وزير الري: التغيرات المناخية التحدي الأكبر في إدارة المياه

آخر تحديث: الأحد 12 مارس 2023 - 1:18 م بتوقيت القاهرة

محمد علاء

وزير الري: نصيب الفرد من المياه في مصر يقترب من 500 متر مكعب سنوياً في الوقت الذي عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائي على أنه 1000 متر مكعب من المياه للفرد في السنة
وزير الري: مصر إحدى أكثر الدول جفافا في العالم ونعتمد بشكل شبه حصري على مياه نهر النيل التي تأتي من خارج الحدود


قال وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، إن التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه، موضحا: "شهدنا فيضانات عارمة في دول كثيرة وحرائق الغابات في دول البحر المتوسط وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، وهو ما نشهده في مصر حاليا".

وأضاف سويلم، أن مصر تخطو العديد من الخطوات في مواجهة تحديات جمة ومركبة، فنصيب الفرد من المياه في مصر يقترب من 500 متر مكعب سنوياً في الوقت الذي عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائي على أنه 1000 متر مكعب من المياه للفرد في السنة، كما أن مصر إحدى أكثر الدول جفافا في العالم، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصري على مياه نهر النيل التي تأتي من خارج الحدود؛ لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع في العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب مع استمرار تحديات الندرة المائية.

وأشار إلى أن الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الموارد المائية والري والوزارات المعنية، نفذت العديد من المشروعات القومية الكبرى في مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة، من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها، وأيضاً تحديث نظم الري وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها.

يأتي ذلك خلال احتفالية نظمتها وزارة الري، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، بمشاركة عدد من سفراء الدول الأوروبية، بمناسبة يوم المياه العالمي، الذي يوافق يوم 22 مارس الجاري، تحت شعار "تسريع التغيير"، ويشهد فعاليات "مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة" بنيويورك بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى، برئاسة وزير الري.

وقال سويلم إن هذه الاحتفالية تأتي تأكيدا للأهمية الكبرى التي تمثلها التوعية المجتمعية في التعامل مع جميع القضايا التي تواجه المجتمع، وبخاصة في مجال الأمن المائي، خاصة مع تزايد الشح المائي والتصحر واستمرار مواسم الجفاف لفترات أطول بسبب ما يعانيه العالم من تغيرات مناخية.

وأشار إلى أن الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمياه، هو امتداد لتأكيد اهتمام مصر منذ فجر التاريخ بحق مؤكد للبشرية جمعاء وهو حق كل فرد في المياه، مضيفا: "وقد سطّر التاريخ براعة مصر منذ عهد قدماء المصريين في ترويض وإدارة نهر النيل وترشيد استخدام مياهه".

وأضاف أن المياه تمثل عنصرا رئيسيا في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات المياه والزراعة والغذاء الأولوية في ملف التغيرات المناخية، خاصة أن الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعي المياه والزراعة لتوفير الغذاء.

ومن جانبه، قال كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، إن المياه بالغة الأهمية لجميع أشكال الحياة على وجه الأرض، واليوم هناك العديد من التحديات التي تواجه قطاع المياه حول العالم مثل التغيرات المناخية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية، مما يدفعنا للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام في هذا القطاع المهم.

كما أكد استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال إدارة الموارد المائية بالشكل الذي ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين، مشيرا إلى أن احتفال اليوم فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز هذا التعاون، ومواصلة العمل مع وزارة الموارد المائية والري وجميع الشركاء لتحقيق الإدارة المثلى للمياه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved