احتفاء بالشعراء وعروض تراثية وورش متنوعة في ليالي رمضان في الحديقة الثقافية
آخر تحديث: الأربعاء 12 مارس 2025 - 11:43 ص بتوقيت القاهرة
محمود عماد
شهدت الليلة الثانية من ليالي رمضان الثقافية والفنية بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، عددا متنوعا من الفعاليات وسط تفاعل وإقبال كبير ضمن البرنامج المقدم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل، التابع للمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أشرف العزازي، وتستمر الفعاليات حتى 21 رمضان.
يقام البرنامج بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وشهد الليلة الثانية من الفعاليات الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بحضور الشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، والمخرج محمد صابر مدير عام الإدارة العامة لرعاية المواهب، الكاتب الحسيني عمران مدير عام النشر، والباحثة ولاء محمد مدير الحديقة الثقافية.
حكايات السيرة الهلالية في "راوي من بلدنا"
ضمن برنامج "راوي من بلدنا"، استكملت فرقة الفنان عز الدين نصر الدين رواية "ناعسة الأجفان"، حيث تناولت الأحداث التي دارت حول الشاعر جميل بن راشد بن حسان، وما أثاره قوله عن وجود من هو أكثر كرما من السلطان حسن، وأن ناعسة الأجفان تمتلك خادمة أجمل من الجاز، مما اعتبره الهلاليون إهانة كبيرة، وأمر الملك بشنق الشعراء الثلاثة، قبل أن يتدخل أبو زيد الهلالي لإنقاذهم وإقناع السلطان بحسن نواياهم.
"واحة الشعراء".. أصوات تتألق في فضاء الحديقة
استضاف مقهى نجيب محفوظ أمسية شعرية متميزة، بمشاركة نخبة من الشعراء، من بينهم آمال ناجي بقصيدتها "سلسال غياب"، وأمين محمود الذي ألقى "ليل عاشق"، وجابر بسيوني بقصيدة "لغتي"، فيما ألقى محمد أبو الليف قصيدة "ليلة قدر"، ومحمد الديب قدم "مراوغة"، بينما اختتم الشاعر محمد عكاشة الأمسية بقصيدة "خط الاستواء". وأدار اللقاء الشاعر السعيد المصري، بمصاحبة الفنان محمد عزت الذي قدم فواصل غنائية على العود.
منها "حبو الوطن، يا العروسة، بنت السلطان، اصحى ياسيدي".
"عطر الأحباب" يحتفي بمسيرة الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة
واحتفى برنامج "عطر الأحباب" بالشاعر الراحل محمد إبراهيم أبو سنة، الحائز على جائزة النيل في الآداب، حيث تحدث عنه الدكتور محمد سليم شوشة، متناولا تأثير نشأته اليتيمة وتكوينه الفكري، وعلاقته بجيل الستينيات من الشعراء، وتجربته الشعرية التي جمعت بين المثالية والرومانسية الواقعية، كما ألقى الضوء على أبرز دواوينه مثل "رماد الأسئلة الخضراء"، وأكد دوره في الارتقاء باللغة العربية من خلال عمله بالإذاعة.
وأوضح شوشة أن الراحل تزامل مع عدد كبير من الشعراء منهم صلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازى، وصدر له 11 ديوان شعريا، بجانب أكثر من 12 كتابا في الأدب، وبعض الكتابات فى مجال المسرح.
وأضاف أن شعره نموذج للمثالية والبراءة، حيث كان واحدا من أبرز من تجلى لديهم السؤال بصورة فنية متفردة، بسؤال الطفل غير الملوث بضغائن الحياة وخطاياها واشكالانها وتعقيداتها، مشيرا أن اليتم تجلى لديه فى البحث عن نموذج المثالية، واتصل شعره بالمرأة ولم يكن تعبيرا عن الحبيبة أو الزوجة ولكنه نموذج للمثالية المطلقة، حيث نجد أن هذه الأنثى هي الطبيعة، والحياة ببراءتها.
واستكمل شوشة حديثه موضحا أن "أبو سنة" وظف السرد في شكل غير مفتعل وغير خاضع للمقولات النقدية السائدة فى عصره، فكان ينطلق من ذاته ومن خصوصيته وعقله ومحدداته الشخصية، على الرغم من جمعه بين التراث العربي القديم والتراث الغربي، لكنه حين يكتب القصيدة ينفصل عن كل هذه الروابط وينطلق من ذاته.
واختتم حديثه بتقديم الشكر لوزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة على كل يقدموه والاحتفاء بالشعراء البارزين والأعلام الذين يستحقون الكثير لما أدوا من أدوار مهمة فى الثقافة المصرية والعربية.
إضاءات حول إصدارات الهيئة
شهدت الفعاليات أيضا مناقشة ديوان "أناشيد الليلة السادسة" للشاعر والقاص عمرو البطا، الصادر ضمن سلسلة "إبداعات"، حيث تم استعراض الفكرة الفلسفية للديوان التي تستند إلى طرح ابن عربي حول دور آدم في دورات الحياة المتعاقبة.
ويضم الديوان 23 قصيدة، عناوينها: "قمر مفقود، الخيط، الغريق، الزهرة البيضاء، الرائي، الرؤية، يقظة، خلود، أفرك بأصابعك العالم، الوقوف على قارعة الطريق، قنبلة انشطارية، بورتريه، دوائر التكوين، العودة الآدمية (نشيد الليلة السادسة)، مدارات مهجورة، جنة أولى، ضوء ورماد، العودة، وجه قديم، المطعم الآلي، حولاء، روبابيكيا، حالة تلبس".
العروض والورش الفنية والحرفية والتراثية
وبحضور جماهيري كبير، استقبل المسرح عرضا فنيا لفرقة ملوي للفنون الشعبية تدريب محمد شحاته، وقدمت عددا من الرقصات والتابلوهات الاستعراضية منها "سامر التحطيب، الدفوف، السحجة، شعبيات".
وشهد ركن الورش تنفيذ العديد من الورش الفنية والحرفية والتى نفذها فنانو ومدربو الإدارات العامة التابعة للهيئة، وتضمنت الورش: "ورشة رسم حر، ورشة طباعة على القماش، حلي معدني، فانوس رمضان، كروت تهنئة، تصميم مسجد، تنفيذ سبحة، ورشة تلوين، ميدالية بشكل فانوس، تنوره مجسمة على بالورق الكانسون، ورده مجسمة، رسم على الوجه، إبداعات رمضانية، تنفيذ أشكال من الصلصال الملون، بجانب ورشة تثقيفية بعنوان "سنة أولى صيام".
بجانب الورش اليدوية والحرفية في مجال "المكرمية، الإكسسورات، شنط من الخرز، أشغال الجلود، الحلي، الخزف والفخار، السجاد، الكليم، طرق على النحاس، خوص النخيل".
ويقام طوال فترة الفعاليات معرض كتب إصدارات هيئة قصور الثقافة، إلى جانب معرض فني لمنتجات الورش الفنية والحرفية والتراثية، وورش التمكين الثقافي لذوي الهمم.
كما أقيمت مسابقة ثقافية للأطفال، تضمنت عددا من الأسئلة الثقافية والمعلومات العامة، وتم توزيع مجلة قطر الندى على الفائزين.
تنفذ الفعاليات من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ممثلة في إدارتها التابعة: الثقافة العامة، النشر الثقافي، المكتبات، المواهب، الجمعيات الثقافية، والتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات.
والإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة أحمد الشافعي، وإداراتها التابعة: المهرجانات، والفنون الشعبية والموسيقى.
والإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتور حنان موسى، وإداراتها التابعة: ثقافة المرأة، الطفل الشباب والعمال، القرية، القصور المتخصصة وأطلس المأثورات الشعبية.
وضمن برنامج الحديقة قدم المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الباحث أحمد عبد العليم، مجموعة من الفعاليات المتنوعة، حيث استضاف المسرح الروماني عرضا استعراضيا لفريق ذوي الهمم "بنكمل بعض"، إلى جانب عروض السيرك القومي ومسرح العرائس، كما قدمت ندوة عن انتصارات أكتوبر، بالتعاون مع دار الوثائق، ألقاها الدكتور أشرف قادوس.
وفي إطار الأنشطة الثقافية، أقيم "صالون المبدع الصغير" وفعالية "حكايات من بلادي"، بينما شهد الصالون الثقافي "محبة الوطن"، المُقام بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ندوة بعنوان "سيناء.. قصة وطن"، بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، تحدث خلالها الدكتور أحمد عصام، والشاعر أحمد زيدان، حول الدور البطولي لسيناء في التاريخ المصري.
وأعدت هيئة قصور الثقافة برنامجا ثقافيا وفنيا مكثفا بالقاهرة والمحافظات احتفالا بلیالی رمضان الثقافية والفنية، تقدم خلاله أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، وهي: مسرح السامر،الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، قصر الإبداع الفني 6 أكتوبر، قصر السينما، مسرح الطور الصيفي، مسرح 23 يوليو بالمحلة، قصر ثقافة الزقازيق، قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة بورسعيد، قصر ثقافة أسيوط، وقصر ثقافة روض الفرج، بينما تتوزع أكثر من 3000 فعالية أخرى في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات على مدار الشهر الفضيل.