كم عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة؟

آخر تحديث: الأربعاء 10 يوليه 2024 - 7:34 م بتوقيت القاهرة

وكالات

كيف تحصي السلطات الصحية في غزة عدد الشهداء؟

أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، أن الهجوم البري والجوي الذي تشنه إسرائيل على غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 38 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، مع نزوح معظم سكان القطاع وعددهم 2.3 مليون نسمة.

وتتناول هذه النظرة الفاحصة كيفية حساب عدد الشهداء الفلسطينيين ومدى موثوقيته وتوزيع الضحايا بين المدنيين والمسلحين وما يقوله كل جانب.

- كيف تحصي السلطات الصحية في غزة عدد الشهداء؟

في أشهر الحرب الأولى كان يتم حساب عدد الشهداء بالكامل من خلال عدد الجثث التي تصل إلى المستشفيات، وتضمنت البيانات أسماء وأرقام هويات معظمهم.

ومع استمرار الصراع وخروج مزيد من المستشفيات والمشارح من الخدمة اعتمدت السلطات إلى جانب ذلك على أساليب أخرى.

ومنذ أوائل مايو الماضي، حدثت وزارة الصحة أسلوب تفصيل إجمالي الوفيات ليشمل الجثث مجهولة الهوية التي تمثل نحو ثلث إجمالي عدد الشهداء.

وقال عمر حسين علي، رئيس مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إن هذه الجثث وصلت إلى المستشفيات أو المراكز الطبية دون بيانات شخصية مثل أرقام الهوية أو الأسماء الكاملة.

وبدأت أيضا في تضمين الوفيات التي تم الإبلاغ عنها عبر الإنترنت من أفراد الأسرة الذين اضطروا إلى إدخال المعلومات بما في ذلك أرقام الهوية.

- هل عدد الشهداء في غزة شامل؟

تقول وزارة الصحة الفلسطينية، إن الأرقام لا تعكس بالضرورة جميع الشهداء لأن كثيرين ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض. وأشارت الوزارة في تقديرات مايو إلى وجود نحو 10 آلاف مفقود تحت الركام.

ونشرت مجلة "لانسيت" الطبية رسالة من ثلاثة أكاديميين في الخامس من يوليو تشير إلى أن الوفيات غير المباشرة، الناجمة عن عوامل مثل المرض، قد تعني أن عدد الشهداء أعلى بعدة مرات من التقديرات الفلسطينية الرسمية.

وقالت الرسالة إنه "ليس مستغربا تقدير استشهاد ما يصل إلى 186 ألفا أو أكثر جراء الصراع الحالي في غزة".

وقال الأكاديميون إن هذا الرقم الذي تصدر عناوين الأخبار العالمية، يستند إلى ما وصفوه بأنه تقدير متحفظ يبلغ أربع وفيات غير مباشرة مقابل كل وفاة مباشرة واحدة بناء على عدد الضحايا في الصراعات السابقة.

كما قال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأمريكية إن من المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من تلك المنشورة دون تقديم المزيد من التفاصيل.

- ما مدى مصداقية حصيلة الشهداء في غزة؟

قال خبراء في الصحة العامة لرويترز، إن غزة قبل الحرب كان لديها إحصاءات سكانية قوية وأنظمة معلومات صحية أفضل من معظم دول الشرق الأوسط.

وذكر متحدث باسم منظمة الصحة العالمية، أن وزارة الصحة في غزة لديها "قدرة جيدة على جمع البيانات وتحليلها، كما أن تقاريرها السابقة تعتبر ذات مصداقية".

وتنشر الأمم المتحدة بانتظام عدد الضحايا نقلا عن وزارة الصحة في غزة.

وفي بداية الحرب، شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن في أعداد الشهداء لكن وزارة الصحة نشرت في ذلك الحين قائمة مفصلة عن 7028 حالة وفاة تم تسجيلها حينها.

وقال أكاديميون درسوا تفاصيل الشهداء المدرجين، في مقال تمت مراجعته من نظراء لهم في دورية لانسيت الطبية في نوفمبر، إن من غير المعقول أن تكون النماذج الواردة في القائمة محض تلفيق.

غير أن أسئلة محددة أُثيرت حول إدراج 471 شخصا قيل إنهم استشهدوا في انفجار وقع في 17 أكتوبر بالمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة. وقدر تقرير للاستخبارات الأمريكية أن عدد الضحايا يتراوح بين 100 و300.

- هل تتحكم حماس في إحصاءات الشهداء؟

تدير حركة حماس قطاع غزة منذ عام 2007، لكن وزارة الصحة في القطاع تخضع أيضا لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وتصرف الحكومة التي تديرها حماس في غزة رواتب جميع الموظفين العاملين في المؤسسات الحكومية منذ عام 2007 ومن بينها وزارة الصحة. ومع ذلك، لا تزال السلطة الفلسطينية تدفع رواتب الموظفين الذين تم تعيينهم قبل ذلك.

ومن الصعب في الوقت الراهن تقدير مدى سيطرة حماس على قطاع غزة بسبب احتلال القوات الإسرائيلية لمعظم القطاع بما في ذلك المناطق المحيطة بالمستشفيات الكبرى التي تقدم إحصاءات الضحايا فضلا عن استمرار القتال.

- ماذا تزعم إسرائيل؟

يشكك مسئولون إسرائيليون في صحة هذه الإحصاءات بسبب سيطرة حماس على الحكومة في غزة.‭ ‬وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين إنه تم التلاعب بالأرقام وإنها "لا تعكس الواقع".

ومع ذلك، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضا في إحاطة صحفية بأن عدد الشهداء الفلسطينيين موثوق بشكل عام.

- كم عدد المدنيين الذين فقدوا أرواحهم؟

لا تفرق وزارة الصحة الفلسطينية بين الشهداء المدنيين والمسلحين.

وتقدم إسرائيل بشكل دوري تقديرات لعدد عناصر المقاومة التابعين لحماس الذين تعتقد أنهم قُتلوا. وأحدث تقدير كان من نتنياهو أشار فيه إلى أن العدد 14 ألفا، حسب قوله.

ويقول مسئولون أمنيون إسرائيليون، إنه يتم التوصل إلى مثل هذه التقديرات من خلال إحصاء الجثامين في ساحة المعركة، واعتراض اتصالات حماس، وتقديرات المخابرات للأفراد الذين تم استهدافهم.

وخلال الحرب، قالت حماس إن إحصاءات إسرائيل بشأن قتلاها مُبالغ فيها، لكنها لم تقدم معلومات حول عدد مقاتليها الذين لاقوا حتفهم.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن ما يربو على 70% من الضحايا هم نساء وأطفال دون الثامنة عشرة. وخلال معظم فترة الصراع، أظهرت الإحصاءات أن الأطفال يمثلون قرابة 40% من إجمالي القتلى.

وأصبحت ظروف إحصاء عدد الشهداء في المستشفيات أكثر صعوبة وسط القتال إذ يصعب التعرف على هوية العديد منهم بسبب إصاباتهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved