لحظات حياتي التي عشتها»، قائلًا إنه يتمنى العودة إلى منزله المدمر ليعيش تحت أنقاضه، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يتحمل أن يفقد أحدا آخر من عائلته.

أما المواطنة سحر أبو زيد (50 عاما) فتقول: «أتمنى أن أعود إلى منزلي المدمر في مخيم يبنا اليوم قبل الغد، لكن للأسف، الخطر ما زال موجودا، وإطلاق النار من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية لا يتوقف في المنطقة التي أسكن فيها. وهذا الأمر هو ما يحول دون عودتنا».

وأضافت أبو زيد الموجودة في منطقة الإسطبل بمواصي خان يونس، أنه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار لم تذهب إلا مرة واحدة ولم تستطع الوصول إلى مكان إقامتها، بفعل إطلاق النار الكثيف، لافتة إلى إصابة 6 من سكان المدينة، أثناء محاولتهم تفقد بقايا منازلهم.

وتستذكر أبو زيد أنها تألمت كثيرا في هذه الحرب على غزة، إذ فقدت عائلة أخيها بالكامل، ولم يتبقَّ منها أحد ولا تريد أن يتكرر هذا الألم مع عائلتها.

المواطنة الثمانينية صفية أبو شعر هي الأخرى تتمنى العودة إلى بقايا منزلها المدمر في منطقة النجمة وسط رفح، لكن لا تستطيع أن تصل إلى هناك لوجود طائرات الكواد كابتر التي تطلق الرصاص على المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم المدمرة.

وتتابع أبو شعر المقيمة بمنطقة أصداء بمواصي خان يونس: «أحلم كل يوم بالعودة إلى منطقة سكناي في النجمة، وأن أعيش فيها ما تبقى من عمري».

من جهته، قال المواطن أبو محمود النواجي (43 عاما) من مخيم الشابورة في رفح: «أتمنى أن أقضي ما تبقى من شهر رمضان في منزلي المدمر بشكل جزئي بدلا من الخيمة المهترئة التي أسكن فيها في مواصي خان يونس، لكن الذهاب مجازفة، خاصة أننا كل يوم نسمع عن سقوط شهداء وجرحى».

من ناحيته، عبر المواطن رائد عثمان (45 عاما) عن استيائه مما يحدث في مدينة رفح من إطلاق نار واستهداف مباشر للمواطنين الذين يحاولون العودة إلى منازلهم المدمرة، قائلا: «كل يوم هناك شهداء وجرحى، وكأن رفح خارج اتفاق وقف إطلاق النار».

وتفيد الأرقام الأولية بأن نحو 90% من الوحدات السكنية في المدينة طالها الدمار، فيما تعرضت حوالي 52 ألف وحدة سكنية للتدمير بنسب متفاوتة.

وتكشف تقديرات خبراء أن حوالي 70% من مباني قطاع غزة متضررة أو مدمرة جراء الحرب التي دامت أكثر من 15 شهرًا، فيما تؤكد تقديرات الأمم المتحدة أن ما فقده الاقتصاد في القطاع يحتاج إلى ثلاثة قرون ونصف القرن على الأقل، لتعود مستويات الناتج المحلي الإجمالي إلى الأعوام التي سبقت الحرب.

وتحتل رفح موقعًا إستراتيجيًا مهما لفلسطين وقطاع غزة، وتعد البوابة الجنوبية الأقرب إلى مصر، وتبعد عن مركز مدينة غزة 35 كيلومترًا، وتبلغ مساحتها حوالي 63 كيلومترًا مربعًا، وتشكل 20% من مساحة القطاع.

ويبلغ عدد سكان محافظة رفح نحو 260 ألف نسمة، بينما يبلغ تعداد سكان المدينة نحو 191 ألف نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2021، وترجع أصول معظم سكانها إلى بدو النقب وصحراء سيناء ومدينة خان يونس المجاورة، وانضم إليهم بعد النكبة لاجئون كثر من أنحاء مختلفة من أراضي عام 1948.

ورغم دخول «اتفاق وقف إطلاق النار» حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، فإن الاحتلال يواصل عدوانه على قطاع غزة، حيث استُشهد وأصيب العشرات من المواطنين خلال الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى التوغل المستمر لدباباته وهدم المزيد من منازل المواطنين وتدمير ممتلكاتهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved