اليوم العالمي للمرأة في مجال العلوم.. أبرز المعلومات عن سميرة موسى وأم الفيزياء البارزتين في المشروع النووي المصري
آخر تحديث: الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 4:33 م بتوقيت القاهرة
أدهم السيد
يبدأ الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمرأة والفتاة في مجال العلوم والتكنولوجيا، يوم 11 فبراير من كل عام ليحتفى بسيدات رائدات في المجال العلمي.
وخلال الاحتفال في هذا اليوم، نجد أن المشروع النووي المصري شاركت فيه عالمتان مصريتان وبذلتا الكثير من المجهود؛ للخروج بالحلم النووي المصري إلى النور، حيث بدأت المسيرة الدكتورة سميرة مصطفى عالمة الذرة وصاحبة إحدى النظريات النووية الشهيرة، وواصلت الدرب بعد وفاتها الدكتورة لطفية النادي عالمة الليزر الشهيرة بـ"أم الفيزياء النووية" في مصر؛ لدورها الريادي بالمجال.
وتسرد جريدة "الشروق"، أهم المعلومات عن حياة العالمتين المصريتين وإسهاماتهما في الحلم النووي المصري، نقلا عن "فيزكس تو داي، والهيئة المصرية للاستعلامات، وموقع المعرفة العربي".
- سميرة موسى واختراع المفاعل النووي الرخيص
نشأت الدكتورة سميرة موسى، مواليد 1917، مع أسرة ريفية ثم انتقلت إلى القاهرة ما ساعدها في إكمال تعليمها والاهتمام بمجال العلوم تحديدا رغم أن مجموعها كان يمكنها من دراسة الهندسة، غير أن تأثرها بعالمة الذرة ماري كوري دفعها للالتحاق بكلية العلوم المصرية، ودراسة الفيزياء النووية لاحقا؛ لتصبح أول حاصلة على ماجستير بعلوم الذرة وأول معيدة بكلية العلوم جامعة القاهرة، بدعم من أستاذها العالم الشهير مصطفى مشرفة.
وعملت "موسى" بالعديد من الأبحاث العلمية خلال إقامتها في مصر أو سفرها ضمن بعثات علمية للدراسة من بريطانيا وأمريكا، وكان من أهم نظرياتها ما توصلت إليه في إمكانية تطوير مفاعل نووي رخيص الثمن متوافر بأيدي الدول النامية؛ للقضاء على احتكار المفاعلات النووية لصالح الدول العظمى.
وتعتمد فكرة سميرة موسى، على استخدام الأشعة السينية لتفكيك المعادن الرخيصة والمتوافرة مثل النحاس، وتأهيلها لعمليات الانتشار التي تعمل بها المفاعلات النووية، وكان الاحتلال الاسرائيلي قدم في مشروعه النووي حافزا لـ"موسى" على الاستمرار سعيا في تجاوز مصر وتحقيق تفوق الإسرائيلي النووي الذي يشكل خطرا عسكريا على البلاد.
ولم تقتصر مساعي الدكتورة سميرة موسى حيال مشروع المفاعل، بل بحثت في كيفية تطوير العمل بالأشعة السينية؛ لتدمير الأورام السرطانية متأثرة في ذلك بوفاة والدتها بمرض السرطان، وقالت ذات مرة في خطاب مكتوب لوالدها، إنها تحلم بأن تصبح الأشعة السينية علاجا متاحا مثل الأسبرين لمرضى السرطان.
ولم تعش العالمة المصرية طويلا حيث وافتها المنية بحادث سيارة في الولايات المتحدة أثناء فترة دراستها بولاية تينيسي، بينما أحاطت حادث السيارة هالة من التكهنات حول احتمالية ضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي بعملية اغتيال للدكتورة سميرة موسى؛ بسبب مساعيها في المجال النووي لمنافسة إسرائيل.
- لطفية النادي أم الفيزياء النووية المصرية
ونشأت دكتورة لطفية النادي، مواليد ١٩٣٤، في عائلة علمية لأب عالم أزهري، وكان شقيقها طبيبا أنجز اختراعا راقيا بمجال الطب في وقت لاحق، وأما عن لطفية فقد دفعها شغفها بالفيزياء النووية إلى الالتحاق بكلية العلوم رغم استطاعتها دراسة الطب بمجموع مرتفع بالمرحلة الثانوية؛ لتصبح من الطلبة المتفوقين بالجامعة حتى تخرجت بالامتياز من كلية العلوم.
وفضلت لطفية، العمل العلمي الميداني عن العمل كمعيدة بالجامعة؛ لذا التحقت بهيئة الذرة المصرية وسرعان ما وصلت إلى لعمل بمفاعل إنشاص النووي الذي كان بين طموحات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للنهضة بالدولة، وظهرت إمكانيات لطفية العلمية لإرسالها في بعثة؛ للتعرف على مفاعل سوكل السوفيتي مع ثلة من العلماء المصريين لعدة سنوات.
وتراجع الاهتمام المصري، بالحلم النووي خلال الستينيات، ولكن لطفية لم تفقد شغفها العلمي لتصبح أول مصرية حاصلة على الدكتوراة بالفيزياء النووية، ما أكسبها لقب "أم الفيزياء النووية"، ولم يتوقف حلمها في تطوير العلوم بمصر لتأسس أول مركز لأبحاث الليزر في الشرق الأوسط.
وأكملت الدكتورة لطفية، فترة عملها بين السلك الأكاديمي بجامعة القاهرة وبين مركز بحوث الليزر، ولكنها لم تتوقف عن الابتكار العلمي حيث سعت في السنوات الأخيرة لتطوير علاج بالليزر للجلطات؛ سعيا لابتكار تدخل علاجي فعال للقضاء على ذلك المرض باستخدام الفيزياء النووية.