الموضة والفلك.. أنماط سياحية جديدة تنعش قطاع السياحة الثقافية بمصر

آخر تحديث: الإثنين 10 أكتوبر 2022 - 11:34 ص بتوقيت القاهرة

الأقصر - د ب أ

تسود أجواء من التفاؤل أوساط القطاع السياحي في مدينة الأقصر التاريخية، التي تشتهر بمعالمها الأثرية الشهيرة، بعد مؤشرات على انتعاش قطاع السياحة الثقافية بمصر.

وأشار محمد عبدالحميد، عضو مجلس أمناء الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إلى وجود دلائل على تزايد معدلات الحجوزات السياحية خلال الموسم السياحي الجديد الذي انطلق مطلع الشهر الجاري، وذلك بعد نجاح خطط وزراة السياحة والآثار في الترويج لذلك القطاع بأسواق السياحة العالمية، وتراجع آثار جائحة كورونا، مع تنوع في المنتج السياحي بتلك المقاصد.

ولفت إلى ظهور أنماط سياحية جديدة مثل ما أسماه بـ"سياحة الموضة"، التي بدأت تعرف طريقها لمعابد الفراعنة في الأقصر، على غرار عرض الأزياء العالمي الذي قدمته دار ستيفانو ريتشي الإيطالية، في ساحة معبد الملكة حتشبسوت، مساء أمس الأحد، والذي جذب مئات الزوار الذين قدموا من قارات عدة لمشاهدة ذلك العرض الذي أقيم احتفالاً باليوبيل الذهبي لدار ستيفانو ريتشي للأزياء.

وأوضح أن مهرجانات وعروض الموضة، تحظى بمتابعة كبيرة من قبل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتحقق دعاية كبيرة لمقاصد السياحة الثقافية بمصر.

وأضاف أن عوامل أخرى كان لها تأثيرها على حالة التعافي التي بدأت مؤشراتها في الظهور بمقاصد السياحة الثقافية، مثل افتتاح طريق المواكب المعروف باسم طريق الكباش الفرعوني، الذي يمتد في قلب مدينة الأقصر بطول 2700 متر وتزين جانبيه مئات التماثيل.

وتحدث عن الاكتشافات الأثرية التي تجرى بمعرفة بعثات أثرية مصرية وأجنبية كاشفة عن المزيد من أسرار مصر القديمة، بالإضافة إلى الطفرة التي يشهدها قطاع السياحة النيلية، التي تمثلت في دخول بواخر سياحية جديدة للخدمة، بجانب تطوير أسطول القطاع من البواخر والفنادق العاملة وسط نهر النيل.

وأشار أسامة عبدالغني، مدير إحدى الشركات السياحية في مدينة الأقصر، في تصريحات لـ(د.ب.أ)، إلى نمط سياحي آخر عرفه قطاع السياحة المصرية، وهو ما بات يُعرف بـ"سياحة الفلك"، والتي كانت قاصرة على ظاهرة تعامد الشمس على معابد أبوسمبل جنوبي أسوان.

ولفت إلى أن مدنا عدة بينها الأقصر عرفت هذا النمط من السياحة، وصار السياح يحرصون على مشاهدة ظواهر فلكية في معابد ذائعة الصيت مثل معابد الكرنك، وحتشبسوت، وإيزيس (دير شلويط) في شرق وغرب الأقصر، وذلك ضمن قرابة 22 ظاهرة فلكية جديدة تمكن فريق بحثي مصري من رصدها وتوثيقها داخل المعابد والمقاصير المصرية القديمة في الأقصر وأسوان والوادي الجديد وقنا، وذلك بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية.

وأكد أن تلك الظواهر والاحتفال بها وفتح المعابد أمام السياح لرؤيتها، سيكون لها مردود لافت على قطاع السياحة الثقافية بمصر خلال الفترة المقبلة.

وقال بدوي عاشور، أحد العاملين بقطاع السياحة النيلية بين محافظتي الأقصر وأسوان، لـ(د.ب.أ)، إن رحلات "الدهبيات النيلية" صارت نمطا مهما في قطاع السياحة النيلية، وباتت تجذب فئة خاصة من السياح الأكثر إنفاقا، حيث يفدون للاستمتاع بالرحلات السياحية التي تقوم بها "الدهبيات النيلية" وسط نهر النيل ما بين الأقصر وأسوان، وهي الرحلات التي تخصص لعائلة واحدة، أو مجموعة معدودة من الأصدقاء.

وأضاف أن تلك الدهبيات تتهادي وسط النيل في هدوء ودون ضجيج، لتتيح لروادها من السياح فرصة الاستمتاع بنهر النيل والطبيعة الخلابة للمناطق المطلة على شاطئيه، بجانب زيارة المعابد الأثرية في المدن التي تمتد بطول محافظتي الأقصر وأسوان.

وتحتل مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر مكانة كبيرة في سوق السياحة والسفر العالمي، باعتبارها أحد عواصم السياحة الثقافية بالعالم، وذلك وفقا لمنظمة السياحة العالمية، إذ تضم المدينة بين جنباتها مئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها حُكّام مصر القديمة قبل آلاف السنين.

وتتواصل الجهود من قبل علماء المصريات، وبعثات الآثار المصرية والأجنبية للكشف عن قرابة 800 مقبرة لا تزال تنتظر الوصول لكنوزها ونقوشها ورسومها في جبانة طيبة القديمة بالبر الغربي لمدينة الأقصر التي تنقسم إلى شطرين.

ويضم الشطر الأول من المدينة، ويسمى البر الشرقي (مدينة الأحياء قديما)، مجموعة المتاحف الأثرية، والفنادق والمنتجعات السياحية العالمية، بجانب معبدي الأقصر والكرنك الفرعونيين الشهيرين.

ويطل الشطر الثاني ، ويسمى البر الغربي (مدينة الأموات قديما)، على الضفة الغربية من نهر النيل، وفيها مجموعة المقابر والمعابد الجنائزية لملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة.

وتوجد، من بين معالم تلك المدينة التي تعرف بين أوساط الآثاريين وعلماء المصريات بـ"جبانة طيبة" عاصمة مصر القديمة (الأقصر حاليا)، المقبرة ذائعة الصيت للفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومقبرة الملكة نفرتاري، والمعبد الشهير للملكة حتشبسوت، ومعابد مدينة هابو، والرامسيوم وسيتي الأول وغير ذلك من المعابد والمقابر التي تنتشر في المنطقة وتجذب مئات الآلاف من السياح في كل عام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved