حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف يؤكد «حقه في الحكم» بعد مكاسبه في الانتخابات الأوروبية

آخر تحديث: الإثنين 10 يونيو 2024 - 11:37 م بتوقيت القاهرة

برلين - د ب أ

قالت رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف اليوم الاثنين، إن تحقيق الحزب للمركز الثاني في انتخابات البرلمان الأوروبي يؤكد تزايد قوة الحزب وحقع في المطالبة بتولي السلطة.

ورفضت أحزاب سياسية ألمانية أخرى تشكيل ائتلافات مع حزب البديل من أجل ألمانيا أو التعاون مع الشعبويين اليمينيين المتطرفين في الهيئات الحكومية، مما تسبب فعليا في تجميد الحزب بعيدا عن السلطة.

وقالت أليس فايدل للصحفيين في برلين في مراجعة أجراها حزب البديل من أجل ألمانيا للانتخابات "لقد كنا نحتفل بالفعل بالأمس... الناس يريدوننا أن نتحمل مسؤولية الحكومة".

وأكدت فايدل أن تزايد التأييد للحزب، خاصة في شرق ألمانيا يعني أنه لا يمكن إبعادهم عن الحكم إلى الأبد. ومن المقرر أن تجري ثلاث ولايات بشرق ألمانيا الانتخابات في سبتمبر المقبل، وقد حقق حزب البديل من أجل ألمانيا المركز الأول في المنطقة في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وقالت "من حقنا أن نحكم... إذا نظرتم إلى النتائج في ساكسونيا، ستعرفون من الذي سيصبح رئيس الوزراء المقبل في الولاية".

كما طالبت المستشار الألماني أولاف شولتس بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في ظل الأداء الضعيف للأحزاب الثلاثة المشاركة في ائتلافه.

في غضون ذلك، قرر نواب من حزب البديل من أجل ألمانيا الذي ينتمي إليه السياسي ماكسيميليان كراه الذي تم منعه من المشاركة في حملة حزبه في انتخابات الاتحاد الاوروبي بعد الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل بشأن ماضي ألمانيا النازي، استبعاده من عضوية وفد الحزب في البرلمان الأوروبي.

وتصدر كراه، الذي كان المرشح الرئيسي لحزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات الأوروبية، عناوين الأخبار خلال الأسابيع الماضية بسبب ما يتردد عن صلته بشبكات موالية لروسيا والصين.

وأدى تصريحه بأنه ليس جميع أعضاء مجموعة الإس إس - وهي مجموعة نازية شبه نظامية- مجرمين، إلى قيام حزبه بعزله من مجموعة الهوية والديمقراطية اليمينية في البرلمان الأوروبي قبل فترة قصيرة من إجراء الانتخابات.

وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن هيبشترايت، في برلين اليوم الاثنين إن "موعد الانتخابات سيكون وفقا لما هو مقرر في خريف العام المقبل، ونحن نخطط لتنفيذ ذلك على هذا النحو". وأضاف أن " الفكرة الخاصة بإمكانية بدء انتخابات جديدة في ألمانيا الآن، لم تظهر في أي وقت ولا لثانية واحدة".

وأوضح هيبشترايت أن ائتلاف "إشارة المرور" هو مشروع مقرر أن يستمر لمدة أربع سنوات، وقال "في نهاية السنوات الأربع ستتم المحاسبة. عندها سيكون للناخب الكلمة مرة أخرى، وهكذا تُصاغ السياسة".

وأكد هيبشترايت أن الحكومة عالجت العديد من الأمور، مثل مواجهة الهجوم الروسي على أوكرانيا أو إعادة هيكلة الاقتصاد لتحقيق مزيد من حماية المناخ مشيرة إلى أن هذا يسبب بعض الاضطراب، وقال هيبشترايت :" تسعى هذه الحكومة جاهدة لتنفيذ القرارات المهمة المعلقة". ولفت هيبشترايت إلى أن هذا الأمر سيستمر حتى بعد نتائج الانتخابات الأوروبية التي لم تكن في صالح الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحاكم.

يشار إلى تعالي أصوات من جهات مختلفة من بينها الاتحاد المسيحي (الفائز الأكبر في انتخابات البرلمان الأوروبي) تطالب بطرح الثقة في المستشار أولاف شولتس في البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها أحزاب الائتلاف الحاكم في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وكان زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة للبرلمان الاتحادي (بوندستاج) في أسرع وقت ممكن، مشيرا في ذلك إلى فرنسا. وقال زودر صباح اليوم في تصريحات لمحطة "إن-تي في" التلفزيونية: "لقد انتهت هذه الحكومة بشكل أساسي. يجب أن يسري الأمر الآن على نحو مشابه لفرنسا: كانت هناك دعوات لإجراء انتخابات مبكرة، والآن أعلن ماكرون أجراءها".

ويرى زودر أن هذا يجب أن ينطبق أيضا على ألمانيا، وقال: "بلادنا تحتاج إلى بداية جديدة. لم يعد الائتلاف الحاكم يتمتع بتفويض ولم يعد يحظى بثقة المواطنين، لذلك ينبغي الآن إجراء انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن".

وقرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل مجلس النواب الفرنسي (الجمعية الوطنية) ودعا إلى انتخابات تشريعية جديدة بعد تلقى معسكره هزيمة منكرة في انتخابات البرلمان الأوروبي أمس الأحد. وقال ماكرون في خطاب متلفز إن الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية ستعقد في 30 يونيو، والجولة الثانية في 7 يوليو، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرج.

وبحسب البيانات الرسمية، حصل الاتحاد المسيحي في ألمانيا (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على 30% من الأصوات.

وحقق حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين والمتشكك في الاتحاد الأوروبي مكاسب كبيرة، حيث حصل على 9ر15% من الأصوات، ارتفاعا من 11% في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019.

وجاء في المرتبة الثالثة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شولتس بحصوله على 9ر13%، ليسجل أسوأ أداء في انتخابات ديمقراطية على مستوى ألمانيا منذ أكثر من قرن لتيار يسار الوسط، والذي كان تاريخيا أحد الأحزاب المهيمنة في السياسة الألمانية.

وحل في المرتبة الرابعة حزب الخضر بحصوله على 9ر11% متراجعا من 5ر20% التي سجلها في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019. في المقابل حصل الحزب الديمقراطي الحر - الشريك الثالث الأصغر في الائتلاف الحاكم، على 2ر5%.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved