فورين بوليسي: إسرائيل تواجه في غزة سيناريو المستنقع العراقي لأمريكا

آخر تحديث: الأربعاء 10 أبريل 2024 - 4:05 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن إسرائيل تواجه وضعا في غزة شبيه بالمستنقع العراقي للولايات المتحدة بعد غزوها العراق عام 2003، مشيرة إلى أنه بعد مرور ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية، لا توجد حتى الآن أى خطة لما بعد هذه المرحلة.

وقالت المجلة الأمريكية في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء، إنه منذ اللحظة التي انطلقت فيها عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تحذير حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عدم تكرار الأخطاء، التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق.

وأوضحت المجلة أن الإدارة الأمريكية حذرت الحكومة الإسرائيلية من التورط فيما وصفته بـ"مستنقع لا نهاية له" بدون مخرج، وكانت رسالتها: "لا تفعلوا ما فعلناه من خلال غزو واحتلال العراق."

* نصيحة غير معمول بها

وذكرت "فورين بوليسي" أنه بعد مرور ستة أشهر على عملية طوفان الأقصى، من الممكن قول إن النصيحة لم يتم العمل بها، إذ لا زالت إسرائيل تنجر بوضوح إلى "مستنقع في غزة" شبيه بما حدث للولايات المتحدة في العراق.

وزعمت المجلة الأمريكية أنه يتم تدمير قيادة حركة حماس تدريجياً، كما حدث مع حزب البعث العراقي بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.

وبحسب "فورين بوليسي"، يقول مسئولون أمريكيون إن التكتيكات الإسرائيلية كانت أكثر فعالية مما اعتقدوا، خاصة في اختراق شبكة الأنفاق بحد أدنى من الضحايا الإسرائيليين، على حد تعبيرهم، لكن تل أبيب لم تبدأ حتى التفكير في مخرج قابل للتطبيق.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه كما حدث في حالة العراق، توجد بالفعل مؤشرات على تصاعد المقاومة، الأمر الذي قد يربك إسرائيل لسنوات.

وفي الواقع، وبالرغم من الانتقادات العلانية لعملية الأرض المحروقة التي شنتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، يقول مسئولون أمريكيون إن ما يزعجهم أكثر من الكارثة الإنسانية المستمرة هو فشل إسرائيل التام في التفكير فيما ستفعله في غزة حتى بعد يوم واحد.

وقال مسئول في إدارة بايدن إنه "إذا كان هناك إحباط شديد من الجانب الإسرائيلي، فهو لعدم وجود أي خطة موثوقة للمرحلة الرابعة"، في إشارة إلى مرحلة ما بعد الصراع عند السيطرة بشكل أو أخر على غزة.

وكانت المرحلة الأولى القصف الجوي بعد 7 أكتوبر، والثانية الغزو البري، أما الثالثة تتعلق بتفكيك (حماس).

ولم تتجاوز الحكومة الإسرائيلية فكرة تنظيم العشائر المحلية لإدارة الأمور وترفض تماماً فكرة السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها" للسيطرة على غزة.

وأوضح المسئول أنه حتى زعيم المعارضة الإسرائيلية (الوسطي) بيني جانتس –الأكثر ترجيحاً لخلافة نتنياهو في منصب رئيس الوزراء – لا يريد تولي سلطة فلسطينية، وظلت الخطط عالقة في مفاهيم مبهمة لمجلس انتقالي يتألف من أعضاء محتملين غير معروفين.

* السلام والدولة الفلسطينية

وعلى مدار شهور، ظل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتردد على المنطقة لتنسيق مع يمكن أن يكون هيكل سلام إقليمي واعد في المستقبل.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن كل ما سيتعين على الإسرائيليين فعله على الأرجح في المقابل، بعد تفكيك قيادة حماس وهيكلها العسكري، سيكون إظهار الاستعداد لمناقشة إمكانية قيام دولة فلسطينية أو حكم ذاتي.

وأوضحت "فورين بوليسي" أنه حتى في حال قيام دولة فلسطينية، يعلم جميع الأطراف أن الدولة لن تعني مطلقاً سيادة تامة فيما يتعلق بالقدرات العسكرية، مشيرة إلى أن أي "فلسطين" جديدة ستكون "بقايا دولة"، على حد تعبيرها.

ويقر المسئولون في إدارة بايدن بأن أحد المشاكل تتمثل في أنه بعد عملية طوفان الأقصى، لا يمكن حتى للإسرائيليين الوسطيين هضم فكرة تسليم الفلسطينيين دولة أو حتى كيان ذاتي الحكم، ولا يمكن لنتنياهو الحفاظ على ائتلافه اليميني الهش ما لم يواصل معارضة الفكرة بقوة.

وقالت "فورين بوليسي" إنه في حين انتقد بايدن نتنياهو بشدة علانية خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الكارثة الإنسانية، لم يدفع الرئيس الأمريكي بحل سياسي بطريقة واضحة.

وأشارت المجلة إلى أن معظم المسئولين الإسرائيليين يدركون، سراً، أن حكومتهم غير واقعية بشأن كلا من الأزمة الإنسانية وقدرتهم على احتوائهم، جنباً إلى جنب مع مسألة الحكم في القطاع بعد الحرب

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved