حوار| محمد رياض: حققت 50% من طموحاتي للمهرجان القومي للمسرح

آخر تحديث: السبت 12 أغسطس 2023 - 10:45 م بتوقيت القاهرة

حوار- حاتم جمال الدين وإيناس العيسوي:

• فضلت عدم الرد على الانتقادات والتفرغ للعمل.. والجدل الدائر بين النقاد والمسرحيين أمر طبيعى
• عادل إمام ليس ضمن التكريمات.. وإطلاق اسمه على الدورة 16 احتفاء بأهم فنان على الساحة العربية
• تغيير اسم «القومى للمسرح» سنطرحه كتوصية فى تقريرنا الختامى.. وأحلم بنقل العروض على شاشة التلفزيون.. وندرس فكرة إطلاق مؤسسة باسم المهرجان


قال الفنان محمد رياض إن إدارة المهرجان القومى للمسرح مهمة شديدة الصعوبة لأنه مهرجان كبير من حيث عدد العروض المشاركة، والانشطة والمحاور الفكرية الموازية، مؤكدا أنه حقق فى الدورة 16 للمهرجان 50% من طموحاته فى تقديم تظاهرة مسرحية تصل لرجل الشارع، وأنه مازال لديه تطلعات لتقديم الأفضل بدوراته المقبلة.

«الشروق» التقت الفنان محمد رياض، قبل ساعات من ختام الدورة 16، ليتحدث عن تجربته فى إدارة المهرجان، وكواليس الاحتفاء بالزعيم عادل إمام، وغيرها من التفاصيل التى أحاطت بالمهرجان خلال الايام القليلة الماضية.

يقول محمد رياض: استشعرت من أول يوم توليت فيه مسئولية رئاسة المهرجان، أننى بصدد مهرجان كبير، مهرجان هو الاهم فى عالم المسرح المصرى، يمثل جوائز الدولة للمسرحيين، وهذا جعلنى أبحث عن أكبر فنان فى الوطن العربى كله، لتحمل الدورة اسمه، فكان اسم الزعيم عادل إمام، وبالفعل تواصلت مع ابنيه، ورحبا ووافقا على أن نطلق اسم الدورة، ولهذا احتفى المهرجان بالزعيم فى حفل افتتاحه، وأصدر عنه كتابا وأقام ندوة خاصة ضمن برنامج الندوات.
وسألناه..

< هل من المفترض أن يتم تكريم الفنان عادل إمام فى ختام الدورة التى تحمل اسمه؟

ـــ هذه الدورة باسم الفنان عادل إمام، وهو أكبر من أى تكريم، نحن نحتفل بأكبر فنان مصرى وعربى لدينا، الذى وهب حياته للمسرح، نحن كدورة وكبلد نحتفى به، ولكن إطلاق اسمه على الدورة ليس معناه أنه من المكرمين، أو انه سيتم تكريمه، ما فعلناه أكبر تقدير لاسم نجم بحجم الزعيم عادل إمام.

وهناك ملحوظة مهمة قد تغيب عن البعض وهى أن النجم عادل إمام تم تكريمه بالفعل فى الدورة الثامنة، وطبقا للائحة لا يجوز تكريم الفنان مرتين.

