السياحة فى شرم الشيخ.. أزمة طاحنة تبحث عن بارقة أمل.. وآمال «رسمية» بفرج قريب

آخر تحديث: الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 6:41 م بتوقيت القاهرة

رسالة شرم الشيخ ــ إسماعيل الأشول:

موظفة أربعينية تبكى: نفسى السياحة تعود عشان أقدر أودى ولادى مدارسهم اللى خرجوا منها..
وسائق تاكسى: كان دخلى بالعملات الأجنبية واليوم أفاوض الزبون على خمسة جنيه
شواطئ الفنادق الكبرى تشكو لزوارها غياب الزائرين..
والنائب أحمد بدوى: مدير منشأة فندقية أخبرنى بالأثر الإيجابى للفعاليات الرسمية على عملهم

من خلف مكتب خشبى صغير، سأل شاب عشرينى، أحد المشاركين فى احتفال مجلس النواب بمرور مائة وخمسين عاما على بدء الحياة النيابية عام 1866، عن الجدوى الاقتصادية لإقامة الحدث فى مدينة شرم الشيخ، وقال بصوت خفيض: «بحثت على النت عشان أفهم إيه الفايدة لكن مفهمتش، لعله خير».

استمع المسئول لسؤال الشاب وابتسم داعيا إياه للتفاؤل، مع وعد بالحصول على إجابة شافية من منظمى الاحتفال وغيرهم ممن قد يملكون الإجابة.
كانت البداية من سيدة أربعينية تُشرف على عمل الشاب الصغير فى أحد الفنادق الكبرى بالمدينة السياحية الشهيرة، قالت متحدثة للشاب: «شوف.. الحاجات اللى بيعملوها هنا دى مهمة ولما تنجح وتمر بدون مشكلات تبقا شهادة أمان للمدينة ولمصر كلها».

وأضافت وهى تعد على أطراف أصابعها :«معنى كده إن السياحة ترجع زى الأول، ونشتغل أكتر، يعنى أقدر أسدد ديونى ويقدر أحمد (اسم مستعار للشاب بناء على طلبه) يدفع رسوم الكتب الدراسية فى الجامعة فهو أحد طلاب الفرقة الثانية فى كلية الحقوق».

وتابعت وهى تغالب البكاء: «هنقدر نعيش حياتنا بشكل طبيعى زى الأول، أودى ولادى مدارسهم اللى خرجتهم منها من سنتين ودخلتهم مدارس غيرها أقل فى التكاليف وفى المستوى اللى عاشوا عليه سنين كتير، ويقدر زميلى اللى ساب شغله وشغال دلوقتى سواق تاكسى وهوا معاه 3 لغات يرجع لشغله ويلاقى فرص أكتر للتطور والحياة بشكل أفضل».

غلبت الدموع السيدة الأربعينية (س.م)، واعتذرت عن مواصلة الحديث، قبل أن تقول بصوت مختنق: «نتمنى كلنا السياحة تقوم حتى عشان نقدر نقاوم الغلاء غير المسبوق فى الأسعار.. كل حاجة غليت من الكهرباء للسكر والأرز، ودى أبسط السلع الغذائية اللى مفيش بيت مش بيحتاجها وزود عليها اللبس والعلاج كله زاد سعره وأنا مش بتكلم عن كماليات».

من خلف عجلة القيادة فى سيارته التاكسى، أطلق (ر.ف) ضحكة عالية، وهو فى طريقه إلى قاعة المؤتمرات المقامة فيها احتفالية البرلمان، ردا على طلب رأيه فى ربط فرص استعادة السياحة بإقامة المؤتمرات بالمدينة، ثم شرح أبعاد أزمة السياحة التى أطاحت به من إدارة أحد البازارات بمدينة شرم الشيخ قبل نحو أحد عشر شهرا قائلا: «اسـأل أى حد فى غرفة المنشآت الفندقية فى شرم الشيخ أو فى ائتلاف مستأجرى المحلات هنا، هيقولك إن بيوتنا خربانة حرفيا من أكتر من سنة.. اللى شغالين فى شرم الشيخ كانوا أكتر من مليون ونص منها عمالة مباشرة ومنها غير مباشرة من كل المجالات اللى بتدخل فى شغل السياحة، لكن الأزمة قعدت غالبيتهم فى بيوتهم، أنا كنت مدير بازار كبير وكان دخلى الشهرى من كل العملات الأجنبية، النهارده أنا بفاوض الزبون المصرى على خمسة جنيه زيادة أو نقص».

حكايات لا تنتهى عن معاناة قطاع العاملين فى السياحة المصرية بمختلف مدنها، لكن بعض القائمين على المنشآت السياحية يحدوهم بعض الأمل فى تجاوز تلك المعاناة إلى «فرج قريب» يعيد للاقتصاد المصرى بعض العافية.
فبحسب النائب أحمد بدوى، فإن الهدف الأساسى من إقامة احتفالية البرلمان فى شرم الشيخ، والجلسة المشتركة للبرلمانين العربى والإفريقى، ودعوة الأخير لعقد اجتماع دورته العادية الثالثة فى «مدينة السلام»، ليس إلا «عودة السياحة»، و«تقديم شهادة عملية للعالم على تحقق الأمن واستقرار الأوضاع فى مصر».

وأضاف لـ«الشروق» على هامش الفعاليات البرلمانية: «كنت فى زيارة لأحد أصدقائى فى شرم الشيخ، وهو مدير إحدى المنشآت الفندقية، وأخبرنى أن هذه الفعاليات الرسمية لها أثر إيجابى على حجم الحجوزات التى يتلقاها من الوفود السياحية الراغبة فى زيارة مصر».

وتابع: «أمر منطقى جدا إن لما يبقى فيه عندك 48 وفد أجنبى فى احتفالية البرلمان ويشارك ويغادر بالسلامة، أكيد إن ده له تأثير جيد على قطاع السياحة وهو ما نأمله جميعا».
لم تختلف نبرة بدوى المتفائلة عن ابتهاج وكيل مجلس النواب السيد الشريف بـ«نجاح أعمال البرلمان فى شرم الشيخ» معربا عن أمله فى «أن يكون ذلك إسهاما مباشرا فى عودة السياحة».
أسئلة قلقة للعاملين تقابلها وعود وآمال عريضة بشأن انفراجة قريبة على لسان المسئولين ونواب البرلمان، وسط أزمة طاحنة تعانيها السياحة ويبدو أثرها جليا على شواطئ الفنادق الكبرى، تشكو لزوارها غياب الزائرين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved