تراث مصري (10).. سيد باشا داعم الفدائيين
آخر تحديث: الإثنين 10 مارس 2025 - 10:07 ص بتوقيت القاهرة
عبدالله قدري
تواصل جريدة "الشروق" خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تستعرض المعالم التراثية التي تركت بصمتها في التاريخ المصري.
في هذه الحلقة نتناول سيرة سيد محمد باشا، الذي لم يكن لقبه "باشا" رتبة مدنية، وإنما اسم عائلته.
كان طالبًا بالسنة النهائية في مدرسة المعلمين العليا، وعُرف بهدوئه وحيائه، ما جعله مناسبًا للإشراف على حركة الفدائيين، نظرًا لبعده عن الشبهات. اقتصر دوره في البداية على نقل الأسلحة للفدائيين دون المشاركة المباشرة في العمليات، إلا في الحالات التي كان يتطلب فيها الأمر استبدال عنصر تم القبض عليه.
إلى جانب ذلك، كان سيد باشا محررًا لجريدة "المصري الحر"، وهي صحيفة سرية تعبر عن توجهات الثورة.
شارك مع يوسف العبد وعريان يوسف في شراء مطبعة لطباعة الجريدة، واستأجروا لها مقرًا في حي الجمالية.
أثناء نقل معدات الطباعة على ثلاث عربات نقل، تم اكتشاف أمر المطبعة، لكن سيد باشا نجح في توجيه السائقين إلى وجهة أخرى وتضليل الشرطة. وعندما أدرك السائقون أهمية ما يحملونه، أصروا على استكمال الرحلة والتضحية بيوم عمل دعمًا للفدائيين.
تمكنت المجموعة من العثور على مقر للمطبعة بالقرب من القلعة، أحد معاقل الاحتلال البريطاني، حيث اختبأ سيد باشا لمدة ستة أشهر. وخلال هذه الفترة، أعلنت الحكومة عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه، مما ضيّق الخناق عليه. اضطر بعدها للهرب عبر الإسكندرية بمساعدة قبطان سفينة، وانتقل إلى إيطاليا حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة.
في الوقت ذاته، ساعد الفدائيين المطلوبين على مغادرة مصر بجوازات سفر مزورة، كما أمدّ بعضهم في الداخل بالسلاح القادم من إيطاليا.
بعد صدور دستور 1923، عاد سيد باشا إلى مصر وعُيّن أستاذًا بكلية الهندسة، لكنه فُصل لأسباب سياسية.
لاحقًا، وبعد إعلان الكلية عن حاجتها إلى أساتذة وإجراء امتحانات للمتقدمين، تفوق في الاختبارات لكنه مُنع من العودة إلى منصبه. نتيجة لذلك، أسس مدرسة أهلية باسم "مدرسة النيل".
وفي عام 1941، التحق بوظيفة حكومية بالدرجة الرابعة، رغم أنه كان يشغل الدرجة الثالثة في عام 1925.
اقرأ أيضا
تراث مصري (9).. مهنة المنادين وأهميتها في زمن ماضِ