مجزرة التابعين.. هل يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدارس وأماكن لجوء الفلسطينيين؟ ‬

آخر تحديث: الأحد 11 أغسطس 2024 - 11:06 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

أثارت المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة غضب فلسطيني وعربي ودولي، بعد أن قصف طيران الاحتلال الغاشم مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة، مما أدى لاستشهاد 100 مواطن فلسطيني على الأقل وإصابة العشرات في المجزرة التي ارتكبت إبان صلاة الفجر.

وحملت الفصائل الفلسطينية وبعض الدول العربية وغيرها، الإدارة الأمريكية والدول الحليفة للاحتلال مسؤولية المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني جراء دعمهم المالي والعسكري والسياسي، مطالبين بوقف العدوان الغاشم المستمر منذ أكثر من 10 أشهر على قطاع غزة.

وجاءت المجزرة استمرارا لسلسلة المجازر في حق الفلسطينيين العزل والنازحين داخل مدارس الإيواء في قطاع غزة، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة في 7 أكتوبر الماضي، لجأ مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في القطاع إلى مدارس الإيواء؛ بحثًا عن مكان آمن من القصف الإسرائيلي، لكن جيش الاحتلال استهدف مدارس الإيواء بالقصف الصاروخي، وارتكب مجازر عديدة أحدثها مجزرة مدرسة "التابعين".

• ولكن، هل يتعمد الاحتلال استهداف المدارس وأماكن لجوء الفلسطينيين؟


ولماذا يستهدف الاحتلال المدارس وأماكن اللجوء؟ وهل هناك علاقة بين زيادة عدد المجازر المرتكبة من الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزل والمدنيين بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية؟

قالت الدكتورة انتصار محمد الكاتبة والباحثة في الشأن السياسي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين النازحين في مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج متعمدة من الجانب الإسرائيلي.

وأضافت أن التعمد دائم وعنصر أساسي وراء عمليات الاحتلال المتكررة باستهداف المدارس وأماكن لجوء الفلسطينين، مؤكدة أن الذريعة المتكررة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي هي وجود عناصر مسلحة من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

ولفتت الباحثة في الشأن السياسي، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مستشفى التابعين التي تأوي الفلسطينيين النازحين بالرغم من بيان حركة "حماس" ونفيها وجود أي جنود مسلحة من حماس بمدرسة التابعين، والتصريحات المتكررة بأن هناك سياسة صارمة تمنع وُجود المقاتلين من أي فصيل بين المدنيين.

وأكدت أن هجوم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على مدرسة التابعين التي كانت تأوي الفلسطينيين النازحين ليس هو أول عملية تفضح سياسة الاحتلال العقيمة والمتكررة، بل هي سياسة إسرائيلية ثابتة منذ إعلان قيام دولتهم في 1948.

وحول زيادة عدد المجازر المرتكبة من الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزل والمدنيين بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لأمريكا، أكدت الباحثة في الشأن السياسي، أنه لا شك أن الداعم الأول والرئيسي لإسرائيل والضامن الوحيد لبقائها في المنطقة هي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقف وتساعدها منذ اللحظة الأولى.

وأضافت أنه وفي خطابه أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة دفع بنيامين نتنياهو بخطاب شدد فيه على وحدة المصير بين إسرائيل وأمريكا، وقال: "نحن لا نحمي أنفسنا فقط.. نحن نحميكم.. أعداؤنا هم أعداؤكم.. معركتنا هي معركتكم، ونصرنا هو انتصاركم"، مؤكدة أن حديثه له دلالات واضحة، وكأنها أعطته الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين العزل.

وأشارت إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي على أثره ذكرت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عدة عن قرب حدوث تطور في مفاوضات الأسرى، بعد هذا اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي، حيث تمكن نتنياهو من انتزاع التزام من بايدن بشأن مواصلة القتال وتزويد إسرائيل بـالأسلحة للحيلولة دون حل حكومته.

• استهداف 6 مدارس خلال أسبوع واحد

باستهداف مدرسة "التابعين" ارتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الاحتلال في مدينة غزة فقط خلال أسبوع واحد إلى 6، وفق ما نقلته فضائية "القاهرة الإخبارية".

وقبل يومين، استُشهِد 15 مواطنا وأُصيب العشرات بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات الاحتلال الحربية مدرستي "الزهراء" و"عبدالفتاح حمود"، اللتين تؤويان نازحين بحي التفاح شرقي مدينة غزة.

وفي 4 أغسطس الجاري، استُشهِد 30 مواطنا وأُصيب العشرات معظمهم أطفال، في قصف استهدف مدرستي النصر وحسن سلامة في حي النصر غربي المدينة.

وفي 3 أغسطس، استُشهِد 16 فلسطينيًا وأُصيب آخرون في قصف استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة.

• الأورومتوسطي: الاحتلال قصف 9 مدارس في 8 أيام

وقال المرصد الأورومتوسطي، في بيان له، إنه وثق قصف الطائرات الإسرائيلية المباشر 9 مدارس تُستَخدم مراكز إيواء لآلاف النازحين في مدينة غزة خلال ثمانية أيام، وتدميرها على رؤوس من فيها، والتسبب باستشهاد 79 فلسطينيًّا وإصابة 143 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب فقدان أعداد أخرى ما تزال تحت الأنقاض يتعذر انتشالهم لعدم وجود معدات مناسبة لطواقم الإنقاذ.

• الأونروا: الاحتلال قصف 69% من مدارس النازحين

وفي شهر يونيو الماضي، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن جيش الاحتلال قصف 69% من المدارس التي تؤوي نازحين داخل القطاع؛ ما أدى إلى تعرضها لأضرار مباشرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved