ندوة بمسرح حسن فتحي تناقش «مصر يا عبلة» ضمن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية

آخر تحديث: الأحد 12 يناير 2025 - 12:45 ص بتوقيت القاهرة

محمد راشد

شهد مسرح قرية حسن فتحي، بمدينة القرنة في البر الغربي للأقصر، مساء اليوم، ندوة مميزة للفنان التشكيلي والكاتب محمد عبلة، ضمن فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، حيث خصصت الندوة لمناقشة كتابه الجديد "مصر يا عبلة"، الذي يوثق سيرته الذاتية ويستعرض مسيرته الفنية والإنسانية.

رحلة فنية وإنسانية

وبدأت الندوة بكلمة ترحيب من منسق الفعالية من قبل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي أشاد بإسهامات محمد عبلة في المشهد الثقافي والفني المصري، مشيرًا إلى أهمية كتابه كوثيقة تُبرز مظهرا من مظاهر التحولات الاجتماعية والثقافية في مصر خلال العقود الماضية.

وأعقب ذلك حديث عبلة عن الدوافع وراء كتابة "مصر يا عبلة"، موضحًا أنه جاء لتوثيق تجربته الفنية منذ نشأته في الريف المصري بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، مرورًا بسنوات دراسته في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وحتى مسيرته الدولية كأحد رواد الفن التشكيلي في العالم العربي.

تفاعل مع الجمهور

وشهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين طرحوا أسئلة متنوعة حول الكتاب وتجربة عبلة في المزج بين الفن التشكيلي والكتابة، والمواقف الطريفة التي حدثت معه في أثناء التحاقه بكلية الفنون الجميلة ورفض والده الإنفاق عليه عندما خالف رغبته بالإلتحاق بالكلية.

وأوضح عبلة خلال حديثه أن الكتاب لا يقتصر على سرد سيرته الذاتية، بل يُلقي الضوء على المشهد الثقافي في مصر وتأثير التغيرات السياسية والاجتماعية على الفن والإبداع، بالإضافة لوجود مجموعة من الصور المرتبطة بتلك التحولات.

كما أشار عبلة، إلى أن الكتاب تضمن أيضا تعرفه على المعماري حسن فتحي، ودعوته له لزيارته وزيارة قريته في الأقصر، وزيارته لعائلة علي عبد الرسول، أحد أشهر المواطنين في الأقصر الذين ارتبطوا بأعمال الحفائر والتنقيب القانوني عن الآثار.

عن كتاب "مصر يا عبلة"

الكتاب، الصادر عن دار الشروق في أكتوبر 2024، يُوثّق حياة محمد عبلة وتجاربه الفنية والإنسانية، ويعكس رؤيته لقيمة الإبداع في مواجهة تحديات الحياة، ويُعد الكتاب شهادة على مسيرة كفاح فنان وضع بصمته على الفن التشكيلي المصري والعربي، وحصل على جوائز بارزة، منها وسام جوته الألماني في عام 2022.

واختُتمت الندوة بتوقيع عبلة لنسخ من كتابه للحاضرين، معبرًا عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الأقصر، الذي وصفه بأنه "ملتقى حقيقي للثقافات والفنون الأفريقية"، مؤكدا أهمية الفن كجسر يربط بين الشعوب، داعيًا الحضور إلى الانفتاح على التجارب الثقافية المختلفة واستلهام الإبداع من التراث الإفريقي والمصري.

وكان الفنان التشكيلي محمد عبلة قد تعاون من قبل مع مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في تصميم البوستر الرسمي لدورتة المهرجان الثالثة عشرة، حيث حاول من خلال تصميمه، تجسيد روح إفريقيا المملوءة بالطاقة والحيوية، من خلال رسم شابة إفريقية سمراء راقصة تنطلق إلى الأمام، مفعمة بالحيوية والألوان الساخنة القوية، إعلانا عن بداية وانطلاقة جديدة للقارة الشابة التي عانت كثيرا من التجاهل والاستغلال.

يُذكر أن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الحالية يواصل فعالياته التي تشمل عروضًا سينمائية وندوات ثقافية بمشاركة واسعة من فنانين ومثقفين من مختلف أنحاء القارة السمراء ويختتم فعالياته يوم الثلاثاء الموافق 14 من الشهر الجاري.