زراعة الشعاب المرجانية.. طريقة لمواجهة ارتفاع حرارة البحار والمحيطات

آخر تحديث: الإثنين 10 أغسطس 2020 - 2:01 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تعتبر الحرارة مصدر قلق لشكل مهم من أشكال البستنة، وهي النباتات تحت الماء، مثل زراعة الشعاب المرجانية، وقد ارتفعت مستويات درجات الحرارة في العالم بشكل كبير وحذرت كثير من المنظمات العالمية من هذا الأمر وأضراره على كافة المستويات.

ويحاول الباحثون تحسين الحالة البيئية بإعادة زرع الأشجار التي تحترق أو التي يتم قطعها، يحاول آخرون العمل على زراعة شعاب مرجانية سعياً لتعافي طبيعي لهذا النوع من البستنة، وذلك وفق ما ذكرته شونا فو، الباحثة والحاصلة على الماجستير من جامعة أريزونا.

وقالت فو، إنها درست كيفية تأثير الضغوطات العالمية مثل ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها على اللافقاريات البحرية لأكثر من عقد مضى، وفي دراسة نُشرت مؤخرًا، عملت فيها مع جريجوري أسنر، مدير مركز الاكتشاف العالمي، لتحليل تأثيرات درجة الحرارة على مشاريع ترميم الشعاب المرجانية.

وأظهرت نتائج الدراسة أن تغير المناخ قد أدى إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر بالقرب من نقطة تجعل من الصعب للغاية على الشعاب المرجانية المزروعة البقاء على قيد الحياة، وفق ما جاء في تقرير نشره موقع "ذا كونفيرزيشن" الأسترالي.

البستنة المرجانية
تدعم الشعاب المرجانية أكثر من 25٪ من الحياة البحرية من خلال توفير الغذاء والمأوى ومكان للأسماك والكائنات الأخرى للتكاثر وتربية الصغار، ويؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيط الناجم عن تغير المناخ في حدوث تبيض، وهي حلقات يقوم فيها المرجان بطرد الطحالب التي تعيش بداخلها ويمد الشعاب المرجانية بمعظم طعامها، فضلاً عن ألوانها النابضة بالحياة، وعندما تفقد الشعاب المرجانية طحالبها، فإنها تصبح أقل مقاومة للضغوط مثل الأمراض وقد تموت في النهاية.

وقالت فو إن مئات المنظمات في جميع أنحاء العالم تعمل على استعادة الشعاب المرجانية المتضررة من خلال زراعة الآلاف من الشظايا المرجانية الصغيرة في المشاتل، والتي قد تكون على اليابسة في المختبرات أو في المحيط بالقرب من الشعاب المرجانية المتدهورة، ثم يقوم الغواصون بزرعها في مواقع الاستعادة.

ووفقًا لدراسة حديثة، "هذه الزراعة مكلفة جدا، حيث يبلغ متوسط التكلفة حوالي 160 ألف دولار أمريكي لكل فدان، كما أنها تستغرق وقتًا طويلاً، حيث يقوم الغواصون بوضع كل مرجان مزروع باليد".

وبالعودة لدراسة فو وزميلها أسنز، اللذان وجدا أن بقاء المرجان على قيد الحياة من المرجح أن ينخفض إلى أقل من 50٪ إذا تجاوزت درجة الحرارة القصوى في موقع الاستعادة 86.9 درجة فهرنهايت أي 30.5 درجة مئوية.

وعلى الصعيد العالمي الحالي، تشهد الشعاب المرجانية درجة حرارة قصوى سنوية تبلغ اليوم 84.9 درجة فهرنهايت أي 29.4 درجة مئوية، وهذا يعني أنهم يعيشون بالفعل بالقرب من الحد الأقصى للحرارة.

وتسعى الدراسة إلى استخدام بيانات درجات الحرارة والمعلومات الأخرى التي يتم جمعها عن بُعد من الطائرات والأقمار الصناعية يمكن أن يساعد في تحسين عملية البستنة للشعب المرجانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved