«لوجان».. نهاية مؤثرة لأسطورة هيو جاكمان الخارقة

آخر تحديث: السبت 11 مارس 2017 - 9:27 م بتوقيت القاهرة

خالد محمود

لماذا تلجأ السينما الأمريكية للبطولات الخارقة وتجعل منها أسطورة؟
واقع الامر ان شباك التذاكر له دور ويشكل عنصر جذب للاستمرار فى تقديم تلك النوعية التى تحقق ملايين الدولارات فى ايام قليلة، لكن ايضا هناك نجوم تستهويهم اللعبة مادام تضمن لهم البقاء فى الاضواء، وخاصة عندما يصل النجم لمرحلة محيرة فى الاختيار مثلما يمر النجم هيو جاكمان الذى اجتهد كثيرا فى شخصية تكاد تكون مألوفة لدى الجمهور فى فيلمه الاخير «لوجان» وقدم اداء به جرعة من التمثيل المبهر، بل ويعد بداية عصر جديد من الأبطال الخارقين فى السينما.
جاكمان الذى رشح لجائزة الأوسكار قرر أن يشهد عام 2017 نهاية أدائه لشخصية وولفرين التى ساهمت بشكل كبير فى وضع اسمه فى مقدمة ممثلى الصف الأول فى هوليوود، وهذا بعد 17 عاما من أول مرة يقوم فيها بأداء الشخصية فى الجزء الأول من فيلم XــMen عام 2000، مرجعا قراره لأسباب تقدمه فى العمر وإصابته بمرض سرطان الجلد.
ولوجان فى الفيلم كثيرا ما ظن أن الخلود هو لعنته، يرى من حوله يموتون بينما هو لا يشيخ، هبته الكبرى بجانب مخالبه هى قدرته على شفاء جروحه، إلا أن هذا الجسد الذى داوى جراحه لسنوات ولم يؤثر فيه الرصاص والنار، تنمو بداخله جراحه النفسية العميقة وكأنها بانتظار لحظة انفجار. ليظهر المخرج جيمس ماجنولد «لوجان» بشكل مختلف وركز على أن يظهر كإنسان له مشاعر ويتأثر بما يحدث له حتى أنه قرر أن ينزوى ويبتعد عن كل شىء بعدما شعر بالإرهاق والتعب وبالألم والملل من الحياة التى يعيشها، وليس كشخصية خارقة جامدة لا تتأثر بشىء حتى أنها تخترق قوانين الطبيعة بكل سهولة وبدا أن الدافع وراء هذه الأعمال البطولية كان المشاعر الإنسانية أيضا، حيث إنه احتفظ بمشاعر تجاه لورا الفتاة الصغيرة المتحولة التى تأسرها بعض قوى الظلام وهى الاستنساخ الأنثوى من وولفرين.
قصة الفيلم الذى شهد عرضه العالمى الأول بالدورة الـ 67 من مهرجان برلين السينمائى الدولى، وحظى بردود فعل إيجابية للغاية، تدور فى المستقبل عام 2029، حيث يقترب المتحولون جينيا من الانقراض بعدما توقف نسلهم خلال آخر عقدين لتبدأ أعدادهم فى التضاؤل، وتتحطم معها أحلام بروفيسور إكزفاير فى بناء جيل جديد من المتحولين.
وفى هذا الوقت يعمل لوجان كسائق لسيارة ليموزين فى بلدة على الحدود المكسيكية ويعيش منعزلا عن العالم فى منزل مع بروفيسور إكزفاير «باتريك ستيورات» وكاليبان التى ترعى البروفيسور، بينما يحاول التخلص من آلامه ومعاناته بتعاطى أدوية وعقارات لتبعد عنه هواجسه.
وبينما يقبع لوجان فى معزله بعيدا عن العالم ومن الإرث الذى يحمله (أو هكذا ظن) تطلب سيدة غامضة مساعدته مع لورا، وهى طفلة متحولة تأسرها بعض قوى الظلام، ليعود لوجان إلى العالم الذى طالما حاول الابتعاد عنه رغم حالة اليأس التى يعانى منها، وتعود مخالبه مرة أخرى فى مهمة حياة أو موت ضد متحول شاب تقوده قوى ظلامية.
معالجة للفيلم مستوحاة من كتاب القصص المصورة لوجان الرجل العجوز للكاتبين مارك ميلار وستيف ماك نيفين. ولوجان، أو وولفرين كما يُطلق عليه كمتحول، هو إحدى شخصيات XــMen، ظهوره للمرة الأولى كان فى عام 1974 كبطل خارق خيالى من قصص مارفل المصورة، أصبح عبر السنوات أكثر الشخصيات المحبوبة فى عالم مارفل السينمائى.
وعن بداية فكرة الفيلم يقول المخرج جيمس مانجولد «بعد تعاونى مع جاكمان فى فيلم The Wolverine كنا متخوفين من القيام بفيلم آخر يركز على شخصية لوجان، ولكننا وجدنا أن الجانب الإنسانى من الشخصية ما زال به الكثير لتقديمه، واستقريت فى النهاية على إخراج فيلم يأخذنى إلى جانب مثير من حياة لوجان، الجانب الذى يكتشف المخاوف والضعف داخل النفس البشرية حتى داخل الأقوياء منهم».
ويقول هيو جاكمان «أردنا أن نقدم فيلما مختلفا، جديدا وأكثر إنسانية، فمصدر قوة Xــmen أو وولفرين نابعة من إنسانيته أكثر من قواه الخارقة، وفى أدائى الأخير للشخصية أردت أن أصل إلى قلب الشخصية أكثر مما قد يفعله بمخالبه، وهذا آخر ما أود تقديمه قبل أن أودع الشخصية».
الفيلم بدون شك يقدم دراما شخصية مروعة وحزينة، وأداء هيو جاكمان للشخصية حقا أمر مبهر.
مايكل جرين كاتب السيناريو قال انه منذ اللحظات الأولى لكتابة هذا السيناريو أراد أن يقدم شيئا جديدا، مؤكدا أنه وجد صعوبة فى تنفيذ ذلك، خاصة أن الشخصية وإمكانياتها معروفة للجمهور وتم تقديمها فى سلسلة من الأفلام الناجحة من قبل التى ارتبط بها الجمهور وأحبها وهو ما شكل تحديا له، لافتا إلى أنه وبمساعدة المخرج جيمس مانجولد والمؤلف مايكل جرين استطاعوا تحقيق هذا الحلم لأنهم جميعا كان لديهم هدف واحد وهو تقديم شىء جديد ومؤثر عن هذه الشخصية قائلا: «وإلا ما سيكون الغرض من الفيلم؟»، مشيرا إلى أنه جعل هم وهدف «لوجان» ليس إنقاذ العالم بل الدفاع عما يؤمن به، لافتا إلى أن الفيلم يظهر حياة لوجان التى كانت بلا هدف أو معنى حتى اضطر للعودة لحماية الناس من الخطر، خاصة بعدما تلقى عرضا لنقل فتاة تدعى «لورا» إلى كندا وهو ما يرفضه فى البداية، خاصة أن قدراته على الاستشفاء السريع أصبحت أضعف، وهو ما وضعه فى خطر كبير، ويكتشف لوجان أن هذه الفتاة ليست طبيعية وأنها تمتلك نفس القدرات الخارقة التى يمتلكها ورغم أنهما لم يكونا متفاهمين فى البداية، إلا أنهما سرعان ما يتأقلما ويتعايشا ويصبح بينهما رابط قوى من الصعب كسرها. الذى يجمع بين الوحشية والعواطف، ويعد حالة فريدة بين أفلام «ولفرين» كلها، ومنح الفيلم شخصية «لوجان» لحظات خاصة ومؤثرة.
بطاقة الفيلم
إخراج: جيمس مانجولد
قصة وسيناريو وتأليف مايكل جرين، سكوت فرانك وجيمس مانجولد
بطولة: هيو جاكمان، باتريك ستيوارت، بويد هولبروك، ستيفن ميرشانت، ريتشارد إيجرانت، إليزابيث رودريجير، كوينسى فوز، إليس نيل والطفلة دافن كين.
مدة العرض: 137 دقيقة
بلد الإنتاج: أمريكا
Logan فى أرقام
137 دقيقة ــ هذا هو أطول فيلم فى سلسلة أفلام Wolverine وثانى أطول فيلم فى سلسلة Xــmen بشكل عام.
9.5 ــ متوسط تقييم المستخدمين على موقع IMDb بعد العرض الأول للفيلم فى مهرجان برلين السينمائى الدولى.
95% النسبة المئوية التى حصل عليها الفيلم فى تقييمه على موقع Rotten Tomatoes، وهى أعلى نسبة يحصل عليها فيلم من سلسلتى Wolverine وXــMen.
3 ــ التعاون الثالث بين مخرج العمل جيمس مانجولد، وهيو جاكمان بعد فيلمى Kate & Leopold فى 2001 وThe Wolverine فى 2013
9 ــ المرة التاسعة التى يقوم فيها النجم هيو جاكمان بأداء دور لوجان (وولفرين)، 3 منها فى أفلام خاصة بشخصية لوجان، و6 كمشاركة فى أفلام Xــmen سواء فى البطولة أو بظهور شرفى.
$800 مليون ــ إيرادات الفيلمين السابقين من سلسلة Wolverine.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved