مفتي الجمهورية يدعو لإعداد ميثاق عالمي لحماية دور العبادة
آخر تحديث: الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 3:05 م بتوقيت القاهرة
أحمد بدراوي:
• مؤشر الفتوى: 93% من فتاوى التنظيمات المتطرفة تتعارض مع حقوق الإنسان ومقاصد الشريعة الإسلامية
دعا مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، إلى إعداد ميثاق عالمي خاص بحماية دور العبادة يحوي المبادئ والأسس وتتفرع عنه الإجراءات والآليات اللازمة لحماية دور العبادة لسائر الديانات من الأمور المستحسنة شرعيًّا وحضاريًّا إن لم يصل إلى حد الواجبات في ظل انتشار التطرُّف والإرهاب والإسلاموفوبيا وغيرها من مظاهر الكراهية المتبادلة بين الشعوب.
وأشار علام -في بحث عرضه خلال جلسة "ميثاق حلف الفضول الجديد" اليوم بمنتدى تعزيز السلم المنعقد في أبو ظبي- إلى أن الشريعة الإسلامية أقرت الحرية الدينية للناس جميعًا، حيث صرح القرآن الكريم بأن اختلاف الناس في معتقداتهم من سنن الله تعالى في خلقه.
وأكد مفتي الجمهورية أن دور العبادة من الأهمية بمكان لتخصيصها بهذا الميثاق؛ حيث إنها الدرع الحامي من سقوط الإنسان في غياهب الإلحاد الأعمى، وما يترتب عليه من تحطيم النفس الذي ينعكس على المجتمع بسائره؛ فتنتهي الحضارة كما نعرفها الآن شر نهاية.
وأوضح علام أن العيش المشترك بين المخالف في العقيدة لا يقتضي بالضرورة معاداة العقائد والأديان أو مخالفة أحكامها أو فصلها عن كيان الدولة أو تهميش دورها في الحياة، أو إزالة الفروق والتمايز بينها؛ وإنما يقصد به الاتحاد لإعمار الأرض، والتعاون في المتفق عليه انطلاقًا من القيم العليا المشتركة بين الناس.
واعتبر المفتي أن العدو المشترك للأديان هو الإلحاد، داعيًا إلى تكاتف أتباع الأديان للتصدي لهذا الخطر الداهم.
وشدد مفتي الجمهورية على أن المؤسسات العلمية تحمل على عاتقها نصيبًا أكبر في شرح الحقائق والمفاهيم الشرعيَّة وتعليمها للعامة والخاصة، حول ما يثيره البعض من إشكاليات وتحديات نظرية أو تطبيقية تشوب العلاقات بين المسلمين وغيرهم، والتي يحلو للبعض طرحها على العامة مع استدعاء بعض السياقات التاريخية والملابسات الزمنية في خصوص هذه العلاقة، بما يعمل على تشويه الصورة النقية وانقلاب الحقائق الناصعة، مما قد يؤدي إلى إحداث الانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وتكريس العنف والصدام بين أهل الدين الواحد، فضلًا عن أهل الأديان المختلفة.
في سياق آخر، قال المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن 93% من فتاوى التنظيمات المتطرفة تتعارض مع حقوق الإنسان ومقاصد الشريعة الإسلامية.
وأوضح المؤشر -بمناسبة مرور 71 عامًا على إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يوافق 10 ديسمبر كل عام- أن خطايا تنظيم "داعش الإرهابي" وباقي التنظيمات الإرهابية لم تكتفِ بهدر دم الإنسان وحقوقه؛ بل تخطتها لتشمل الحيوانات أيضًا.