ما فضل صيام الأيام البيض من شعبان؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟.. دار الإفتاء تجيب
آخر تحديث: الأربعاء 12 فبراير 2025 - 5:19 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
يعتبر شهر شعبان من الشهور الهجرية المباركة، فهو شهر يتوسط شهر الله الحرام رجب وشهر رمضان المبارك، ووردت فيه العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان رسول الله يفضل الصيام فيه لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل.
وتعد الأيام البيض الثلاثة فيه من أهم الأيام التي يستحب صيامها لدي المسلمين، لذلك عادة ما يتم التساؤل عنهم وعن فضلهم، وهو ما بينته دار الإفتاء المصرية في فتاوى سابقة تعرضها لكم "الشروق"، فيما يلي.
-لماذا الأيام البيض؟
تعرف الأيام البيض بأنها أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي.
وسُمِّيَت الأيام البيض بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه، فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وإنما وُصِفت الأيام بذلك مجازًا.
وجاء تحديد الأيام البيض بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِاللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: "صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ" رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".
-فضل صيام الأيام البيض
وردت أحاديث عن النبي تدل على فضل الأيام البيض منها ما روي عن ابن عباس عن النبيﷺ: "كان لا يدع صوم أيام البيض، في سفر ولا حضر"، وروي عن النبي محمد: "إن كنتَ صائمًا فعَليك بالغُرِّ البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرةَ، وخمس عشرةَ".
وأوصى النبي الصحابة بصيام الأيام البيض، فقال واصفًا صيامها: "هي صيام الدهر، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام؛ فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله".
وعن أبي ذر قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صمت شيئًا من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
-فضل شهر شعبان وصيام أيامه
أما شهر شعبان فيعد من الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وأَوْلَاها من المنزلة بمكان شهر شعبان، فمَيَّزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"، أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي في "المسند"، والنسائي في "السنن الصغرى" واللفظ له، والبيهقي في "فضائل الأعمال".