وزيرة الهجرة: المصريون في الخارج أحد أهم أسلحة القوى الناعمة للدولة المصرية

آخر تحديث: الخميس 11 مارس 2021 - 2:44 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أكدت وزيرة الهجرة والمصريين في الخارج نبيلة مكرم أن الدولة المصرية تنظر لأبنائها في الخارج بوصفهم أحد أهم أسلحة القوى الناعمة التي تملكها الدولة، مما يفرض ضرورة تعزيز انتمائهم حتى يكونوا خط الدفاع الأول عن سمعة مصر وإنجازاتها.

وقالت مكرم، في ندوة نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر بحضور عدد من كبار الإعلاميين ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية اليوم الخميس، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد وزارة الهجرة والمصريين في الخارج إلى الحياة عام ٢٠١٥ إيمانًا منه بأهمية دور المصريين في الخارج كسفراء لمصر في دول العالم المختلفة، لافتةً إلى أن الوزارة طوّرت من برامجها بين عامي ٢٠١٥ و٢٠٢١ بما يتماشى مع تطور التحديثات التي تواجهها الدولة المصرية وتوجيه المصريين في الخارج للأدوار التي يمكن أن يقوموا بها في مواجهة هذه التحديات.

وأضافت مكرم أن الوزارة نظمت منذ إنشائها قبل ٦ سنوات أكثر من ٢٤ برنامجًا لأبناء مصر في الخارج استهدفت بشكل عام تعزيز الانتماء للوطن الأم والتعريف بمفاهيم الأمن القومي والتحديات التي تواجهها الدولة، مشيرة إلى الاهتمام الخاص بأبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين في الخارج الذين لا يعرفون الكثير عن وطنهم، كما أنهم الأكثر عرضة لتغذية عقولهم بأفكار ليست صحيحة عن مصر.

وأوضحت أن عددا كبيرا من العمليات الإرهابية التي وقعت في دول مختلفة نفذها شباب من أصول لا تنتمي للدولة التي وقع بها العمل الإرهابي، لذلك ارتأت الدولة المصرية ضرورة مخاطبة أبناء الجيلين الثاني والثالث في الخارج وتطعيمهم ضد الأفكار المتطرفة وتحصينهم ضد ما يشاع عن بلدهم الأم.

وأشارت الوزيرة إلى أن الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة تعمل بنسق متناغم وتعاون كبير في ملف المصريين في الخارج، حيث تعاونت وزارة الهجرة مع أكاديمية ناصر العسكرية لتعزيز صورة الجيش المصري في ذهن أبناء الجيلين الثاني والثالث في الخارج عبر برامج مختلفة تبدأ باستقصاء لمعرفة ما يدور في أذهان هؤلاء الشباب عن جيش مصر ومصادرهم لاستقاء المعلومات عن الجيش وعن مصر بشكل عام، ثم يتم تنظيم زيارات لهؤلاء الشباب إلى وحدات القوات المسلحة المختلفة تشهد معايشة بين الشباب وجنود الأسلحة المختلفة وتدريباتهم القتالية، إلى جانب التعريف بدور القوات المسلحة في حماية تراب الوطن وحدوده، الأمر الذي يجعل من هؤلاء الشباب المدافع الأول عن وطنه الأم وقواته المسلحة في الخارج.

ولفتت مكرم، في هذا السياق، إلى أن الوزارة تتعاون مع أكاديمية الشرطة وتنظم زيارات لأبناء المصريين في الخارج لمعسكرات الشرطة لمعرفة دور رجال الشرطة في حماية الأمن وأرواح وممتلكات المواطنين.

وأفادت بأن الوزارة تتعاون كذلك مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان لتعريف أبناء المصريين في الخارج بما قطعته مصر من أشواط في سبيل ترسيخ حقوق المرأة بصفة خاصة وحقوق الإنسان بصفة عامة، وعرض نماذج من نجاح مصر على هذا الصعيد مثل وجود ٨ وزيرات في الحكومة المصرية وأكثر من ١٦٠ نائبة في البرلمان، إلى جانب حقوق المواطنة التي يتمتع بها المصريون والتي يرعاها الرئيس السيسي بشخصه مما عزز من وحدة نسيج المجتمع المصري بمختلف أطيافه.

وأشارت مكرم إلى أن الوزارة تنظم جولات لشباب المصريين في الخارج لمواقع المشروعات القومية التي تنفذها مصر حاليًا أو تلك التي تم الانتهاء من تنفيذها بالفعل، إلى جانب الزيارات التي يتم تنظيمها للبرلمان ولقاءات مع ممثلي تنسيقية شباب الأحزاب حتى يستمع شباب المصريين في الخارج لأقرانهم في الداخل وكيف بلغوا بجهودهم مقاعد البرلمان ومناصب بارزة في الوزارات والمحافظات.

وأكدت مكرم أن هذه الجهود بالتعاون مع الجهات المختلفة تعزز انتماء الشاب المصري المقيم في الخارج وتجعله محصنًا ضد موجات الأخبار المغلوطة والشائعات المغرضة التي تستهدف فصل أبناء مصر في الخارج عن وطنهم الأم وإضعاف انتمائهم لبلدهم.

ونوّهت الوزيرة عن الفئات الأخرى التي تستهدفها الوزارة مثل فئة الأطفال في الخارج، والذين تتراوح أعمارهم بين ٩ و١٦ عامًا، حيث يتم تنظيم معسكرات لهؤلاء الأطفال بمدينة شرم الشيخ يقومون خلالها بممارسة الأنشطة الترفيهية و الرياضية المختلفة، إلى جانب عقد لقاءات مع أطفال مصريين وخاصةً أبناء الشهداء من القوات المسلحة والشرطة بما يعزز الانتماء لدى هؤلاء الأطفال.

واستعرضت الوزيرة جهود الوزارة مع فئة الدارسين المصريين في الخارج، والذين حصلوا على التعليم المدرسي في مصر قبل أن يسافروا لتحصيل التعليم الجامعي في الخارج، مشيرة إلى أن هذه الفئة تعد فئة العقول المهاجرة، وهي الفئة الأكثر استهدافًا من الجماعات المتطرفة وأعداء مصر.

وقالت الوزيرة في هذا الصدد إن الوزارة أنشأت مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين الدارسين في الخارج، حيث يستهدف هذا المركز إطلاق حوار مستمر بين هذه الفئة وبين مختلف المسئولين في مصر للتعريف بالتحديات التي تواجهها الدولة المصرية وما تحققه من إنجازات على مختلف الأصعدة، كما يتبنى المركز حوارًا بين الشباب المصري في الداخل والخارج وخاصة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

وأوضحت أن هذه اللقاءات يتم عقدها عبر تطبيق زووم في ظل جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الحوار القادم سيعقد بين وزير الري والموارد المائية وشباب الدارسين في الخارج للحديث عن إدارة مصر لملف سد النهضة الإثيوبي يوم الثلاثاء المقبل.

وأضافت أن مثل هذه اللقاءات تكون مفيدة للطرفين، حيث يتعرف شباب الدارسين في الخارج على ما يحدث في مصر على أرض الواقع، كما يتعرف المسؤولون في مصر على الخبرات التي يجنيها هؤلاء الشباب في الخارج ونظم ومناهج التعليم التي يحصلون عليها.

ولفتت الوزيرة إلى المشكلة التي كانت تعوق التواصل بين الوزارة والأجيال الجديدة من المصريين في الخارج وهي مشكلة اللغة، مشيرة إلى أن هذه المشكلة دفعت الوزارة لإطلاق مبادرة "اتكلم عربي" برعاية الرئيس السيسي، حيث تستهدف هذه المبادرة تعزيز ليس فقط اللغة ولكن مجمل الهوية العربية لدى الشباب و الأطفال المصريين في الخارج.

وأضافت أن مشكلة اللغة تمثل جزءًا من حرب طمس الهوية التي تتعرض لها مصر، لافتةً إلى أن الوزارة نظمت ١٥ معسكرًا لأطفال المصريين في الخارج لتعليمهم اللغة العربية، كما أعلنت عن إطلاق تطبيق بالتعاون مع "نهضة مصر" نهاية الشهر الجاري يستهدف تعليم الأطفال أساسيات اللغة العربية قراءةً وكتابةً وتحدثًا.

وأشارت في هذا السياق إلى أن المبادرة اتسعت لتشمل شباب مصر في الداخل الذين يتلقون تعليمًا أجنبيًا يجعل اللغة الأجنبية هي أساس تعاملاتهم ويزودهم بالثقافة الأجنبية، لافتةً إلى أهمية تعزيز الهوية المصرية لدى هؤلاء الشباب حتى لا ينفصلوا عن وطنهم وهويته.

وأكدت مكرم أن مصر أنجزت بشكل كبير فيما يخص العالقين المصريين في أوقات الأزمات حيث نجحت في إعادة نحو ٧٧ ألف مواطن إلى مصر، وهو انتصار كبير للدولة المصرية يعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بالمواطن المصري أيًا كان موقعه.

وأوضحت مكرم أن ملف العمالة المصرية في الخارج وخاصة في دول الخليج كان أول ملف تتعامل معه وزارة الهجرة، حيث حرصت الوزارة على التعامل في الأساس مع الحوادث الفردية التي تعرضت لها العمالة المصرية عبر قنوات دبلوماسية تضمن حق وكرامة المواطن المصري وتحفظ العلاقات مع الدول الأخرى من محاولات العبث بها من جانب الدول والجماعات المتطرفة.

بدوره، قال الكاتب الصحفي كرم جبر إن الانتماء ليس كلمة يتم تريدها ولكنه شعور مترسخ داخل الإنسان أيًا كان موقعه.

وأكد جبر أن الدولة المصرية تعي جيدًا أهمية ترسيخ الانتماء لدى المواطن المصري سواء في الداخل أو الخارج بوصفه السلاح الأول والأقوى في مواجهة محاولات الإضرار بمصر وإضعافها.

ووصف جبر أبناء المصريين بالرصيد الاستراتيچي للبلد الذي يجب الحفاظ عليه ومد جسور التواصل معه حتى يكون خط الدفاع الأول عن مصر وسمعتها ومنجزاتها، مؤكدًا أن الجهود التي تبذلها مصر على هذا الصعيد ستسفر عن وجود سفراء لمصر في الخارج يدافعون عنها ويروجون لها ويراودهم الحنين دائمًا للعودة إليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved