محمد محسن فى حديث من القلب عن الثورة والغناء وحبايب زمان لـ«الشروق»: الغرور مقبرة لأى فنان.. وإيماني بموهبتى كبير

آخر تحديث: الخميس 10 أغسطس 2017 - 6:35 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ وليد أبو السعود

• غنيت لمليون شخص فى التحرير.. ومصر هى الباقية
• سعيد بالتعاون مع عمرو مصطفى ولا مانع من تكرار التجربة
• أزمة عيد العلم أعطتنى إصرارًا على الاستمرار واقتربت من الشباب فى ألبومى
• أغنية «تلغراف» إهداء لروح أبى وصديقى.. أرفض تصنيف الألبومات لصيفى وشتوى فالموسيقى باقية وتسمعها فى أى وقت

يؤمن الفنان محمد محسن بأن ألبومه الجديد «حبايب زمان» هو خطوة جديدة فى مشروعه الغنائى وفى طريق الوصول لقلوب وعقول الشباب.. وفى الوقت نفسه يؤكد محسن أنه لن يغير من جلده، وأنه يملك الإصرار على مواصلة مشروعه الغنائى ولن يغنى إلا ما يريده.. وعن تعاونه مع عمرو مصطفى يشير إلى أنه فنان ناجح.. وأن مصر هى الباقية وأننا جميعا مصريون ويجب ألا تفرقنا السياسة... عن الفن والثورة والهندسة والغناء يفتح محمد محسن قلبه لـ«الشروق»..

• بعد استماعى لألبومك الجديد «حبايب زمان» شعرت بأنك خلعت جلباب سيد درويش.. هل هو شعور حقيقى أم ماذا وهل بدأنا نسمع مشروعك الحقيقى الذى دخلت عالم الغناء من أجله؟
ــ بالطبع أمتلك مشروعا خاصا بى فى مجال الغناء منذ البداية، وأنت تعرف أنه فى ايامنا هذه من الصعب أن تجد منتجا يدعمك.

وسبب غنائى لسيد درويش وعبدالوهاب فى بدايتى أننى وعندما كنت فى جامعة القاهرة بكلية الهندسة اكتشفت أن الكثيرين من زملائى لا يعرفون أغانى سيد درويش، وبالتالى شعرت بوجود مسئولية ملقاة على عاتقى بتقديم أغانى التراث وهو ما بدأت به.

وكنت وقتها أقدم أغانى التراث، وكل فترة أقدم أغنية جديدة لى، مثلما قدمت تجربة المينى ألبوم «اللف فى شوارعك» حتى بدأت فى تقديم أغانى منفردة، وبدأ الطلب على أغانى مثل «من زمان جدا» وباقى الأغانى الخاصة بى.. ومن هنا قررت تقديم مشروعى.

وأنا اعتبر نفسى فى بداية طريقى، وأمسكت بأول الخيط، وأطالب بالحكم على تجربتى ومشروعى مع ألبومى الثانى والثالث، وانا أكمل مسيرتى، ففى ألبومى توجد أغنية مع مصطفى إبراهيم، بالإضافة إلى أغانى أخرى مختلفة مكتوبة خصيصا لى.

• توقيت صدور ألبومك يعتبره البعض غريبا أو مخاطرة لوجود أغانى لا تناسب موسم الصيف الذى يحتاج دوما للأغانى ذات الإيقاع الراقص.
ــ أنا أعمل على اختيار أغنيات هذا الألبوم منذ أربع سنوات وعندما اكتملت تجربة الألبوم قررت طرحها ولا أعترف بالمسميات من حيث كونها أغانى صيفية أو شتوية.. والألبوم به تنوع وقررنا تقديمه وقد آن الأوان لصدوره.

أحسست بأن الـ11 أغنية الموجودة فى البوم «حبايب زمان» هم أبنائى الذين أبحث عنهم منذ فترة..

• عندما تخطو خطواتك الأولى المختلفة هنا، هل تحب أن تكون منافستك مع شباب من جيلك أم عمرو دياب وأصالة أم تود النزول فى توقيت تكون فيه بمفردك بعيدا عن المنافسة؟
ــ الكلام ده لو مطرب نازل يجرب، لكن أنا عارف مستوى ما أقدمه وأعمل عليه منذ سنوات، واعتقد ان هناك عددا ما ينتظر الالبوم، وانا لا انافس احدا، والاغانى ليست شبه أى شخص ولكنها اغانى تشبهنى.. والنجاح بالنسبة لى هو الا ابيع اكثر من أى احد.. ولكننى أشعر بأن النجاح فى وجود من يحفظ الاغانى حتى لو فردا واحدا، وانا فخور بما قدمته، هى حاجة واثق فيها.. وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

• البعض يفسر إيمانك الكبير بموهبتك وثقتك بأن مشروعك الغنائى سيستمر وسينجح بأنه غرور، كيف تفسر هذا اللبس؟
ــ الفكرة أن ما أشعر به هو إيمانى بموهبتى واحترامى لها ولنفسى والاستمرارية فى الغناء، وكذلك صعودى درجات فى سلم التواجد لدى الجمهور.. وهى الأمور التى تحكم، إذ يجب أن أكون مؤمنا بموهبتى، ويكون لدىّ مشروع وخطة وأنا افهم ما أريد عمله. ولعلمك لم يكن هذا سهلا ودفعت ضريبته، فقد تركت الهندسة للفن وغيرت اسمى ليكون لى اسم فنى فاسمى الاصلى محمد عبدالمحسن.

والأهم لدى هو الاصرار والصبر.. ولا أحتاج إلى الغرور فالغرور مقبرة لأى فنان والفن يحتاج إلى نفس طويل.. وأنا أعمل عليه منذ أربع سنين.

• أصدرت 11 أغنية.. ترى من بين كم أغنية اخترت هذه الأغانى؟
ــ اخترتها من بين 25 أغنية.

• الآن وبعد عامين من الموقف الذى تعرضت له فى عيد الفن.. هل تراه ضدك أم افادك وكيف تجاوزته؟
ــ عندما وجهوا لى الدعوة للغناء فيه وافقت عليها لأن هذا هو عيد الفن الذى غنى فيه عبدالحليم وعبدالوهاب.

وفجأة وجدت نفسى ممنوعا من دخول الأوبرا ومؤسسة الرئاسة وقتها برئاسة المستشار عدلى منصور وعبر متحدثها الرسمى وقتها الدكتور مصطفى حجازى الذى هاتفنى وقدم لى اعتذار المؤسسة وأن ما حدث هو سوء فهم.

وانا مشيت من الاوبرا وشاهدت الحفلة عند صديقى الراحل بكر الجلاس.. والطريف والمحزن فى الوقت نفسه أن من غنى اغنيتى غناها على الموسيقى الخاصة بى والتى كان قد أعدها رفيق عدلى، ومثل هذه المواقف تصبح دافعا للتطور.

وأنا إيمانى بموهبتى كبير وهو الدافع لتقديم أفضل ما عندى، فأنا من برج الثور وهو برج عنيد جدا. واكتأبت وقتها، ولكننى فى الحقيقة استفدت لأن العالم كله دخل وسمع الأغانى الخاصة بى. وناس كتير من الشباب بيبقى عندهم مشاريع كثيرة لكن الروتين يقتل طموحهم ويمنعهم من تقديم افضل ما عندهم.. ومن يكمل هو من يملك الإصرار أو العزيمة.

• لدى معلومة أنك كنت مرشحا للغناء فى حفل افتتاح تفريعة قناة السويس؟
ــ بالفعل حدث هذا وكان الفنان عمرو مصطفى قد دعانى للغناء فى اوبريت قناة السويس لكنه كلمنى متأخرا، وعلى الرغم من الخلاف السياسى معه لكن يجمعنا حب الفن وأغانيه الناس بتحبها وأنا الآن لا رأى لى فى السياسة.. أنا أحب الفن وأريد ان اغنى فقط.

وعندما كلمنى وطلب أن نسجل فى ثانى يوم قلت له أنا لازم اسمع واعيش معاه يومين أو ثلاثة.. وكان صعبا ان اسجل الأغانى بعد أن غناها زملاء آخرون ودارت الأيام وتعاونت مع عمرو مصطفى فى ألبومى القادم، وأنا لا أرفض الغناء فى أى مناسبة للدولة لأننى أحب البلد دى ومن نزل فى 25 يناير كان نازل لأنه بيحب البلد مش خونة ولو ما عرفش يغير فبيغير فى مكانه وبيعمل اللى بيحبه ومن لم ينزلوا ليسوا خونة هما عاوزين يخدموا البلد من وجهة نظرهم، ومن أفسد الامر هو المصطلحات التى اطلقناها ولو دخلنا الجيش فجميعنا سيقف على الحدود نفسها لنحمى بلدا واحدا هو بلدنا ونحيى العلم نفسه.. فكل شىء يزول وتبقى مصر.

• الألبوم يحقق معدلات تحميل واستماع مرتفعة على موقع أنغامى وآى تيونز.. ما هو شعورك؟
ــ أحمد الله.. وهو من اول اسبوع لطرحه قد حقق معدلات انا شخصيا سعيد بها.

• الألبوم به أغنية «تلغراف» وهى اغنية تجربة ذاتية معك.. حدثنا عنها؟
ــ أغنية تلغراف هى الاغنية الوحيدة التى لحنتها بنفسى فى الالبوم، وهى من كلمات مصطفى ابراهيم وهو صديق العمر وكانت فى ديوان له عام 2011 ولحنتها 2013 وطرحتها فى 2017 وقد تأثرت بها بعد وفاة والدى وبكر الجلاس وأهديها لروحهما.. وأعود لسؤالك عن البوم صيفى وشتوى وأنا كنت مصرا جدا على طرح الأغنية فى الالبوم.. انا لا التزم بكلمة لابد انا اراعى متطلبات السوق بنسب ولابد من ظهور شخصيتى.

• فى العادة المطرب الذى يتجه للتمثيل يكون أداؤه التمثيلى ضعيفا.. وانت تخوض تجربة التمثيل فكيف ترى هذا؟
ــ لا أستطيع اعطاء إجابة متكاملة عن هذا الموضوع؛ ففى الغناء انا راض عند ادائى وفى التمثيل مازلت فى طور النمو، ولكننى تعلمت من عملى المسرحى ومن عملى مع الفخرانى، وكانت لدى تجربة سابقة فى «زى الورد»، ولكننى أحتاج إلى الوقت وأنا أحب كل شىء جيد ولدى عروض تليفزيونية ومسرحية سينمائية ولكننى أختار فيما بينها ولكننى أعطى اهتمامى أكثر للألبوم.

• هل تعتقد أنك استفدت من ثورة 25 يناير أنت وباقى صناع الغناء المختلف ونقله ليصبح غناء جماهيريا؟
ــ بداية أنا أغنى من قبل الثورة. ولكننى غنيت فى ميدان التحرير وكان يوجد به مليون شخص وكل واحد قادم من محافظة مختلفة.. وبالتالى غنيت أمام مصر كلها.. ولم أكن مخططا لهذا.. وكانت جلسات السمر مساء وفجأة لقيت مليون شخص يرددون ورائى. ولقد قدمت حفلات وحضر لى مليون شخص، وعشت هذه اللحظة التى تغنى فيها ويمكنك أن تنظر فى عيون مليون شخص أمامك.

• شعرت خلال الاستماع للألبوم حرصك على الاقتراب بشكل أكبر من الشباب بداية من النيولوك والموسيقى والكلمات.. هل كان هذا مقصودا؟
ــ هو فى النهاية مجرد رأى.. قد يراها آخرون بشكل مختلف، وبالتالى كل شخص يأخذ الموضوع بطريقته الخاصة، وعلى الرغم من أننى نفذت الألبوم مع مجموعة من الشعراء والملحنين يعملون مع كل المطربين مثل نصر الدين ناجى، ونور عبدالله، وعمرو مصطفى، وتامر على، وأحمد المالكى، ويحيى يوسف، ومحمد مرزوق، وغيرهم ــ فإننى حاولت على قدر المستطاع تقديم شكل مختلف يشبه شخصيتى، لأننى أريد أن أطرح شيئا جديدا ومختلفا عن السائد، ليس لمجرد الاختلاف، ولكن لأننى أشعر بأن هذا النوع من الموسيقى مُهدر حقه.

• من بين مفاجآت الألبوم أن عمرو مصطفى الرافض لثورة 25 يناير يلحن أغنية لمطرب الثورة وهو تناقض صريح فى التوجهات.. كيف جاء هذا التعاون؟
ــ دعنا نتفق على أنه الآن يوجد شىء اسمه ثورة 25 يناير.. وهناك مؤيد لها ومعارض أيضا، ولو عاد بى الزمن سأشارك، لأنها كانت قناعاتى. ولكن ليس معنى أننى شاركت أننى أنا الوطنى وحدى والباقى خائنون والعكس كذلك.. وبعيدا عن الثورة لدينا ملحن اسمه عمرو مصطفى حينما يقدم أغنية تحفظها وتستمع لها مصر كلها، وهو فنان كبير وملحن شاطر بغض النظر عن آرائه السياسية التى أرى أنها حينما تدخل بين الناس تخلق العداوات، وأن المشكلات الأساسية التى تعيشها مصر حاليا بسبب الخلافات السياسية أو الاستقطاب مثل الثوار والفلول. أما بالنسبة للتعاون فقد بدأ قبل حفل قناة السويس حيث اتصل بى، وقال أنا عاوزك بكرة الصبح تغنى أغنية، فاعتذرت له بشكل لائق لأننى أريد أن أستمع للحن والكلام، فقال نحن مضغوطون فى الوقت، وكانت عندى مشكلة تتمثل فى أننى أسجل أغنية لا أعرف شيئا عنها واعتذرت، وحينما بدأت العمل على الألبوم تحدثت معه هاتفيا وقلت له احنا مش هنشتغل مع بعض ولا إيه ولا هو عشان الثورة والفلول، فقال لى إزاى ويومها كنت عنده فى المنزل، وتعاوننا والأغنية طرحت فى السى دى وأعجبت الجمهور، وإذا عدنا خمس سنوات إلى الوراء فسوف أكون أنا فى ميدان التحرير وهو أمام التليفزيون، ولكن إذا جندنا فى الجيش معا فسوف نقف معا على الحدود.. ولكن للأسف نحن اعتدنا على الاستقطاب وأصبح ذلك موضة بدليل أن بعض التعليقات على اليوتيوب غاضبة من هذا التعاون ولكن لا يصح أن ألتفت لهذا الكلام بل إننى ــ على العكس ــ سعيد جدا بأننى تعاونت معه ولن تكون هذه المرة هى الأخيرة.

• ذكرت من قبل أنك تسعى إلى جذب الشباب إلى منطقتك ما هى خطواتك لذلك؟
ــ سأكذب عليك إذا قلت لك إننى لدى خطة وأريد تنفيذها، ولكن أهم شىء أن أخلص النية، وأقدم الشىء الذى أرتاح له ويعبر عنى، وألا أنتظر حينما أقدمها من سيستمع إليها، ولكن لأننى أعجبت باللحن أو أريد التطوير من نفسى، وأجرب صوتى فى أغانى جديدة أو أن اكتشف مساحات لم أتطرق لها من قبل، وذلك على الرغم من أن الشباب بالفعل بالنسبة لى عنصر مهم جدا، وخلال تنفيذ الألبوم سألت نفسى ما الذى يمكن أن أغنيه بحيث يصل إلى الشباب بشكل سريع فينجذبوا إلى الموسيقى التى أقدمها، ومن خلال تعاملى معهم فى الحفلات أصبحت على دراية بما الذى يعجبهم.. وكونت جمهورا أريد الحفاظ عليه، وفى الوقت نفسه أكسب أرضية جديدة، وبالتالى أريد أن أمسك العصا من الوسط ما بين الشكل الذى عرفنى جمهورى عليه والأشكال الجديدة لم أجرب نفسى فيها من قبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved