صالون نفرتيتي الثقافي يناقش دلالات الجمال والمرأة وفلسفته في حياة المصريين
آخر تحديث: الأحد 11 أغسطس 2024 - 3:51 م بتوقيت القاهرة
عقد صالون نفرتيتي الثقافي فعالية جديدة تحت عنوان "الجمال في مصر القديمة" في مركز إبداع قصر الأمير طاز مساء أمس السبت، تحت رعاية وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية. استضاف الصالون الدكتور ميسرة عبدالله، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة والنائب السابق لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
لاقى الصالون حضورًا قويًا من الشخصيات العامة والمهتمين بفنون الحضارة المصرية القديمة، حيث شارك في الحوار المفتوح عدد من الحاضرين من بينهم الدكتور فكري حسن، أستاذ جيولوجيا الآثار، والدكتورة سامية المرغني، أستاذة علوم الأنثروبولوجيا، وعدد من المهتمين والفنانين.
وناقش الصالون، الذي أدارته الإذاعية وفاء عبد الحميد، فلسفة الجمال عند المصريين القدماء وما ارتبط بها من مفاهيم ودلالات ورموز تخص الشكل والروح.
في البداية، تحدث "عبدالله" عن الطقوس الحياتية والدينية التي كان يحرص المصري القديم على ممارستها، واستعرض مظاهرها التي دامت عبر آلاف السنين ولا يزال المصري حريصًا على ممارستها حتى يومنا هذا.
كشف "عبدالله" عن تفاصيل التطهر والنظافة التي كان يحرص عليها المصري القديم، سواء كان رجلًا أو امرأة، بشكل يتوافق مع العقيدة المصرية القديمة. وتحدث عن طقوس النظافة الصباحية عند ملوك مصر وشعبها، حيث كان يستخدم ملح النطرون كبديل للصابون.
في الحوار المفتوح، تناول "عبدالله" أسرار ودلالات الجمال مثل الزينة والكحل والزيوت والعطور، وتصفيف الشعر واستخدام الباروكة بأنواعها، وكل ما ارتبط بها من ممارسات يومية واجتماعية ودينية. كما أشار إلى عقود الزواج التي كان يحرص المصري على كتابتها يوم الزواج ثم توثيقها بعد ثلاث أو سبع سنوات، حيث يقر الزوج بتوفير كل أنواع الزينة والعطور والكريمات التي تحتاجها المرأة، ملتزمًا أمام زوجته إما بتوفيرها أو دفع ثمنها وإلا يستوجب الطلاق.
كما تحدث عن الآلهات إيزيس العاقلة، حتحور المحتوية، وباستت القوية، اللاتي حملن صفات ورثتها السيدة المصرية وكونت جزءًا كبيرًا من طبيعتها حتى يومنا هذا. وكشف عن صناعات الجمال المتقدمة التي تفوقت بها مصر وعلمتها الإنسانية عبر مختلف العصور، موضحًا كيف اهتمت المرأة المصرية بشعرها وأمشاطها وشكل شعرها ودهانه بالزيت مثل زيت الزيتون واللوز، علاوة على زيت الخروع واستخدام الحنة. وأشار إلى كيفية استخدام المرأة للكحل لدرء الشر والعين، حيث كان المصري القديم يستخدمه أيضًا في التجميل والتطهير المرتبط بالعقيدة المصرية القديمة.
كشف أيضًا عن طرق صناعة العطور عند المصريين القدماء، مشيرًا إلى معبد إدفو الذي يحتضن قاعة كاملة لصناعة العطور وتحتوي على 150 نوعًا من أنواع العطور، علمًا بأن المصري القديم لم تكن صلاته مقبولة دون أن يكون معطرًا.
كما أشار إلى ملابس المرأة التي كانت تحرص على تصنيعها من أجود أنواع الكتان، والذي أسموه "لون الشمس"، وطريقة لبسها للثوب بشكل يماثل طريقة الملاية اللف في عصرنا الحديث.
يجدر بالذكر أن صالون نفرتيتي الثقافي يعقد فعالياته شهريًا في مركز إبداع قصر الأمير طاز، ويتناول بالنقاش القضايا المتعلقة بالحضارة المصرية عبر مختلف العصور وتراثها الإنساني وما ارتبط منها بالواقع المصري الحديث والمعاصر. ويقوم بإعداده والإشراف عليه ست سيدات يعملن في مجال الصحافة والإعلام، وهن: الإذاعية وفاء عبد الحميد، والصحفيات كاميليا عتريس، مشيرة موسى، نيفين العارف، أماني عبد الحميد، وفتحية الدخاخني.