< بوجه عام كيف ترى أول دورة للمهرجان تحت رئاستك؟

ـــ الحمد الله راض بنسبة 50% ونسعى دائما للأفضل، من اليوم الأول فلسفتى كانت أن المهرجان على مدى 15 دورة، اصبح أكبر تظاهرة مسرحية فى مصر، وذلك بفضل جهود رؤساء الدورات السابقة، من أول مؤسسه الدكتور أشرف زكى، إلى كل من تحملوا مسئولية إدارته، ولكننى كنت أرى من وجهة نظرى، أننا كمسرحيين طوال الوقت نخاطب أنفسنا، وكنت أرغب أن ننقل المهرجان للشارع المصرى، ليشعر الناس بقيمة المسرح، وأن هناك مهرجانا للمسرح، وأن المسرح شىء مهم فى حياتنا، وبالفعل استخدمت كل شىء للوصول لهذا الهدف، وأجريت لقاءات تليفزيونية وصحفية عديدة اتحدث فيها عن المهرجان، واستخدمنا السوشيال ميديا بشكل فعال، وأشكر هنا فريق عمل السوشيال ميديا وعلى رأسه مدير الموقع الالكترونى محمد فاضل، وساعدنا جدا اتفاقنا مع الشركة المتحدة، ونقل الافتتاح والختام على الهواء والذى حقق رواجا كبيرا للمهرجان، وكذلك نقل فاعليات المهرجان من عروض وندوات وورش، وجاءت ردود الافعال مرضية من داخل مصر وخارجها، وبذلك حققنا جزءا كبيرا مما كنا نتمناه.

< وما هى النقاط التى تراها أكثر نجاحا فى الدورة 16؟

ـــ أفضل ما يميز المهرجان هذا العام حالة الفرح التى أقابلها من الجمهور العادى والمتخصصين، الذين يحضرون فاعليات المهرجان المختلفة، فى حالة أقرب لعرس مسرحى، فعل مدى 15 يوما هو عمر الدورة قدمنا 37 عرضا مسرحيا، و30 ندوة، ما بين توقيع كتب للمكرمين ومحاور فكرية وندوات، وهذا العام قدمنا لأول مرة ندوتين لاحتفاء بالمسرحيين الراحلين، وعلى صعيد الورش المسرحية بدأنا العمل قبل المهرجان بأسبوعين، وفتحنا الباب أمام تدريب عدد كبير من الشباب بشكل احترافى، ومن المنتظر أن نقدم جانبا من نتاج هذه الورش فى ختام المهرجان.

< تغيير اسم المهرجان أثار كثيرا من الجدل فى أروقة الدورة الـ16.. فما تعليقك؟

ـــ وجهة نظرى أن هناك لبسا عند الناس على أعلى مستويات، من صحفيين وإعلاميين، وهناك خلط عندهم بين مهرجان المسرح القومى وفرقة المسرح القومى، ولكن المهرجان خاص بالمسرح المصرى بأكمله، وأن دوراته تعرض كل ما أنتجه مسرحنا، بكل قطاعاته، سواء مسرح دولة أو قطاع خاص أو هواة أو حر أو شركات أو أكاديميات أو جامعات أو مجتمع مدنى، ويشكل فى مجموعة هوية المسرح المصرى، وبعد البحث، وجدت أن كلمة المسرح المصرى، ستكون أكثر بساطة وسهولة فى التعبير عن هوية المهرجان، واقتراحنا بتغيير الاسم مازال اقتراحا لم يتم اعتماده بعد، وسنرفعه كتوصية ضمن توصيات المهرجان.

وبصرف النظر عن الاسم أتمنى أن ينتظر الجمهور المهرجان كل عام ويكونون على علم بموعده جيدا، كأنه عيد من الأعياد، وحضور العروض، والتى تقدمها وزارة الثقافة بالمجان، كخدمة الثقافية مهمة.

< وكيف تقيم تجربة الحجز الإلكترونى والتى تقدم لأول مرة فى هذه الدورة؟

ـــ الحجز الأونلاين، جعل نوعية جديدة من الجمهور يتواجدون فى المسارح، ممن يهتمون بحضور العروض، وكذلك سهل وجود جمهور من محافظات خارج القاهرة، لأن بالـ QR code هم متأكدون أن أماكنهم محجوزة، وخفف كثيرا من الزحام والتدافع على أبواب المسارح الذى كنا نشهده فى السنوات الماضية، وأيضا فكرة الحجز الإلكترونى أتاحت الفرصة لبعض الأشقاء العرب المهتمين بالمسرح، أن يأتوا لمشاهدة العروض أو المهرجان بعد تأكيد حجزهم إلكترونيا، وهذا أسعدنى بشدة.

وأحب أن أوضح هنا أن فلسفة المهرجان واهتمام كل لجانه هى خدمة المسرح، ومن هنا نتحمس بشدة لأى فكرة تفيد المهرجان، وهذا ما جعلنى متحمسا لفكرة الحجز الإلكترونى، على الرغم أن فى البداية واجهنا رفضا شديدا من إدارات المسارح وتخوفهم من فشل الفكرة، ولكن الحمد لله أنها أثبتت نجاحها، وربما هناك بعض السلبية التى اكتشفناها مع التجربة، مثل أن هناك من يحجزون العروض ولا يحضرون، ولكننا أعلنا أن فى حالة عدم حضور صاحب الحجز الإلكترونى قبل العرض بنصف ساعة، فيصبح الحجز ملغيا، وبالفعل كنا نسمح بدخول جمهور حضروا آملين أن يحضروا دون حجز، وهذا أسعدنا بشكل مضاعف، فكرة إصرار الناس على الحضور، ولذلك إن أصبحنا نتولى هذه المسئولية السنة المقبلة، فسوف نقوم بفتح باب الحجز الإلكترونى للعرض قبل العرض بيوم واحد فقط، حتى نحكم هذه المسألة، ومن يحجز يكون متأكدا من إمكانية حضوره، والحمد الله العروض بأكملها حملت لافتة «كامل العدد».

< كيف شاهدت المناوشات والنقاشات الحادة التى حدثت بين النقاد والإعلاميين والمسرحيين؟

ـــ لم زهتم بالرد حتى لا أنشغل بأى أشياء جانبية، لأن لدى مهمة أساسية أرغب فى إتمامها على أكمل وجه، خاصة أن معظم من تحدثوا فى هذه النقاشات، هم أصدقاؤنا وزملاؤنا، ونتقابل وبيننا كل ود واحترام، من وجهة نظرى هناك أشياء لم يكونوا محقين فيها، ومنها فكرة عدم تكريم النقاد، والحقيقة أن فى هذه الدورة تم تكريم الكاتب والناقد محمد السيد عيد، وهو له أبحاث مهمة فى النقد ورجل له ثقله، وفى الدورات السابقة تم تكريم 20 ناقدا وكاتبا مسرحيا، وفى مسابقات المهرجان، توجد مسابقة خاصة بالنقد، وهى مسابقة المقال النقدى، مثلها مثل العروض المشاركة فى السباق، من يديرون الندوات فى المهرجان، أو يتحدثون فيها، أو من يكتبون كتب المهرجان، كلهم نقاد وكتاب، فلم نغفل عن حق النقاد، ولذلك لم أرغب فى الدخول فى هذا الجدال، رأيت أن الأفعال العملية هى أكبر رد عليها.

< تضمنت هذه النقاشات أسماء المكرمين، لماذا تم تكريم هؤلاء بالتحديد؟

ـــ والحقيقة أن الجميع يرغب فى التكريم وهذا حقهم، ولكن لدينا عددا محدودا، وقررنا زيادة عدد المكرمين هذا العام ووصل عددهم إلى عشرة مكرمين، وقمنا بإلغاء تكريم الراحلين، لأنه من وجهة نظرى أن المكرم عندما يشعر بتكريمه هو تكريم مضاعف له، وقيمته تكون أكبر، ومن لم يتم تكريمه فى الدورات السابقة وهذه الدورة، بالتأكيد سيتم تكريمه فى دورات مقبلة.

ومن جانبى أرى أن هذه النقاشات أمر طبيعى بالمهرجانات، ودائما يكون هناك رأى ورأى آخر، ولكننى اتخذت سياسة أننى لن أرد على أحد، وسأسير فى ما أنا آت ومكلف به فقط، وسيظلون أصدقاءنا وزملاءنا، ولكن دون الدخول فى هذا الجدال.

< بعد تجربة هذه الدورة هل حسمت تواجدك فى الدورات القادمة من المهرجان حال تجديد الثقة من وزيرة الثقافة؟

ـــ لم أحسم هذه الفكرة بعد، ولكن هى تجربة مهمة جدا بالنسبة لى، وأنا لم أكن بعيدا عن المهرجان، وفى الثلاث سنوات الماضية كنت عضوا باللجنة العليا للمهرجان التى تضع سياسات المهرجان، وتختار التكريمات واعضاء لجان التحكيم والمشاهدة، واقتراح أى تعديل فى اللائحة، وعشت هذه التجربة وخضتها من قبل، ومن هنا أقول إن القرار فى المهرجان ليس فرديا لرئيس المهرجان، ولكن عندما تكون فى موقع المسئولية، تكون المسألة مختلفة، فأنت المسئول عن كل شىء بالمهرجان.

< ما العقبات التى واجهتك فى هذه الدورة؟

ـــ المهرجان يحتوى على تفاصيل عديدة مرهقة جدا، ومهرجان المسرح أصعب بكثير من أى مهرجان آخر، 37 عرضا بتجهيزاتها وعناصرها المختلة، وكذلك تجهيزات الفاعليات الأخرى، فالمسرح بطبيعته حى، سواء فى عروضه أو فى فعالياته المتنوعة والمتعددة بعكس المهرجانات السينما مثلا، والتى يمكنك القيام بها أونلاين، وتعتمد على أفلام جاهزة للعرض.

وإلى جانب تفاصيل المهرجان الكثيرة تأتى محدودية الميزانية، التى تمثل عقبة كبيرة، ورغم أن محدودية الميزانية تقيدنا أحيانا، ولكن بالتأكيد نحن مقدرون للظرف الاقتصادى الذى تمر به البلاد، وبالفعل قمنا بالعمل بالمتاح، والحمد الله ظهر للنور أكبر بكثير من الميزانية المرصودة للمهرجان، ونقدم الشكر لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى على دعمها، وإصرارها على إقامة المهرجان، وكل قطاعات وزارة الثقافة المتعاونة معنا.

< ما الذى ترغب فى تغييره فى الدورات المقبلة غير اسم المهرجان؟

ـــ هناك إيجابيات عديدة سوف نبنى عليها ما هو قادم، والسلبيات سنحاول تداركها وإيجاد حلول لها، أو تلاشيها، ومنها التنظيم، حفلات الافتتاح والختام فى السنوات، وفى حالة تواجدى كرئيس للمهرجان، سيكون الحجز للافتتاح والختام أولاين، خاصة بعد نجاح التجربة فى العروض، وسيتم الاستعانة بالشركة التى تعاونت معنا هذا العام بشكل تطوعى، ولكن بداية من الدورة المقبلة سيكون هناك تعاقد معها بشكل احترافى، وكذلك التقديم للورش سيكون أونلاين، وفكرة تنوع الورش وضمهم معا زاد من تحصيل وقيمة المعلومة عند المتدرب.

< وماذا عن لائحة المهرجان؟ هل ستخضع لبعض التعديلات أو طرحها للاطلاع عليها؟

ـــ ولما لا، اقتراح جيد، من الممكن أن نناقشة فيما بعد، ويتم وضع اللائحة فى بداية كتيب المهرجان، واقترح بالفعل أن أقوم بجلسة عمل بعد المهرجان، بحضور اللجنة العليا وبعض المسرحيين المتخصصين، من النقاد والكتاب، ومن لهم بصمات فى الحركة المسرحية، ومناقشة كل جوانب اللائحة.

< ما أمنياتك للدورات المقبلة؟

ـــ أتمنى إطلاق مؤسسة باسم مهرجان مسرح المصرى، وهو أمر ندرسه حاليا لأنه أمر يحتاج إلى موازنة وقرارات عليا، وسيتم رفع مذكرة ودراسة بشأنها لوزيرة الثقافة، كما أحلم بتحقيق فكرة تفعيل نقل عروض وفاعليات المهرجان كاملة على شاشات قنوات الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية، وهو أمر يحتاج لدراسة بشأن حقوق الجهات المنتجة للعروض.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved