إسرائيل تُصعِّد قصفها لمستشفيات غزة.. ونتنياهو: لا نسعى لاحتلال القطاع

آخر تحديث: الجمعة 10 نوفمبر 2023 - 6:45 م بتوقيت القاهرة

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلى، اليوم، قصفه على المستشفيات فى قطاع غزة وذلك فى اليوم الـ35 من العدوان على القطاع المحاصر، فيما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بأن تل أبيب لا تسعى إلى احتلال أو حكم غزة بعد انتهاء الحرب.


واستهدف الطيران الحربى الإسرائيلى عددا من المستشفيات فى غزة، من بينها مستشفى الرنتيسى التخصصى للأطفال بشكل مباشر. وأعلنت وزارة الصحة فى غزة اندلاع حريق داخل مستشفى الرنتيسى للأطفال إثر القصف الإسرائيلى الذى استهدفه، بحسب ما نقلته «قناة الأقصى» التابعة لحركة «حماس» الفلسطينية عبر منصة تليجرام.


وأشارت القناة إلى اندلاع حرائق كبيرة فى الطابق السفلى للمستشفى وعدد من مرافقه، لافتة إلى تعرض محيط مستشفى الشفاء فى مدينة غزة إلى الاستهداف مجددا بقصف إسرائيلى.
وأوضحت أن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية محيط المستشفى بشكل «مكثف». ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الاحتلال بزعم «وجود مقر للمقاومة الفلسطينية» فيه.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية «وفا»، أن الجيش الاحتلال شن سلسلة غارات عنيفة فى محيط المستشفى الإندونيسى شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين


وأشارت إلى أن القصف تسبب بإحداث أضرار جسيمة فى بعض مرافق المستشفى وكذلك حالات هلع بين المواطنين الذين هرعوا إليه، فى محاولة للاحتماء من القصف.
ونقلت الوكالة عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، قولها إن قصفا جويا إسرائيليا استهدف محيط مستشفى العودة، ما أدى لإصابة مسعف متطوع وخروج مركبتى إسعاف تابعتين للجمعية عن الخدمة.
وذكرت «وفا» أن مديرى المستشفيات فى غزة وشمال غزة، أعلنوا أن ساعات معدودة تبقت قبل خروج المستشفيات عن الخدمة، بعد استنفاد محاولات تمديد عمل خدماتها، موضحة أن المدين ناشدوا المجتمع الدولى بالعمل على إدخال الإمدادات الطبية والوقود قبل حدوث «كارثة كبرى».
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، أشرف القدرة إن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفيات الرنتيسى، والنصر، والعيون، والصحة النفسية، من كل الاتجاهات، وذلك فى أعقاب غارات استهدفت تلك المستشفيات.
وأضاف القدرة أن «الآلاف من المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء أو طعام».


من جهته، قال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن ما يجرى ضد المستشفيات هو نتيجة لتخاذل المجتمع الدولى ومنظماته الأممية.


وأشار المكتب إلى أن الدمار فى غزة غير مسبوق وأكثر من 50% من الوحدات السكنية تضررت نتيجة قصف الاحتلال، لافتا إلى أن الاحتلال ألقى نحو 32 ألف طن من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة على قطاع غزة حتى الآن.


وكان المكتب، قد أفاد أمس ، بأن جيش الاحتلال قصف 8 مستشفيات خلال الأيام الثلاث الماضية، وأنه تسبب بخروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء العدوان على غزة فى 7 أكتوبر الماضى.


إلى ذلك، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك على وجوب وقف الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات فى غزة والمناطق المحيطة بها.


وأضاف تورك فى مؤتمر صحفى فى عمان أن على إسرائيل أن توقف فورا استخدام الأسلحة التدميرية فى المناطق السكنية، داعيا إلى التحقيق فى القصف الإسرائيلى المكثف بمتفجرات عالية التأثير، وفقا لمحطة «فرانس 24» الإخبارية.


وأشار تورك إلى أنه لا مكان آمنا فى غزة ويجب إنهاء كل أشكال العقاب الجماعى ضد المدنيين، وتابع: «نحو 4800 طفل قتلوا فى غزة خلال شهر والعديد ما زالوا محاصرين تحت الركام».
بدورها، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية فى بيان نشرته على حسابها بمنصة «إكس» (تويتر سابقا) إن إسرائيل لم تقدم أى دليل على أن سيارة الإسعاف التى استهدفتها مؤخرا كانت تنقل مقاتلين فلسطينيين.


وأضافت المنظمة: «لم نجد ما يؤكد مزاعم الجيش الإسرائيلى أن مقر قيادة حماس يقع تحت مستشفى الشفاء»، مؤكدة أن على زعماء العالم أن يحثوا إسرائيل على حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية وعدم تنفيذ هجمات غير قانونية.


إلى ذلك، أطلقت المقاومة الفلسطينية دفعة صاروخية من غزة باتجاه مواقع وبلدات إسرائيلية، فيما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس الفلسطينية، إنها قصفت قاعدة «رعيم» العسكرية مجددا برشقة صاروخية، وفقا لشبكة «الجزيرة» الإخبارية.


وتُعرف قاعدة «رعيم» باسم «مقر قيادة فرقة غزة»، وهى قوة عسكرية كبيرة مكونة من جميع التشكيلات العسكرية الإسرائيلية، وقريبة من قاعدة المدرعات.


بدوره، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، بمقتل جندى خلال المعارك شمال غزة، بما يرفع عدد جنوده القتلى بالمعارك البرية إلى 38 جنديا.


وقال الجيش فى بيان إن الرقيب جلعاد روزنبليت، 21 عاما وهو مسعف قتالى فى الكتيبة 52، قتل خلال عملية عسكرية شمال غزة الليلة الماضية.


وبذلك ارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى فى صفوف جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضى إلى 354 جنديا وضابطا إسرائيليا.


وجاءت تلك التطورات الميدانية غداة إعلان الولايات المتحدة أنه سيتم فتح «ممرين إنسانيين» من أجل «فرار» المدنيين الموجودين فى شمال قطاع غزة.


وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، فى مؤتمر صحفى أن «الممر الأول المفتوح لمدة 4 ــ 5 ساعات فى اليوم أتاح منذ الآن الفرصة أمام آلاف الأشخاص للوصول إلى مناطق أكثر أمنا».


وأوضح باتيل أن الممر الثانى «سيفتح على طول ساحل غزة وسيتيح الإمكانية أمام آلاف الأشخاص للوصول إلى مناطق أكثر أمنا فى الجنوب».


وأشار باتيل أن بلاده «لا تدعم التهجير القسرى للمدنيين الفلسطينيين من غزة»، مضيفا: «نعتقد بضرورة توفر إمكانية العودة أمام المدنيين الفلسطينيين الذين يعتبرون غزة بيتهم ونجحوا فى مغادرتها لأى سبب أثناء هذا الصراع».


من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى لغزو أو احتلال أو حكم قطاع غزة بعد حربها على حركة حماس، لكن ستكون هناك حاجة إلى ما اسماه بـ«قوة موثوقة» لدخول القطاع الفلسطينى إذا لزم الأمر لمنع ظهور تهديدا، على حد تعبيره.

وأضاف نتنياهو فى حديث لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، أنه سيكون من الضرورى تشكيل حكومة مدنية فى غزة، لكن إسرائيل ستتأكد من عدم وقوع هجوم آخر على غرار ما حدث فى السابع من أكتوبر الماضى.


من جهته، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتسلم مسئولية غزة فى إطار حل سياسى شامل.


وأضاف أبومازن فى تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «نؤكد أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسئولياتنا كاملة فى إطار حل سياسى شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved