لميس الحديدي: ترامب مستعد لإحراج الجميع.. وملك الأردن نجح بالمناورة أمس

آخر تحديث: الأربعاء 12 فبراير 2025 - 2:17 م بتوقيت القاهرة

قالت الإعلامية لميس الحديدي، إنها تابعت النص الأصلي الإنجليزي لمقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الثلاثاء.

واستعرضت خلال تدوينة عبر صفحتها الرسمية بمنصة «إكس»، اليوم الأربعاء، ملاحظاتها على اللقاء، والتي قالت فيها إن الصحفيين في البيت الأبيض صرحوا أنه لم يكن هناك مؤتمر صحفي مقرراً، بل كان الاجتماع مدرجا على أنه «مغلق» وفوجئ الصحفيون بدعوتهم للدخول، معقبة: «بمعنى أن ترامب قرر نصب السيرك وإحراج الملك بإطلاق تصريحاته العبثية أثناء جلوسه».

وأضافت: «ما يقال في الغرف المغلقة ليس بالضرورة ما يقال في العلن، خاصة إذا كان الخلاف مع رئيس أكبر قوة عظمى ورجل عبثي أهوج يشعر بتعاظم قوته، يريد شراء غزة، وضم كندا وجرينلاند، والخروج من النظام الدولي، وإحراج الجميع ليبدو شمشون الجبار.. تفويت فرصة تفجير الخلاف في العلن كان ضرورياً».

وأشارت إلى أن «العاهل الأردني لم يتراجع عن موقف الأردن المعلن، فقط هو ناور قليلا وقال إننا بانتظار الخطة المصرية العربية المشتركة، وأن هناك اجتماعاً مع ولى العهد السعودي والدول العربية ستعرض على ترامب خطتها، وأكد مرتين أن مصر لديها خطة».

وأوضحت: «هذا ليس هروبا بل تأكيد واضح لترامب أنك لن تستطيع أن تبرم صفقة مع كل دولة على حدة.. فالإجابة ستكون (عربية). ثم ترسيخ إن مصر هي القائد هنا وهي العقل.. وهذه حقيقة، فهو لا يلقي بالكرة إلينا، لكنه يؤكد واقع وبالتأكيد هذا النص متفقُ عليه مع الرئيس السيسي وولى العهد السعودي».

وفيما يخص التهجير، ذكرت أن العاهل الأردني حاول ألا يصطدم بترامب، وهو يكرر أفكاره العبثية أمام الصحفيين لمزيد من استفزاز الملك، معقبة: «لكنه تمكن من المناورة أيضا وقال سنستقبل 2000 طفل للعلاج، ولن أفعل إلا ما هو في صالح بلدي الأردن. والمعنى واضح لا يحتاج أن نقول له مفيش وهو كده المعنى واضح».

ونوهت أن «هذه الإجابة لم تعجب ترامب، الذي كان يريد تأكيدا من الملك أنه يوافق على إعطائه قطعة أرض ويبارك خطته، لكنه لم يحصل على ذلك - علنا على الأقل - ولا داخل الاجتماع كما أكد البيان».

ولفتت إلى أن «البعض يرى أن العاهل الأردني كان يجب أن يكون أكثر وضوحًا في قضيه التهجير وضم الضفة»، متابعة: «لكن هناك رأى آخر أننا أمام شخص منفلت يملك قوة كبرى.. وأفضل طرق التعامل معه الآن هو تفويت فرصة الانفجار.. مع الإصرار على المواقف دون تراجع.. ثم التفاوض والتفاوض حتى نثبت له أن ما يفكر به هو وهم لن يتحقق.. وتلك حكمة تستحق ذكاء سياسي، فلا أحد يريد صدام يؤدى لمواجهات عسكرية أو عقوبات اقتصادية».

وأفادت بأن الأردن أصدر بيانًا واضحًا بما حدث داخل الاجتماع، كما خرج وزير الخارجية ورئيس الوزراء بإيضاحات أكثر دقه وحسماً ليس بها أي تراجع، مستطردة: «ملك الأردن - أول مسئول يواجه طوفان الفكرة الترامبية مباشرة - تمكن من المناورة (وإن لم تعجب البعض) دون أن يقدم أي تنازل وهذا هو الأهم.. لم يحصل منه ترامب على موافقة، وإلا لكان خرج بعد الاجتماع وقال إن الأردن قد وافق على استقبال الفلسطينيين وضم الضفة وهذا لم يحدث».

وشددت على ضرورة عدم نسيان أو إغفال كم الضغوط التي يتعرض لها الأردن من قبل أمريكا، لكن الملك تمكن رغم ذلك من المناورة حتى إشعار آخر.

واختتمت: «ترامب مستعد لإحراج الجميع، لذا أي مقابلة معه يجب أن تكون جماعية برأي واحد وتفاوض يجد فيه مصلحته الاقتصادية (مع السعودية مثلا)، الآن الأهم هو الخطة العربية والموقف العربي المشترك.. والذكاء في التعامل مع ترامب، في السياسة المهم النتائج وليس العبارات الرنانة والشعبوية والخلافات على الهواء، الآن وقبل ذلك وبعد ذلك دور مصر محوري.. حاسم وننتظر قمة عربية مهمة».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved