تباين فى قراءة دوافع موسكو لزيادة تدخلها العسكرى فى سوريا

آخر تحديث: السبت 12 سبتمبر 2015 - 11:48 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ هشام محمد:

- واشنطن بوست: روسيا تسعى لتأمين ملاذ آمن للأسد حال سقوطه.. و«التايمز»: القيصر الروسى يكرر سيناريو ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية

لم تكن روسيا، وهى أحد أبرز حلفاء وداعمى الرئيس السورى، بشار الأسد، بعيدة عن المشهد السورى منذ بدء النزاع عام 2011، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تطورا كبيرا فى الدور الروسى لم تشهده سوريا من قبل.
قبل أسبوع، بدأت أكبر موجة من التوترات بشأن التدخل الروسى فى سوريا، مع انتشار تقارير عن قيام روسيا بإرسال إمدادات ومعدات عسكرية وجنود إلى مدينة اللاذقية، بينما رجحت تقارير استخباراتية تحضير روسيا لحشد عسكرى وبناء ما يشبه قاعدة جوية على الساحل السورى.
ورغم تضارب التصريحات الصادرة من موسكو فى هذا الشأن، إلا أنها بدأت تتحرك تدريجيا من الزعم بتقديم مساعدات إنسانية فقط نحو الاعتراف بدور عسكرى حقيقى فى سوريا، من خلال إرسال أسلحة وخبراء عسكريين، لمساعدة دمشق فى «مكافحة الإرهاب».
وتبقى الدوافع الروسية للتدخل فى سوريا محط تساؤل للكثيرين، ففى حين يرى البعض أنها تحاول تأمين ملاذ آمن للأسد بمنطقة الساحل حال سقوط دمشق فى ظل تراجع قوات النظام، يرى البعض الآخر أن موسكو تعمل على زيادة نفوذها فى سوريا لضمان تأثيرها فى اختيار الحكومة الجديدة حال الإطاحة بالأسد.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نقلا عن نيكولاى كوزانوف، زميل مركز «شاتام هاوس» للأبحاث بلندن، إن الأمر عبارة عن مواجهة بين الغرب وروسيا، التى جلبت الأخيرة إلى الشرق الأوسط.
فى تحليلها للأمر من زاوية تاريخية، أرجعت الصحيفة تلك المواجهة إلى الحرب الباردة، حيث نشأت حالة من الاستقطاب، انجذبت خلالها كل من سوريا ومصر إلى النظام الروسى.
وأضافت الصحيفة أن التحالف بين موسكو ودمشق اشتد عام 1971، مع بروز نجم الرئيس السورى الراحل، حافظ الأسد، مشيرة إلى استمرار التعاون العسكرى منذ ذلك الحين وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وصولا إلى اندلاع الثورة بسوريا.
ونقلت الصحيفة عن المحللة بمعهد واشنطن، آنا بورشيفسكايا، قولها إن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، يحاول استعادة روسيا كقوة عظمى منذ عام 2000، الأمر الذى جعلها تقف فى وجه الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، والتى تمثل فيه سوريا «أهم موطئ قدم لموسكو.. ومفتاح الحل لحسبات بوتين».
من جهتها، أشارت صحيفة الانبدندنت البريطانية، أمس، بقلم كاتبها، باتريك كوكبيرن، إلى أن زيادة تأمين روسيا لقاعدتها البحرية الوحيدة بالبحر المتوسط بمدينة طرطوس، جاءت مع تحقيق المعارضة السورية لانتصارات فى مدينة إدلب القريبة من تلك القاعدة.
وفى تحليل نقله موقع «بى بى سى» عن صحيفة «تايمز» البريطانية، قال الكاتب روجر بويز، إن تسلل روسيا قيصرها بوتين فى سوريا بدأ يحاكى المراحل الأولى من عملية ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا، العام الماضى.
ويرى بويز أن لعبة روسيا فى سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة ستعتمد على مرحلتين؛ تتضمن الأولى تخفيف وتيرة الخلاف وتبنى نهج تصالحى فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية بغية إقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى برفع العقوبات المفروضة على موسكو، بينما تتمثل المرحلة الثانية فى إيجاد تعاون بين الشرق والغرب فى سوريا.
وتوقع بويز أن يروج بوتين لموقفه من خلال الربط بين مشكلة اللاجئين وحالة الفوضى فى سوريا، إضافة إلى الترويج لفكرة أن هزيمة الجهاديين فى سوريا تتطلب جيشا لديه معدات جيدة وتدعمه قوة جوية، فى إشارة إلى الجيش النظامى السورى، منوها بأن هذا الرأى سيقنع البعض فى أوروبا، وذلك لإنقاذ حليفه السورى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved