أماكن وطرز معمارية (10).. قصر جناكليس: بقايا بصمات يونانية في مصر

آخر تحديث: الأربعاء 13 أبريل 2022 - 10:06 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

على أرض مصر كثير من الأبنية التي تعبر عن العراقة والتاريخ، وشكلت من خلال أساليبها الفنية المختلفة متحفا مفتوحا يمكنك من خلاله التعرف الطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية، وفي سلسلة من الحلقات مستمرة خلال شهر رمضان، نغوص في عالم من الفنون تَشكل على أرض مصر، نتعرف على طرزها المعمارية وقصص نشأتها، ونستكشف عوالمها الفنية البديعة، في رحلة عبر التاريخ، من خلال كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد.

تقول الكاتبة في مقدمة كتابها: "قصور مصر تاريخ لا يزال حيا، لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراُ في ومضة هنا وأخرى هناك".

بقايا بصمات يونانية في حي شبرا

لازلنا في القاهرة نتجول في أحياءها، ونتحدث عن القصور اليونانية التي لازالت شاهدة على أثر التجار اليونانيين الذين مروا على مدن مصر وليس الإسكندرية فقط، ومن قصر كازليدوجي في جاردن سيتي إلى قصر جانكاليس في شبرا.

ينتمي الخواجة اليوناني نستور جناكليس، إلى بلدة بوموزينا في اليونان، ويقال إنه جاء إلى مصر عام 1875، وكان من أشهر تجار الدخان والكروم في مصر، وامتلك مصنعا في شارع الموسكي ثم انتقل إلى ميدان الإسماعيلية -ميدان التحرير حاليا- وشارك في تأسيس كثير من المنشآت مثل الجمعية اليونانية بالقاهرة، وساهم في تأسيس الكنيسة اليونانية في القاهرة.

يؤرخ لقصر جناكليس بشبرا بفترة حكم الخديو إسماعيل، خلال الفترة 1863 – 1879، ولكن تاريخ التأسيس تحديدا غير معلوم، وهناك بعض المصادر تشير إلى أن جناكليس اشترى المبنى وطوره وغيّر ملامحه، ولكن الثابت وفق ما ذكرته الكاتبة أن العمل يتكون من طابقين، وبني من حجر الدقشوم والطوب المحروق المكسو بطبقة مزخرفة من الرخام، ويرقد أمام واجهته الرئيسية أسدان من الرخام، وكثير من تفاصيل القصر إندثرت بسبب زلزال 1992.

وتقول الكاتبة: "أجمل ما شاهدته عند زيارة القصر تلك الأرجولة من المعدن المزخرف فوق السطح والتي يشبه طرازها الكشك الصيني، أما الزخارف في أسقف وجدران القصر مزيج من عالم النباتات والأساطير ففي بهو المدخل رسوم زيتية لنبات عباد الشمس تخللها أوراق نباتية وطيور ناشرة أجنحتها إضافة إلى أوراق الموز العريضة المنفذة باللون الأخضر".

وتروي الكاتبة أن درابزين السلم صنعت بإبداع، تم سبكها على هيئة فروع نباتية تتفرع منها أوراق العنف أما صالة الطابع الثاني فيوجد في مدخلها شرفة نصف دائرية على واجهتها حجاب من الخشب المعشق بالزجاج، ورسرومات لطائر خرافي، وأخرى لسيدة عارية الصدر -كما في الأعمال اليونانية في أحد عصورها- ووُجد غرفة واحدة حافظت على نقوشها العربية الهندسية والأطباق النجمية المذهبة.

اقرأ أيضا:

أماكن وطرز معمارية (9).. قصة تحول قصر كازليدوجي إلى مدرسة للبنات

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved