التدخين والتعاطى عرض مستمر فى مسلسلات رمضان

آخر تحديث: الجمعة 10 يوليه 2015 - 12:49 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ أدهم ندا:

• صناع الدراما يتحججون بمحاكاة الواقع ويتجاهلون تحذيرات صندوق مكافحة الإدمان

حذرت دراسة نشرها صندوق مكافحة وعلاج الادمان خلال شهر رمضان عام 2010 من خطورة مشاهد التدخين على شاشة التليفزيون، وذلك بعد ان تم رصد ومتابعة كيفية تناول الاعمال الدرامية لظاهرة التدخين والمخدرات، عبر اعمال فنية تحظى بنسب مشاهدة عالية خلال الشهر الكريم، اكدت الدراسة ان هناك 2047 مشهدا استغرقت 54 ساعة كاملة ترتبط بمشاهد التدخين ولحظات السعادة والنشوة، واليوم ونحن فى رمضان 2015 ومع تزايد اعداد الاعمال الدرامية زادت مشاهد التدخين وتناول المخدرات ضاربة عرض الحائط بكل هذه التحذيرات والتوصيات.

تباينت الآراء بين النقاد والمؤلفين وصناع الدراما حول تلك الظاهرة، فمنهم من يدافع عن الظاهرة بشرط توظيفها فى السياق الدرامى الصحيح، ومنهم من يعارضها من الاساس.
الناقد الفنى طارق الشناوى يرى انه فى ظل وجود المخدرات وانتشارها اصبحت السيجارة فى حد ذاتها من الامور المألوفة على شاشة الدراما، ولكن الاختلاف هنا يكمن فى مسألة توظيفها دراميا، فعلى سبيل المثال كان هناك مسلسل «الصديقان»، والذى تم عرضه العام الماضى ويتناول قصة حياة الزعيم جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، وكان من المعروف انهما يحرصان على شرب السجائر، وبالتالى كان هناك منطق ومبرر درامى لوجود السجائر فى العمل.

واتهم الشناوى بعض المؤلفين والمخرجين بعد القدرة على التوظيف الدرامى الصحيح لمسألة التدخين فى المسلسلات، فهناك بعضهم يحرص على وجود ممثل أو ممثلة يقومون بالتدخين لمجرد التدخين فقط.
وأوضح الشناوى أن هناك اختلافا كبيرا ما بين التناول الدرامى لمسلسلات الخمسينيات والستينيات، وما بين تناولها فى الألفية الثالثة، وهناك ربط بين ذلك وبين لغة الشارع التى تطورت تطورا كبيرا ليس على مستوى شرب السجائر فحسب، ولكن لغة التعامل العادى للمواطنين.
وربط الشناوى بين زيادة وانتشار مشاهد التدخين والمخدرات فى المسلسلات بانتشار الالفاظ النابية والشتائم ايضا، وأوضح أن هناك الكثير من الالفاظ التى نسمعها فى المسلسلات متداولة على شبكات التواصل الاجتماعى، وبما انها موجودة فى المجتمع لا يمكن ان نغض الطرف عنها، وبالتالى فنحن أمام وجهتى نظر متناقضتين، فهناك من يتعمد زيادة تلك الألفاظ والمشاهد لأسباب تجارية، وهناك من يقول امنع هذه المشاهد أو الغيها.

ووصفت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى كثرة مشاهد التدخين وتناول المخدرات فى المسلسلات بأنها تعبر من وجهة نظر صناع تلك المسلسلات عن الرجولة أو الخشونة والقوة.
وتتابع: على سبيل المثال شخصية سيد بوخارست فى مسلسل حوارى بوخارست، والتى يجسدها امير كرارة تحمل الكثير من التناقض، فيكف يكون هناك انسان حنون مع عائلته وجدع وطيب بشكله الوسيم، ولكنه على الجانب الاخر بلطجى ويتسم بالعنف ويتاجر فى المخدرات ويشرب السجائر بشراهة، بينما على الجانب الآخر ترى شخصية حاتم فى مسلسل «تحت السيطرة» والتى يجسدها الفنان التونسى ظافر العابدين، تجده شخصا مهذبا مهندما لبق اللسان لا ينزلق لألفاظ سيئة، ولكنه ابتلى بزوجة مدمنة، وبالتالى هناك مبرر منطقى لوجود الادمان وشرب السجائر فى العمل الدرامى.
واتهمت البشلاوى وسائل الاعلام والتعليم بأنه دائما ما كان يظهر الرجل المدخن كرمز للقوة والرجولة والخشونة، ويظهر المرأة على انها فقط مصدر الحنان والطيبة، وهذا يختلف اختلافا جذريا عن الواقع، وبالتالى يجب تغيير منظومة التعليم وتغيير منهج وسائل الاعلام فى التعامل مع تلك الظاهرة.

وترى الفنانة ندى بسيونى انه نادرا ما يتم وضع مشاهد التدخين أو تعاطى المخدرات فى سياقها الدرامى الصحيح، بل على العكس فإنه يتم وضع تلك المشاهد دون ادنى مراعاة لمفهوم الدراما الاجتماعية، وان هذه الاعمال تقوم بمخاطبة جميع فئات المجتمع.
واضافت ندى انه عندما قام المخرج الكبير صلاح ابوسيف الملقب بمخرج الواقعية بإخراج مشهد الثور وهو يدور فى الساقية، فى فيلم «شباب امرأة» كان مشهدا مبهرا، ولم يكن هناك قمامة بجانب الثور أو حتى الفاظ بذيئة من الممثلين فكان هناك ما يسمى بالبعد الدرامى.
ويرى د. عمرو عثمان عضو مجلس نقابة الاطباء، ان مشاهد التدخين وتناول المخدرات فى الدراما من اخطر ما يمكن ويجب ان يتم وضعها فى الاطار والسياق الصحيح لأى عمل، فدائما نحذر صناع المسلسلات من تلك المشاهد لما لها من اثر سلبى على المتفرجين.
وأضاف عمرو انه عندما يقوم ممثل خاصة من الوجوه المحببة بالتدخين فى المسلسل، يقوم الشاب بتقليده ويعتبره قدوة، ومن هنا تأتى فكرة حب التدخين واعتباره امرا مألوفا.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved