الآمال تمتزج بالشكوك مع اقتراب موعد انعقاد قمة كيم وترامب

آخر تحديث: الإثنين 11 يونيو 2018 - 8:52 ص بتوقيت القاهرة

واشنطن - د ب أ

بدأت الاستعدادات النهائية في سنغافورة، لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، تظهر بصورة جلية إلى حيز الوجود، حيث تبددت الشكوك بشكل قاطع فيما يتعلق بما إذا كان الاجتماع سيعقد في واقع الأمر أم لا.

وقبل أسبوع من القمة التاريخية المقررة، كان حلفاء الولايات المتحدة يتفاعلون بحذر وتشكك. وفي مطلع هذا الأسبوع أعربت كوريا الجنوبية عن تفاؤلها، في حين حذرت اليابان من تقديم تنازلات متسرعة إلى كوريا الشمالية.

وفي أعقاب محادثات مع المبعوث الكوري الشمالي كيم يونج تشول في البيت الأبيض، قال ترامب يوم الجمعة إن القمة ستمضي قدما في سنغافورة كما هو مقرر يوم الثلاثاء 12 يونيو، وستكون القضية الرئيسية هي نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

وتأمل الولايات المتحدة في جعل كوريا الشمالية تُفكّك برنامجها النووي بالكامل وبصورة لا رجعة فيها وبشكل قابل للتحقق منه - وفي أقرب وقت ممكن. لكن نطاق وسرعة نزع السلاح هي نقاط لا تزال موضع نقاش.

في المقابل، تريد كوريا الشمالية الخروج من العزلة الدولية بشكل ينعكس عليها بالرخاء من خلال التجارة والاستثمارات الأجنبية. لهذا تحتاج إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي تساندها الولايات المتحدة.

وعقب الاجتماع مع المبعوث الكوري الشمالي، أعرب ترامب عن يقينه حول أن القمة يمكن أن تحرز تقدما، لكنه أوضح أنه يرى ذلك بمثابة الاجتماع الأول من بين عدة اجتماعات.

وأضاف: "أعتقد انها ستكون عملية (مستمرة) لكن العلاقات تبنى الآن وهذا أمر إيجابي للغاية.. ولن نوقع على شيء يوم 12 يونيو".

وقال ترامب: "لا أريد حتى استخدام مصطلح (أقصى درجات الضغط) مرة أخرى، لأننا نسير جنبا إلى جنب. وأنتم ترون العلاقة". 

وقبل تأكيد القمة، كان ترامب وكيم قد جعلا العالم في حالة من الترقب لما يمكن أن يحدث بسبب تصريحاتهما التصادمية. وسبق أن ألغى ترامب القمة الأولى التى تقررت في 24 مايو، وألقى باللوم على كوريا الشمالية، ورغم ذلك استمرت المحادثات. 

وجاءت الانفراجة عندما أرسل الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون الرجل الذي يعد بمثابة ذراعه اليمنى إلى الولايات المتحدة، رئيس جهاز الاستخبارات السابق كيم يونج تشول. وكان قرار ترامب باستقباله في المكتب البيضاوي في حد ذاته بادرة سياسية مهمة.

وسلمت كوريا الشمالية رسالة إلى ترامب من كيم، ولكن لم يتم الإفصاح عن تفاصيل حول محتواها. ونشر المسؤولون صورة لكيم يونج تشول وهو يقدم مظروفا كبيرا للرئيس ترامب.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية طالما استمرت المحادثات وأنه لم يناقش مسألة حقوق الإنسان مع كيم يونج تشول، مضيفا أن هذا من المحتمل أن يأتي خلال اجتماع سنغافورة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف سيبدو التقدم.

وحذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن ترامب يخاطر بتكرار أخطاء أسلافه في تقديم الكثير من التنازلات دون أن يكون لديه خطة بديلة في حالة ظهور تطورات طارئة.

وفي اجتماع لوزراء الدفاع الإقليميين في سنغافورة، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن العقوبات الدولية لن تُرفع إلا بعد اتخاذ "خطوات لارجعة فيها" من جانب كوريا الشمالية لتفكيك ترسانتها النووية.

وقال ماتيس: "سنواصل تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشان كوريا الشمالية. كوريا الشمالية لن تحصل على مساعدة إلا عندما تظهر خطوات يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها لنزع السلاح النووي".

وعلى النقيض من ذلك، دعت اليابان الولايات المتحدة إلى عدم الانسياق وراء كيم. وقال وزير الدفاع، إيتسونوري أونوديرا، إنه لا ينبغي أن تحصل كوريا الشمالية على أي مكافأة لمجرد استعدادها للمشاركة في الحوار.

وقال إن بيونج يانج التزمت في الماضي بنزع السلاح النووي، لكن فقط من أجل خرق الاتفاقيات والمضي قدما في برامجها النووية والصاروخية، داعيا إلى مواصلة الضغط إلى أقصى حد ممكن.

وردًا على ذلك، حذر وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونج يونج مو، من الإفراط فى عدم الثقة في كيم جونج أون. وتساءل بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء: "إذا كنا نعتقد أن كوريا الشمالية ستخدعنا في المستقبل كما فعلت في الماضي، فكيف يمكننا التفاوض معها وصنع السلام؟". 

ولكن ماذا عن بيونج يانج وكيم جونج أون نفسه؟، لقد صرح كيم يوم الجمعة عبر وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنه يشعر بالالتزام بنزع السلاح النووي، وأعرب عن أمله في أن يتم الوصول إلى هذا الهدف تدريجيا، لصالح جميع الأطراف.

لكن العديد من أعمال كيم ودائرته المقربة الداخلية ما زالت لغزا.

وستكون محادثات القمة معقدة بسبب حقيقة أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لديهما تفاهمات متباينة حول نزع السلاح النووي.

ولا تنوي بيونج يانج التنازل عن ترسانتها النووية دون تلقي المساعدات الاقتصادية أولًا.

وتكمن نقاط أخرى مطروحة للنقاش فيما إذا كانت المنشآت النووية، مثل محطة تخصيب اليورانيوم، سيتم تفكيكها إلى جانب الرؤوس الحربية النووية وما إذا كانت الولايات المتحدة ستسحب قواتها من كوريا الجنوبية وتتخلى عن قدرتها على شن هجوم نووي مضاد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved