أماكن وطرز معمارية (11).. عمارة العصر المملوكي.. فترة ذهبية في تاريخ مصر

آخر تحديث: الأربعاء 13 أبريل 2022 - 10:06 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

على أرض مصر كثير من الأبنية التي تعبر عن العراقة والتاريخ، وشكّلت من خلال أساليبها الفنية المختلفة متحفا مفتوحا يمكنك من خلاله التعرف على الطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.

وفي سلسلة من الحلقات المستمرة خلال شهر رمضان، نغوص في عالم من الفنون تَشكّل على أرض مصر، نتعرف على طرزها المعمارية وقصص نشأتها، ونستكشف عوالمها الفنية البديعة، في رحلة عبر التاريخ، من خلال كتاب "قصور مصر"، للكاتبة سهير عبدالحميد.

تقول الكاتبة في مقدمة كتابها: "قصور مصر تاريخ لا يزال حيا، لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع، إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا، رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون، وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفورا في ومضة هنا وأخرى هناك".

ما زلنا في مدينة القاهرة التي تمتلئ بالقصور متعددة الطرز المعمارية، ونعود في هذه الحلقة إلى المماليك، وتحديدا "قصر الأمير طاز".

والأمير سيف الدين عبدالله طاز بن قطغاج، أحد أبرز أمراء دولة المماليك البحرية، صعد نجمه في فترة حكم الصالح إسماعيل بن الناصر. وفي عهد أخيه المظفر، كانت مقاليد الدولة بيده، وسادت سيطرته وقوته خلال حكم الناصر حسن بن الناصر، الذي جعله في منصب كبير في الدولة، ثم ولاه نيابة حلب.

عن القصر، قال المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار": "في يوم السبت السابع عشر من جمادي الآخر، سنة أربع وخمسين وسبعمائة، أقام الأمير طاز في هذه الدار وليمة عظيمة حضرها السلطان الملك الصالح وجميع الأمراء، فلما كان وقت انصرافهم، قدم الأمير طاز 4 أفراس بسروج من ذهب"، بحسب ما ذكرته "عبدالحميد" في كتابها.

ازدهر المعمار وتعددت القصور في القاهرة خلال فترة حكم المماليك، وقال المؤرخ المصري زنبل الرمال في وصفه لها: "كانت مصر بهلاء الأمراء كالعروس المجلية، كل أمير من هؤلاء كالملك المنفرد بنفسه، وكل من في حارته عائش في رزقه وحمايته"، وبلغ عدد قصور المماليك قبل دخول العثمانيين مصر، 32 قصرا.

وتقول الكاتبة: "لم يأت اختيار الأمير طاز لموقع هذا القصر بمحض مصادفة، بل ليتسنى له مراقبة مجريات الأمور في شارع (السيوفية)، المُهم -جزء من الشارع الأعظم الذي يبدأ من تقاطع شارع محمد علي وينتهي عند تقاطعه مع شارع الصليبة- الذي كان ضمن المنطقة المحيطة بالقلعة التي كانت سكنا لصفوة المماليك والأعيان".

ووفق ما ذُكر في كتاب "المشيدات الوقفية والخيرية إبان العصر المملوكي": "مما لا شك فيه أن عصر دولتي المماليك البحرية والبرجية التي حكمت من عام 1250م وحتى 1517م، كانتا تمثلان العصر الذهبي في تاريخ العمارة الإسلامية في كل من مصر والشام والحجاز، حيث تبارى سلاطين وأمراء المماليك في تشييد العمائر وتطويرها، وقد استخدم المماليك أنظمة معمارية جديدة في التخطيط، ظهرت بوضوح في عمارة المساجد والمدارس والأضرحة".

بينما ذُكر في كتاب "القصور والبيوت المملوكية في القاهرة": "لقد حظيت العمارة السكنية في مدينة القاهرة منذ بداية العصر المملوكي، بتطورات كبيرة ملحوظة، ففي كل من فترتي الدولة البحرية والجركسية، حظيت مصر برخاء اقتصادي وقوة سياسية انعكست على الفن والعمارة، وتطورت نظم العمارة والبناء وبلغت درجات عالية من النضج والاتقان، وارتبطت المساكن بالتقاليد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فانعكس ذلك على تخطيط القصور والبيوت، وكانت مقسمة إلى 3 أقسام رئيسية (للرجال والاستقبال، وللحريم والأطفال، وأماكن الخادمات والملحقات العامة)".

ومن أبرز سمات المعمار المملوكي، الاهتمام بواجهات الجوامع والمدارس، واستخدام القباب الضرحية وفتحات النوافذ المزينة بالزجاج المعشق، كذلك استخدام المقرنصات التي تتوج أعلى الواجهات والشرفات المسننة التي شُكلت على هيئة أوراق نباتية ثلاثية أو خماسية الأطراف.

اقرأ ايضا : أماكن وطرز (10).. قصر جناكليس: بقايا بصمات يونانية في مصر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved