بعد تصريحات ترامب.. كل ما تحتاج معرفته عن الناتو والدور الأمريكي

آخر تحديث: الإثنين 12 فبراير 2024 - 5:08 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يوم السبت، إنه سيشجع روسيا على أن تفعل ما تريده لأي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا تدفع ما يكفي للدفاع عن نفسها.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ترامب، المرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للمشاركة في سباق الانتخابات الرئاسية، لطالما انتقدت التحالف، بما في ذلك عام 2018، عندما أعرب بصفته رئيسا عن مخاوفه من أن استخدام قوات الناتو للدفاع عن دولة مونتينيجرو الصغيرة يمكن أن يبدأ حربا عالمية ثالثة.

وأوضحت "واشنطن بوست"، أن الرؤساء الأمريكيين ليس مطلوبا منهم فعل شيء محدد حال تعرض أحد الحلفاء لهجوم، لكن المنتقدين يقولون إن تعليقات ترامب تتعارض تماما مع سبب تشكيل الناتو في المقام الأول.

* معلومات عن حلف الناتو

كانت الولايات المتحدة قوة دافعة وراء تشكيل حلف الناتو عام 1949. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، جرى تشكيل التحالف لتعزيز الأمن في أوروبا الغربية بين الدول القلقة بشأن التقدم السوفييتي.

وفي البداية كان عدد الدول الأعضاء 12، لينمو بعد ذلك ويضم 31. وقد أثار هذا الأمر جدالا على مدار سنوات بشأن ما إذا كان توسع الناتو قد أثار القلق الروسي، وبشأن ما إذا كان الأمريكيون مستعدين حقا للدفاع عسكريا عن كل بلد ينضم إلى الناتو.

ويستند التحالف على مبدأ الدفاع الجماعي، ما يعني أن هجوما على أحد الأعضاء هو هجوم على الجميع.

وبالرغم من أن الناتو ليس لديه قوات مسلحة خاصة به، فهو ينسق مع جيوش الدول الأعضاء. وكان كبار مسئولي الدفاع في الناتو أمريكيين، في حين عادة ما يكون الأمين العام شخصية سياسية أوروبية بارزة.

وجدير بالذكر أن أول مهمة قتالية للناتو كانت فرض منطقة حظر طيران في البوسنة منتصف التسعينيات. وجاءت الثانية عندما تدخل في حرب كوسوفو عام 1999، في خطوة انتقدتها الصين وروسيا لأنها تحايلت على مجلس الأمن، حيث كان من المتوقع أن يستخدم البلدان حق النقض (الفيتو) على العمل العسكري.

وبعد هجمات 11 سبتمبر، سيرت قوات الناتو دوريات في البحر المتوسط لتأمين بعض أزحم المسارات التجارية في العالم. وساعدت قوات التحالف لاحقا في حملة قصف في ليبيا والتي أثارت انتقادات دولية بسبب قتل المدنيين.

لكن قوات الناتو قدمت أيضا مساعدات إنسانية، وعملت على بناء الملاجئ المؤقتة وتوصيل المساعدات بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في فبراير عام 2023.

* هل يمكن لرئيس أمريكي رفض مساعدة حليف بالناتو؟

يقرر الرئيس الأمريكي، بصفته القائد الأعلى، ما إذا كان الجيش سيقاتل. وحال تعرض حليف لهجوم، سيتخذ الناتو الإجراءات التي يعتبرها ضرورية لحماية منطقة شمال الأطلسي، بموجب المادة الخامسة من ميثاقه.

وقال عالم السياسة جوشوا شيفرينسون إن اللغة الفضفاضة تعطي القادة سبيلا لعدم متابعة العمل العسكري حال استفز أحد الحلفاء عدوا في صراع، مشيرا إلى أن هذه المرونة "تؤدي إلى خطر إمكانية أن يتنحى ترامب جانبا حال حدث شيء ما".

من جانبه، يتفق الأستاذ بكلية الدراسات العليا البحرية، جيفري لارسن، على أن لغة المادة الخامسة ليست محددة، لكنه قال إنه لا يمكن تصور ألا تدعم الولايات المتحدة حليفا، مضيفا: "لم يصدق أحد أن الولايات المتحدة ستكون هذا البلد، حتى الآن".

وأشار إلى أن الأمر قد يفكك التحالف إذا لم تقف الولايات المتحدة بجانب عضو في الناتو، قائلا: "سيكون الأمر كارثيا من وجهة نظر السياسة الخارجية في عدم مساعدة حليف قطعنا له هذا الالتزام الرسمي".

وجرى إعمال المادة الخامسة من ميثاق الناتو مرة واحدة، بعد تعرض الولايات المتحدة للهجوم في 11 سبتمبر عام 2001.

* دور الولايات المتحدة

اتفق وزراء دفاع الدول الأعضاء في الناتو عام 2006، على أن ينفق كل بلد نحو 2% من إجمالي ناتجهم المحلي على الدفاع.

وأنفقت الولايات المتحدة 860 مليار دولار، أي 3.49% من إجمالي ناتجها المحلي، على الدفاع عام 2023، وفقا لتقديرات الناتو. وأنفقت الدول الأعضاء مجتمعين، بدون الولايات المتحدة، أقل من نصف الإنفاق الدفاعي الأمريكي.

وبحسب الناتو، قدمت الولايات المتحدة أيضا المعلومات الاستخباراتية، والمراقبة والاستطلاع، وإعادة التزود الجوي بالوقود، والدفاع الصاروخي الباليستي، والمعدات الكهرومغاناطيسية المحمولة جوا.

وبعد خطاب ترامب، السبت، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج، إن التحالف يظل مستعدا وقادرا على الدفاع عن نفسه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved