فورين بوليسى: الليبراليون فى مصر يدمرون أنفسهم
آخر تحديث: الأحد 11 أغسطس 2013 - 1:14 م بتوقيت القاهرة
الشروق
تعجبت مجلة الفورين بوليسى الامريكية من المشهد السياسى فى مصر وأشارت أن حالة التخبط السياسى فى مصر جعلت الليبراليين فى حالة «تدمير ذاتى بسبب مساندتهم حكما عسكريا بدلا من حكم اسلامى جاء عن طريق الانتخابات».
وأشار تقرير المجلة، إلى أن من الامور المروعة فى الانقلاب العسكرى فى مصر، أو الثورة الثانية، كما يفضل اغلبية المصريين أن يسمونها، هو تخلى النشطاء الليبراليين فى مصر عن مبدأ ديمقراطى عالمى، عبر تفضيلهم حكما عسكريا على رئيس اسلامى منتخب وسحق الاخوان مثلما كان نظام مبارك يفعل بالاخوان والليبراليين أنفسهم.
فما حدث فى مصر ليست ثورة ثانية ضد الحكم السلطوى ولكن حالة من الرفض الشعبى لحكم الاخوان المسلمين، فالقوى السياسية التى اطاحت بديكتاتور عسكرى مثل مبارك، أطاحت أيضا بديكتاتور منتخب، ولكن الان يحاول الليبراليون اضفاء مسحة من الديمقراطية على العسكريين.
ولكن فى واقع الامر فان الجيش والشرطة قاموا بقتل مئات المتظاهرين، وبعد مقتل 83 شخصا فى مجزرة الحرس الجمهورى اعلنت وزارة الداخلية عن عودة أمن الدولة، وتقول مسئولة هيومان رائيتس ووتش بالقاهرة هبة مورايف إن «الاعلان عن عودة جهاز أمن الدولة يعنى عودة الداخلية إلى ممارسات ما قبل 2011».
واشار التقرير إلى أن مرسى كان رئيسا سيئا ولم تكن له شعبية ولكن دولة مثل مصر ليست لها خبرة تاريخية فى الديمقراطية، كما لم تستطع انتخاب رئيس ذى عقلية ديمقراطية فى أول جولة من جولات الديمقراطية.
فالديمقراطية، بحسب المجلة الامريكية، تعطى المواطن فرصة للتجربة مرة أخرى، وبقليل من الصبر كانت المعارضة ستهزم مرسى فى الانتخابات سلميا بدلا من نبذ جماعة الاخوان المسلمين واخراجهم من الحياة السياسية فى مصر، فالليبراليون استبدلوا نظاما قمعيا بنظام قمعى اخر لأن أى نظام جديد لن يقبله الاخوان ولا التيار الاسلامى فى مصر وهنا سيقوم النظام بقمعهم وسيكون وحشيا أكثر من النظام الجديد.
واشارت الفورين بوليسى إلى أن الغرب الآن يشعر بحيرة شديدة ازاء كلمة «ليبرالى» والتى يأتى معها كلمة تسامح ومحبة ازاء اختلافات الاخرين بينما فى مصر الليبرالية اصبحت شكلا من أشكال التعصب والظلام.