من طنطا إلى الإسكندرية.. المسيح يتألم فى «أحد الشعانين»

آخر تحديث: الإثنين 10 أبريل 2017 - 1:09 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ إسماعيل الأشول:

على إيقاع التفجيرات الغادرة، ونواح الأهل وفزع المارة والعابرين، لم تعزف كنائس المصريين فى قداسات أحد الشعانين، يوم أمس، ألحان الفرح، التى اعتادتها فى نفس الوقت من كل عام، بعد استهداف كنيسة مارجرجس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بتفجيرين، راح ضحيتهما العشرات من القتلى والمصابين، والأخيرة صلى قداسها البابا تواضروس الثانى، بابا الكنيسة الأرثوذكسية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلا أنه نجا، لينجو معه المصريون جميعا من كارثة لا حدود لعواقبها الوخيمة.
تحولت المناسبة الدينية السعيدة، التى تحين فى أعقاب «الصوم الكبير»، إلى واحدة من أقسى الذكريات فى تاريخ الدم المصرى المراق على أعتاب «أسبوع الآلام»، ليتوارث مسيحيو مصر، جيلا بعد جيل، آلاما يرونها فى صور الراحلين، مجاورة صور السيد المسيح عليه السلام، فوق جدران الكنائس والبيوت.
لا ألحان فرح جرى عزفها، ورائحة الدم لا تزال عابقة فى الأجواء، بل بكاء ونواح ودعوات ضارعة إلى الرب الذى فى الأعالى، ترجوه «يارب خلص، يارب ارحم».
فى الأوقات العادية، التى مضى زمن طويل على غيابها عن كنائس المصريين، يرفع الفرحون بأحد الشعانين، الستائر السوداء، لاستقبال أسبوع الآلام، بعد القداس مباشرة بحلول مساء الأحد (عشية الإثنين) غير أن الذين حلموا بيوم ضاحك يتبادلون فيه الأمنيات الطيبة بعام قادم سعيد، أو أقل سوء، لم يجدوا فرصة لممارسة طقسهم الدينى؛ إذ خطفه منهم إرهابيون ينسبون أنفسهم إلى جنس البشر، مؤملين الحصول على جائزة سماوية من جنان واسعات وبنات حور.
حزينة طنطا على أبنائها الراحلين، والحزن أكبر فى ضريح قطبها الصوفى البارز السيد أحمد البدوى، الذى ترك ميراثا من الشعر لم يحفظه، بالطبع، دعاة التطرف والإرهاب، عن قراءته فى توراة موسى وإنجيل عيسى، عليهما السلام.
آلام المسيح لم تتوقف عند طنطا وحدها بالأمس، حيث نالت الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل بالإسكندرية قدرا من الأذى على يد انتحارى فجر نفسه فى رحابها، والتى ترأس فيها البابا تواضروس قداس أحد الشعانين (أحد السعف).
دخل السيد المسيح، عليه وعلى مريم العذراء السلام، القدس فى يوم أحد، فكان أحد الشعانين، واستقبله أهل المدينة المقدسة بسعف النخيل وأغضان الزيتون فرحين، فكان احتفال المصريين بالمناسبة حاملين السعف، بل إن كثيرا من المسلمين فى مصر، يحرصون على اقتناء نصيبهم من فرحة العيد المسيحى بشراء السعف أو استقباله هدية من جار أو صديق.
والاحتفال واحد فى الكنائس المصرية الثلاث، الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، من «أحد الشعانين»، مرورا بـ«أسبوع الآلام»، وحتى «عيد القيامة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved