صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

آخر تحديث: الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 1:37 م بتوقيت القاهرة

فهد أبو الفضل

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان "صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان".

وأوضحت الوزارة، أن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بأهمية صناعة العقل الواعي المفكر المبدع.


وفيما يلي نص خطبة الجمعة:

"الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا وتاج رؤوسنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أرسله الله تعالى رحمة للعالمين وختاما للأنبياء والمرسلين فشرح صدره ورفع قدره وشرفنا به وجعلنا أمته اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.

فإن صناعة العقول ليست مجرد شعار يرفع بل إنها منهج حياة وواقع ملموس تجسد في الإنجازات العلمية والحضارية الهائلة التي زخرت بها الحضارة الإسلامية ووقف أمامها التاريخ موقف إعزاز واحترام وإكبار.

أيها الناس إن صناعة العقول صناعة ثقيلة حازت إشرافا تاما وعناية فائقة من الجناب المعظم صلوات ربي وسلامه عليه فقد تفقد النبي صلى الله عليه وسلم عقول أصحابه رضوان الله عليهم منقبا عن اللآلئ والدرر والمواهب والقدرات العبقرية الفذة فيهم مستخدما في ذلك الوسائل والأساليب الناجعة للبحث عن أي إنسان تلوح عليه بوادر النبوغ والعبقرية والنجابة.

ولتتأملوا هذا المجلس النبوي الشريف الذي يجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام ليستثير هممهم وينشط عقولهم ويستنفر إبداعهم ويذكي روح التنافس بينهم فيسألهم هذا السؤال العجيب «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المؤمن حدثوني ما هي فقال سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة» أرأيتم أيها الكرام هذا العصف الذهني الفريد الذي يصنع العقلية المفكرة التي تتفاعل مع البيئة والكون وأجناسه.

ثم إليكم تلك الرائعة النبوية في استخدام الرسوم التوضيحية التي تفتح باب التأمل والبحث والتفكر حيث خط النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام خطا مربعا وخط في وسط الخط خطا وخط خارجا من الخط خطا وحول الذي في الوسط خطوطا فقال «هذا ابن آدم وهذا أجله محيط به وهذا الذي في الوسط الإنسان وهذه الخطوط عروضه إن نجا من هذا ينهشه هذا والخط الخارج الأمل»

أيها اللبيب فتش في ذاتك وفيمن حولك عن المواهب الفذة.

والقدرات العبقرية والنبوغ المبدع فإن كثيرا من العقول العظيمة تحتاج إلى صيرفي خبير يبرز إبداعها ويشجع إنتاجها لتتحول تلك الموهبة إلى شمس مشرقة وغيث مدرار أينما حل نفع وحاديك في ذلك الجناب الأنور صلوات ربي وسلامه عليه الذي منح سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه رتبة علية ومنزلة سامية سامقة لا رتبة فوقها حيث نسبه صلوات ربي وسلامه عليه إلى نفسه الشريفة وإلى بيته الكريم الطاهر تقديرا لفكرته المبدعة فكرة الخندق يوم الأحزاب ليحوز هذا الشرف العظيم الذي ما فرح بشيء بعد الإسلام مثل فرحه به «إنما سلمان منا أهل البيت»".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved