رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة لـ«الشروق»: مصر دولة آمنة وبيئة مناسبة لتعليم الطلاب الأجانب
آخر تحديث: الثلاثاء 10 أبريل 2018 - 11:09 ص بتوقيت القاهرة
حوار ــ وفاء فايز
• إلزام الطالبات الجدد بعدم ارتداء النقاب داخل الجامعة.. ووافقنا على استمرار 3 طالبات منتقبات لوجودهن قبل صدور القرار
• إنشاء جامعات أجنبية فى مصر خطوة جيدة.. ولسنا فى مسابقة مع الجامعات الأخرى
مع اقتراب مئوية الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قال فرانسيس ريتشاردونى، سفير أمريكا الأسبق لدى القاهرة ورئيس الجامعة الحالى، إن مصر دولة آمنة ومستقرة وبيئة مناسبة للطلاب الأجانب للدراسة بها، مؤكدا على أهمية إنشاء فروع للجامعات الأجنبية فى مصر، باعتبارها خطوة جيدة ستزيد من جودة التعليم المصرى وخلق المزيد من التنافسية.
وأضاف ريتشاردونى فى حواره مع «الشروق»، أن دور الجامعة الأمريكية هو خدمة مصر وجذب الأجانب لها، لافتا النظر إلى أن الجامعة تجلب للبلاد سنويا نحو 50 مليون دولار من خلال التبرعات والمصاريف الدراسية للطلاب، لافتا النظر إلى حرية طلاب الجامعة فى التعبير عن آرائهم السياسية، مع الالتزام بساعات معينة للاحتجاج لتنظيم أى وقفة أو مسيرة، والى نص الحوار:
< بعد مرور عامين على تولى منصب رئيس الجامعة الأمريكية، ما هى أهم القرارات التى اتخذتها خلال تلك الفترة؟
ــ قررنا تجديد استراتيجية الجامعة وفلسفتها وأساليب التعليم بها، فالدرجة العلمية التى يحصل عليها خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة مساوية لأى شهادة جامعية فى أمريكا، هناك جامعات أمريكية كثيرة فى العالم ولكن هناك جامعة أمريكية واحدة فى القاهرة وهذا ما يجعلنا متميزين، نحن نحب القاهرة فهى جزء منا ونحن جزء منها، بالإضافة إلى طريقتنا المتميزة فى التعليم، فنحن نركز على خبرات الطلبة واحتياجاتهم، لذلك لدينا أفضل مستوى طلاب فى مصر.
كما ركزنا أيضا على خدمة مصر والعالم، فنحن نساعد فى جذب الأجانب لمصر باعتبارها قلب العالم العربى والعالم الإسلامى، وخاصة فى الوقت الذى اعتقد أنه نقطة تحول بعد فترة دراماتيكية فى المنطقة، والجامعة استقدمت العديد من الباحثين الأمريكيين والأوروبيين إلى مصر.
< ما هى خطة الجامعة واستعداداتها للاحتفال بمئويتها، وما التحديات الرئيسية التى تواجهونها؟
ــ سنحتفل بمرور 100 عام على إنشاء الجامعة فى مصر مع بداية العام المقبل، والتى ستشهد عدة فاعليات كبرى سيشارك فيها مسئولون من مختلف الدول وخبراء التعليم ورؤساء جامعات كبرى وقيادات حكومية دولية، والتحدى الأكبر لنا هو الحفاظ على تميزنا والاستمرار فيه، فنحن لا نتنافس مع الجامعات المصرية فى السعر، فإذا أردت شيئا رخيصا فهذا ليس مجالا يمكننا المنافسة فيه، فنحن نتنافس على التميز والجودة بما يتفق مع المعايير العالمية، ولذلك يجب أن نظل متميزيين ونقدم خدمة تعليمية بتكلفة فى متناول الطبقة الوسطى فى مصر، نريد أن نحصل على أفضل الطلبة المصريين بغض النظر عن قدراتهم المالية، خاصة أننا جامعة خاصة لا نحصل على إعانات حكومية ولا نهدف للربح، لذا يجب علينا أن نجمع أموالا للاستمرار فى تميزنا.
< كيف تنظر إلى توجه الدولة المصرية لإنشاء فروع للجامعات الأجنبية فى مصر، وكيف سيساهم ذلك فى جذب المزيد من الطلاب الأجانب؟
ــ نحن كجامعة تخدم مصر فى مجال التعليم، ومستعدون لتقديم أى مساعدة للحكومة المصرية لإصلاح التعليم خصوصا فى مرحلة التعليم الأساسية، ونحن فخورون أن وزير التربية والتعليم الذى يقوم بذلك جاء من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أما فى مجال التعليم العالى فنحن نتعاون مع الوزارة بطرق مختلفة، حيث أحضرنا العديد من الخبراء من أمريكا والخليج والإمارات ومختلف الدول للاستماع إلى تجاربهم فى منظومة التعليم، ويمكن لمصر الاستفادة من هذه التجارب.
وإنشاء جامعات أجنبية فى مصر خطوة جيدة للبلاد وللجامعة الأمريكية، فأى شىء مفيد للبلاد سيكون جيد لنا أيضا «نحن جزء من مصر»، ونرغب فى مساعدتها، لقد التقيت بعدد من المستثمرين للتأكيد على أن مصر دولة مستقرة وآمنة وصامدة ولديها شباب رائعون وطموحون وهذا مكان رائع لوجود جامعة أجنبية فيه ولذلك نشجع الآخرين على ذلك.
< وكيف ستحافظ الجامعة الأمريكية على مستوى خدمتكم خاصة بعد إنشاء فروع لجامعات أجنبية أخرى منافسة لها فى مصر؟
ــ نحن لسنا مجرد فرع لجامعة أمريكية فى القاهرة، نحن نملك تاريخا طويلا على مدى 100 عام، ولدينا هوية مصرية أمريكية، ونمتلك تعليما متميزا وعلاقات قوية بمصر، «إحنا مش فى مسابقة مع الجامعات الأخرى»، فإنشاء فروع للجامعات الدولية فى مصر يضمن تحقيق جودة تعليمية أفضل وتحقيق المزيد من التنافسية، والجامعة الأمريكية قادرة على الحفاظ على تميزها لامتلاكها الكثير من المزايا والخدمات التعليمية الجيدة.
< الجامعة تشجع عودة الأجانب للدراسة فى مصر، كم عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون بالجامعة الآن؟
ــ نعمل دائما على جذب الطلاب الأجانب للدراسة فى مصر، سواء من خلال العديد من المنح الدراسية أو من خلال التقدم لكليات الجامعة، خاصة بعد رحيل العديد من الطلاب الأمريكيين من الجامعة وانتقالهم للجامعات الأمريكية فى البلدان الأخرى، وذلك بسبب الأوضاع المضطربة التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، ووصل عدد الطلاب الأجانب حاليا إلى 341 طالبا خلال عام 2017، موزعين كالآتى: 90 طالبا من الولايات المتحدة الأمريكية، و23 طالبا من سوريا، و21 من اليمن، و17 من ليبيا، و16 من ألمانيا، و13 من الهند، و13 من فلسطين، و13 من السعودية، و49 من دول متنوعة.
< هل تسمح استراتيجية الجامعة للطلاب بممارسة العمل السياسى داخل الحرم، وتنظيم الوقفات والتظاهرات المعارضة؟
ــ السياسة الأمريكية قائمة على حرية التعبير عن الرأى واتباع أساليب التفكير النقدى فى النقاش، نحن نريد عقولا شبابية مبتكرة، ولكن النقاش هنا ليس معناه الصراخ، نريد شبابا يتعلم من أساتذته فن إدارة الحوار بشكل سليم، فخطابات العنف والكراهية والتحريض غير محبوبة، والجامعة تتبنى ثقافة الحوار الهادف وتناول المشكلات من جميع جوانبها، ونرحب بالرؤى السياسية المختلفة من جميع الديانات والأجناس، وجمع كل وجهات النظر على مائدة حوار واحدة لحل المشكلات.
والطلاب أحيانا يعربون عن احتجاجهم إزاء موقف أو مشكلة ما، ولكن هناك قواعد يجب الالتزام بها عند التعبير عن هذا الاحتجاج، منها ممنوع العنف والتحريض ووضع ساعات معينة للاحتجاج، فطلاب الجامعة الأمريكية طلاب «متعلمين كويس» ولديهم رؤى ولديهم الحرية فى الحديث عن القضايا السياسية ولا نستطيع فرض رأى معين عليهم.
< من أين تحصل الجامعة على ميزانيتها؟ وهل هناك شروط من المتبرعين مقابل هذه التبرعات؟
ــ نحصل على التبرعات من جميع دول العالم من أفراد ومنظمات خاصة وجامعات ومنح صغيرة من بعض الحكومات الأوربية، فالمتبرعون لديهم رغبة قوية فى تخريج قادة من الشباب المصرى من الجامعة الأمريكية، فضلا عن اهتمامهم بقطاع التعليم وتشجيع المساهمة فيه، فمن يتبرع يكون هدفه الأساسى تطوير المنظومة التعليمية ويساهمون بدون أى شروط أو تدخل فى سياسة الجامعة.
< كيف أثر تعويم الجنيه المصرى على زيادة المصروفات الدراسية بالجامعة، وهل هناك أى زيادة جديدة الفترة المقبلة؟
ــ كان لدينا أزمة بسبب تعويم الجنيه، والتحدى الدائم لدينا هو كيفية تقديم خدمة تعليمية بالمعايير الدولية بأقل تكاليف ممكنة للطلاب المصريين، وعلى مدى السنوات العشر الماضية ظلت سياسة المصروفات ثابتة منذ عام 2008 وحتى 2016، ولكن بعد تعويم الجنيه ارتفعت التكلفة، وخسر الجنيه نصف قيمته تقريبا أمام الدولار، وهو ما أدى لزيادة مصروفاتنا بالجنيه وانخفاضها بالدولار، فالمصروفات بالدولار حاليا تراجعت من 19 ألف دولار إلى 16 ألف دولار سنويا لكل طالب عما كانت عليه خلال الـ10 سنوات الماضية.
ولكى نواجه هذه الأزمة زدنا عدد المنح للطلاب خاصة لغير القادرين على دفع المصروفات بسبب التعويم ولم تخسر الجامعة أى طالب ونجحنا فى ذلك الأمر، فهناك 40% من الطلاب يحصلون على المنح سواء كاملة أو جزئية، نحن لا نسعى وراء الربح وندعم الجميع.
< ما الهدف من سياسة منع تغطية الوجه التى طبقتها الجامعة؟ وهل تقتصر على الطالبات المنتقبات فقط؟
ــ طبقت الجامعة الأمريكية سياسة جديدة على الطلاب والزائرين للجامعة، ولن يسمح بموجبها بتغطية الوجه فى أى وقت أثناء التواجد داخل الحرم الجامعى، ولن يسمح لأى شخص وجهه غير مكشوف، بالدخول وقررنا تطبيق هذه السياسة على جميع الطلاب والطالبات الجدد، وذلك لتحقيق أغراض الأمن والأمان داخل الجامعة.
وتنص هذه السياسة على أن وجوه جميع الأشخاص الذين يرغبون فى الدخول إلى حرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة أو وسائل النقل التى تتيحها الجامعة، ووجوه جميع هؤلاء الموجودين فى حرم الجامعة أو وسائل نقلها يجب أن تكون ظاهرة فى كل الأوقات.
السياسة الجديدة لم تستهدف بشكل أساسى النقاب، بل أى شخص يغطى وجهه، ذكرا كان أو أنثى، وفى أى حالة فمثلا، يقوم بعض الطلاب على سبيل المزاح بارتداء قناع «فنديتا» أو أزياء أخرى تغطى وجوههم، وهذا خطر أمنى، لأن أى شخص يمكنه ارتداء أى قناع ويسبب مشكلة، ولن نكون قادرين على التعرف عليه عبر الكاميرات، ولذلك فمن الممنوع أيضا ارتداء هذه الأقنعة.
وتشاورت مع عدد من خبراء القانون قبل تطبيق هذه السياسة، وبالنسبة للطلاب الجدد فعليهم الاختيار قبل أن يلتحقوا بالجامعة، وإذا قرروا التقدم لها فلابد من الالتزام بتعليمات هذه الجامعة، فمثلا هناك سيدات ورجال يدرسون فى فصل واحد، لو حضرتك مش قابل الاختلاط فى أماكن تانية ممكن تدرس فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لسياسة منع تغطية الوجه، من حقى كرئيس جامعة التعرف على هوية الطالبة والطالبة داخل الحرم، حفاظا على أمن الجامعة ورصد أى مخاطر بالكاميرات.
لدينا 3 طالبات منتقبات يدرسن بالجامعة حاليا ولم نطبق عليهن القرار، واجتمعنا بهن لإبلاغهن بأن الجامعة ستسمح لهم بالدخول بالنقاب، على أن تطبق السياسة الجديدة على الطالبات الجدد.
< كيف تقيم العلاقات المصرية الأمريكية فى الوقت الراهن؟
ــ لست مخولا بالحديث فى السياسة بعد أن تركت عملى كسفير، أنا علاقتى الآن بالأفراد، فأشارك زملائى المصريين الحديث فى موضوعات متنوعة كالسياسة والفن والتعليم ونتعامل باحترام على الرغم من أى خلاف فى وجهات النظر.
ولكن فى رأيى الشخصى، فالعلاقة قوية بين مصر وأمريكا لأن المصالح السياسية بين الطرفين واضحة ومتوازية، والتى تركز على نشر السلام الإقليمى وتحقيق التقدم الاقتصادى، وأتمنى توطيد واستمرار العلاقات بينهما. كما أدعو الشباب الأمريكى للدراسة فى مصر، فهى مكان رائع وآمن تشرفت بالعمل فيه.
< ما تعليقك على انتخابات الرئاسة المصرية، وما الرسالة التى تود توجيهها للرئيس عبدالفتاح السيسى؟
ــ أهنئ المصريين على نجاحهم فى عبور الصعوبات والتحديات، وفى رأيى كل دولة لها ظروفها السياسية فى إجراء الانتخابات والتى يجب أن نحترمها، فهل من الممكن أن أقترح عليكم تطبيق النظام الأمريكى فى مصر؟ أعتقد أنه غير مناسب، فكل دولة ولها ظروفها الخاصة بها.
أما الرئيس السيسى فهو محب ومخلص لبلده ولشعبه ونجح فى العبور من مرحلة التوتر السياسى والتحديات الاقتصادية.