لم يشفع لهم شهر الصوم.. 5 جرائم أسرية ضحيتها أم وزوجتين وشابين وطفلة

آخر تحديث: الثلاثاء 11 أبريل 2023 - 3:53 م بتوقيت القاهرة

مصطفى بكر

• المقرحي: قلة الإيمان وضعف التربية أسباب أدت لانتشار الجريمة
• خبير نفسي: التنشئة الاجتماعية على العنف تظهر مع الزواج
وقعت العديد من الجرائم الأسرية خلال شهر رمضان الكريم أودت بحياة أحد أفرادها سواء زوج أو ابن أو أم، فلم يراعي فيها الجناة حرمة شهر الصيام، حيث أرجع خبراء ارتكاب هذه الجرائم إلى عوامل اجتماعية ودينية وتربوية.

وترصد "الشروق" أبرز هذه الجرائم التي وقعت في محافظات مختلفة لكن أسبابها متقاربة، وآراء الخبراء في الدوافع التي كانت حاضرة وقت ارتكاب الجريمة، ولم يغيبها شهر الصوم والعبادة.

في الجريمة الأولى أقدم شاب على قتل أمه المُسنة داخل شقتها بمنطقة البساتين في نهار رمضان، وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكابه الواقعة امتناع أمه عن إعطائه أموالا لشراء المخدرات.

وبدم بادر، قتل عامل زوجته وابنته وألقى جثتيهما في بيارة صرف صحي في المنيا، وبينت التحريات أن الزوج أقدم في البداية على قتل زوجته، وعند وضعها في جوال وإلقائها في بيارة الصرف الصحي شاهدته ابنته الصغيرة فقتلها بالفأس أيضا ووضعها بجانب والدتها.

وفي جريمة أسرية صارخة كان المقتول فيها هو الجاني، قُتل شاب على يد والدته وشقيقه الأصغر، بمنطقة المعصرة، حيث تبين أن المقتول مسجل خطر، وفي يوم الواقعة حاول الاعتداء جنسيًا على والدته واغتصابها.

وحاولت الأم ردع نجلها ومقاومته خلال شروعه في اغتصابها، ولكنه لم يخضع لبكائها وتوسلها، فاستغاثت بشقيقه الأصغر الذي تصادف حضوره، وحاولا ردعه إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، فاستل الشاب الأصغر سكينا من المطبخ وأجهز على شقيقه الأكبر وسدد له طعنات عدة بمشاركة والدته، حتى فارق الحياة.

وفي واقعة أخرى، قتل عامل شقيقه بالهرم، وأفادت التحريات بمقتل الطالب نتيجة تعرضه لاعتداء من شقيقه نتيجة خلافات عائلية.

وفي محافظة قنا، انتحرت ربة منزل بتناولها صبغة شعر، بنجع حمادي، وكشفت التحريات الأولية عن تناول المتوفية صبغة شعر، لرفضها العودة إلى منزل زوجها بعد حدوث خلافات عائلية، ما أودى بحياتها.

وآخر هذه الجرائم الأسرية، واقعة قتل فاطمة سليمان المعروفة إعلاميا بـ"ممرضة أكتوبر" في مشاجرة مع زوجها بعد 6 أشهر من الزواج.

وحققت النيابة العامة مع الزوج المتهم فأنكر ما نسب إليه، وقرر تفصيلات ما وقع بينهما من مشادة انتهت إلى إصابتها نفسها بالسكين الذي كانت تحمله دون قصد منه لذلك - على حد قوله.

بينما سألت النيابة العامة والدي المجني عليها فشهدا أن المتهم -زوج المتوفاة- كان دائم التعدي عليها بالضرب واتهماه بقتلها، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات.

وقال اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، إن قلة الإيمان وضعف التربية وضغوطات الحياة من الأسباب التي أدت لانتشار الجريمة داخل نطاق الأسرة، وبعض هذه الأسباب يتمثل في سوء الأخلاق التي أصابت أفراد المجتمع والانفلات الأخلاقي داخل الأسرة والمعايير التي تبنى عليها العلاقات بين الناس.

وأضاف المقرحي، في تصريحات لـ"الشروق" أن شهر رمضان ليس له علاقة بالجريمة، حيث هناك سبب آخر يتمثل في ضعف الوازع الديني لدى الناس بسبب البعد عن الدين والاتجاه إلى الشهوات الجنسية والحسية والرغبة في الحصول على المال أو زوجين بينهما خلافات ما تؤدي إلى جريمة كبرى يمكن أن تُنهى حياة أحد الطرفين أو أي فرد من الأسرة.

وأضاف أن السبب الرئيسي في انتشار مثل هذه الجرائم البشعة هو فقدان الروابط الأسرية، بالإضافة لأسباب مادية وضيق الحال بين أفراد الأسرة، مشيرًا إلى أن النفسية المصرية تحتاج إلى معالجة نفسية بعدما أصابها التوتر والخلل خلال الفترة الأخيرة.

ومن جانبه قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن نمط التنشئة الاجتماعية سبب رئيسي في حدوث الجريمة ودائما الفرد الذي تربى على العنف الاجتماعي في أسرته كأن يُضرب كثيرا وهو صغير على سبيل المثال أو ينكل به أو يعاني من النبذ الاجتماعي والشتائم بالألفاظ.

وأضاف هندي أن هذه العوامل تجعل البناء النفسي للشخص مُشّبع بالعنف حين يتزوج وينجب أطفالا يتعامل مع أسرته بطريقة وحشية، على سبيل المثال قد يُلقى ابنه على الأرض ظنا منه أن هذه الطريقة هي الأمثل في التعامل مع الأطفال أو يتعدى على زوجته بالضرب المبرح، ولو تطور الأمر فمن الممكن أن يقتل بسبب العنف الذي تربى عليه من الصغر.

وأشار إلى أنه على جانب آخر هناك علاقة وطيدة بين المناخ العام والمناخ الجغرافي والتغيرات الجوية والزحام وبين نوعية الجرائم المرتكبة، وعلى سبيل المثال هناك جرائم متعلقة بفصل الصيف مثل الانتحار والشروع في القتل والمشاجرات والإتلاف، وهذه الجرائم تصل إلى أعلى معدلاتها في فصل الصيف وخصوصا إذا تزامن مع شهر رمضان الكريم.

وأضاف هندي، أن ارتفاع درجات الحرارة مع الصيام قد يترتب عليه الغضب والتوتر وإثارة الأعصاب والدخول في نوبة كبيرة من الغضب غير المبررة لدى البعض، بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الأدرينالين والذي يزيد مع فصل الصيف والصيام، بالإضافة إلى الازدحام المروري والتكدس في الشوارع العامة وأماكن التجمعات تكون مزدحمة، مثل الكافيهات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved