السينما وصورة العرب (1).. civic duty فيلم عن أمريكي يُصاب بالجنون بسبب cnn

آخر تحديث: الإثنين 11 مارس 2024 - 9:57 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تستعرض "الشروق"، على مدار سلسلة تمتد 15 يومًا حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي؟، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على إبادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة؟، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل "جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، و رامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون".

فحرب غزة تعد هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، لكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.

وتبدأ هذه السلسلة من فيلم مهمة وطنية "civic duty".

عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2006، الذي يتحدث عن الرعب الذي خلقه الإعلام الغربي وتحديدا الأمريكي للمواطنين بعد 11 سبتمبر من كل ما هو عربي في نطاق تواجدهم، والفيلم إنتاج كندي-أمريكي، ومن بطولة بيتر كيرواس، وخالد أبو النجا، وكاري ماتشيت وريتشارد شيف، وإخراج جيف رينفرو، وتأليف أندرو جوينر.

وتدور أحداث الفيلم حول علاقة الأمريكيين بالعرب، داخل الولايات المتحدة، حيث يحكي الفيلم عن شاب أمريكي يدعى تيري آلان فقد وظيفته كمحاسب، ويقضي أغلب وقته في مشاهدة نشرات الأخبار وتحديدا "السي إن إن"، ونتيجة لذلك بدأت الهواجس تطارده تجاه جاره الشاب الشرق أوسطي، كما يطلق عليه، يدعى حسن، لأنه نتيجة لمتابعة الأخبار بشكل مكثف يرى أن كل عربي هو إرهابي بالضرورة.

يعيش الجار العربي حسن في هدوء ولا يحتك مع الجار الأمريكي آلان، لكن الأخير يبدأ في مراقبته وتتبعه أغلب الوقت خوفًا من أن يكون ضحية لعمل إرهابي من صنع هذا الشاب، ولا يكتفي بالمراقبة الخارجية بل يتسلل إلى منزله في المساء لكي يبحث عن أي أدلة تشير إلى كونه إرهابي.

كما يذهب إلى المباحث الفيدرالية والإبلاغ عن الشاب، ويكون ردهم أنهم سوف يضعوه تحت المراقبة، ولكن مع تزايد تحذيرات سي إن إن حول العمليات الإرهابية يفقد الأمريكي السيطرة على نفسه ويقرر خطف الشاب العربي، واحتجازه تحت تهديد السلاح لكي يرغمه على الاعتراف أنه إرهابي، ونكتشف من الأحداث أن هذا الشاب العربي هو مصري من لهجته.

يعتدي آلان على حسن بالضرب لكي يصل إلى الاعترافات التي يريدها، ويبدأ بينهما حوار يقول فيه حسن: "حتى لو كنت كما تعتقد ألا تتصور أن ما تفعلونه بنا كعرب ومسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين ألا يخلق هذا إرهابيين"، فيرد آلان: "أنا لست مسئولا"، لكن حسن يقول له: "بل أنت مسئول أنت الذي تختار حكومتك ورئيسك وأنت مسئول عن سياستهم ككل الأمريكيين".

وتصل الشرطة وتحيط بالمنزل وتأتي زوجة آلان ويحاول الجميع إقناعه أن حسن لم يثبت عليه أي دلائل أنه إرهابي لكنه لا يقتنع ويصر على تهديدهم بقتله إذا حاول أحد الدخول إلى المنزل، وبعد فترة من التفاوض يدخل مندوب مكتب التحقيقات الفيدرالية وزوجة آلان، ويحاولان إقناعه بالتخلي عن المسدس، وأثناء محاولتهم السيطرة عليه تخرج رصاصة باتجاه حسن ولكنها تصيب زوجته بالخطأ وتقع قتيلة، ويوضع الشاب في مصحة للأمراض النفسية، ولكن المخرج طول الوقت يحاول ترك مساحة للتشكك بأمر حسن وأنه قد يكون إرهابي بالفعل.

ويعرض الفيلم مدى التأثير البالغ للمنصات الإعلامية الكبرى وكيف أنها يمكن تضع الأشخاص في حالة من الجنون بسبب التعبئة تجاه فئة معينة من البشر، وقد حدث ذلك بالفعل في بداية الحرب على غزة، عندما قتل مسن أمريكي يبلغ من العمر 71 عاما، طفل مسلم من أصل فلسطيني عمره 6 أعوام في ولاية إلينوي الأمريكية في منتصف شهر أكتوبر 2023.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved