«غضب».. أخطر كتاب يفضح ترامب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية

آخر تحديث: السبت 12 سبتمبر 2020 - 1:47 ص بتوقيت القاهرة

ــ بوب وودورد فى كتابه الجديد: ترامب يتفاخر بسلاح نووى لم تسمع عنه روسيا والصين.. وإنقاذ ولى العهد السعودى فى قضية خاشقجى.. ولا يشعر بأى حب من جانب الأمريكيين ذوى الاصل الإفريقى.. ولا يرى أوباما ذكيا أو متحدثا رائعا
ــ الزعيم الكورى الشمالى روى للرئيس الأمريكى كيف تمكن من قتل عمه بطريقة دموية.. ووزير الدفاع الأمريكى السابق يصف ترامب بأنه خطير وغير مؤهل لقيادة الجيش وليس لديه بوصلة أخلاقية
فى توقيت شديد الحساسية قبل أقل من 8 أسابيع على إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، طرح الصحفى الأمريكى الشهير، بوب وودورد كتابه الجديد «غضب»، كاشفا العديد من التفاصيل المثيرة عن رئاسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظرة أعضاء فى إدارته إليه، وكيفية تعامل الرئيس مع الأزمات الداخلية وملفات السياسة الخارجية.
ويستند كتاب وودورد مفجر فضيحة «ووترجيت» فى سبعينيات القرن الماضى، إلى 17 مقابلة مسجلة أجراها مع ترامب فى الفترة من ديسمبر 2019 إلى يوليو 2020، ومن المقرر طرحه الثلاثاء المقبل، وفقا لشبكة «إن بى سى» الإخبارية الأمريكية.
وفى مقابلة بتاريخ 5 ديسمبر 2019، تفاخر ترامب أمام وودورد فى إحدى المقابلات بسلاح نووى سرى، وأوضح وودورد أن مساعدى ترامب أخبروه فى وقت لاحق بشكل سرى أنهم «فوجئوا بأنه كشف هذا الأمر».
وفى حال ثبتت صحة هذا التصريح، من شأنه أن يحدث هزة فى سياسات القوى العظمى ويؤجج سباق التسلح. لكن مقطع المقابلة الصوتية المؤلف من 54 كلمة والمسجل فى 5 ديسمبر 2019 والذى أصدره وودورد مع الكتاب، يثير الحيرة بقدر ما يكشف من معلومات، إذ عندما يقول ترامب «نووى» يتوقف فى منتصف الكلمة، كما لو كان يصحح لنفسه، ثم يقول «نظام أسلحة».
ويضيف ترامب: «لدينا أمور لم ترها أو تسمع عنها حتى. لدينا أمور لم يسمع عنها (الرئيس الروسى فلاديمير بوتين) ولا (الرئيس الصينى شى جين بينج) لا أحد. ما نملكه لا يصدق».
وأوضح وودورد أنه تأكد بشكل منفصل مع مصادر أن الولايات المتحدة لديها سلاح سرى جديد، لكنه لم يذكر ما إذا كان نوويا أم لا.
لكن خبراء الأسلحة يقولون إنهم غير متأكدين ما إذا كان الأمر الذى تحدث عنه ترامب صحيحا أم أنه كان مجرد محاولة جوفاء للتباهى، وهو أمر معروف عن الرئيس الأمريكى.
وقال هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية فى اتحاد العلماء الأمريكيين، إنه يمكن أن يكون رأسا نوويا منخفض القوة «دبليو 76ــ2» استخدم للمرة الأولى على غواصة نووية فى يناير الماضى، بعد شهر من ذكر ترامب الأمر لوودورد.
أما شيريل روفر، عالمة نووية أخرى، فقالت إن تلك التصريحات يمكنها أن تشير إلى رأس حربى جديد قيد التطوير، وهو «دبيلو 93» الذى كشفت عنه وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون فى وقت سابق من هذا العام، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويعتقد آخرون أن ترامب لم يقصد أسلحة نووية على الإطلاق. فقد جاءت التصريحات فى الفترة التى بدا فيها أن روسيا والصين أخذتا زمام المبادرة فى تطوير صواريخ «أفانجارد» التى تفوق سرعتها سرعة الصوت والتى يكاد يكون من المستحيل مواجهتها فى الوقت الحالى.
كما كشف الصحفى الأمريكى الشهير، أن كبار المسئولين السابقين فى إدارة ترامب شعروا بالقلق من اندفاع الرئيس الأمريكى وقلة تركيزه.
ونقل وودورد عن وزير الدفاع الأمريكى السابق جيمس ماتيس قوله: «الرئيس ليس لديه بوصلة أخلاقية» واعتبر ماتيس أن تحركات ترامب فى السياسة الخارجية أظهرت للأعداء «كيفية تدمير أمريكا» قائلا: «هذا ما نعرضه لهم. كيف نعزل نفسنا عن كل حلفائنا. كيف يمكن القضاء علينا».
وبحسب ما ورد فى الكتاب، وصف ماتيس فى محادثة مع مدير المخابرات الوطنية الأمريكية السابق دان كوتس، الرئيس ترامب بأنه «خطير وغير مؤهل ليكون القائد العام للقوات المسلحة».
كما اعتقد دان كوتس أن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين لديه معلومات ضارة عن الرئيس ترامب، على الرغم من عدم دعمه ذلك بإثبات استخباراتى، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
ويروى وودورد أن فريق الأمن القومى فى إدارة ترامب أعرب عن مخاوفه من اقتراب الولايات المتحدة من حرب نووية مع كوريا الشمالية وسط تصاعد التوترات بين البلدين فى عام 2017.
ونقل وودورد عن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قوله: «لم نكن نعرف أبدًا ما إذا كان ذلك حقيقيًا... أو ما إذا كان خدعة».
وبحسب الكتاب، على الرغم من أنه لم يكن واضحًا ما إذا كان هذا التهديد حقيقيًا، إلا أن الاحتمال كان مقلقًا جدًا لدرجة أن وزير الدفاع الأمريكى آنذاك، جيمس ماتيس، كان ينام مرتديا ملابسه.
وأوضح وودورد أن ماتيس أراد أن يكون جاهزًا فى حال أطلقت كوريا الشمالية أسلحة على الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن ماتيس ذهب أيضا إلى كاتدرائية واشنطن الوطنية فى مناسبات عديدة للصلاة وسط مخاوف من صراع محتمل، وفقا لما نقلته صحيفة «جارديان» البريطانية.
كما تطرق الكتاب إلى العلاقة التى جمعت ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، حيث يكشف عن 25 رسالة تبادلها الزعيمان واستخدم فيها كيم تعابير مبالغ بها فى إطار تودّده إلى ترامب، بينما تشكلت صداقة غير اعتيادية بينهما.
ويروى وودورد أن ترامب تفاخر بأن كيم جونج أون يخبره بكل شىء، بما فى ذلك قصة دموية عن كيفية تمكنه من قتل عمه»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ودافع ترامب فى مقابلاته مع وودورد عن انفتاحه على الزعيم الكورى الشمالى رغم تحذير المخابرات الأمريكية له بأن كوريا الشمالية لن تتخلى عن برامجها النووية، وأن النهج الذى يتبعه لن يفضى لنتيجة.
وقال ترامب للكاتب إنه يقيم كيم وترسانته النووية مثل «عقار يستهدفه هو فى الحقيقة كذلك، أحدهم يحب بيته ولا يريد بيعه».
وبادل كيم ترامب المودة برسالة مفعمة بالود قائلا: «أريد لقاء تاريخيا آخر بينى وسيادتكم يذكر بمشهد من فيلم فانتازيا»، واصفا اللقاء الذى جمعه بترامب بـ«الذكرى الثمينة التى تؤكد الصداقة العميقة والخاص بيننا وسنعمل كقوة سحرية».
وفى رسالة أخرى، قال كيم: «أشعر بالفرح أننى أقمت علاقة جيدة مع رجل دولة قوى وبارز مثل سيادتكم».
وكتب كيم فى أخرى متذكرا «اللحظة التاريخية التى وضعت يدى بيد سيادتكم فى ذلك الموقع المقدس والجميل وكان كل العالم يشاهد باهتمام وأمل لعيش شرف ذلك اليوم».
ويذكر وودورد أن وكالة الاستخبارات المركزية «سى.آى.آيه» لم تتمكن من تحديد من صاغ رسائل كيم التى صنفتها من الـ«روائع». وأضاف وودورد «المحللون شعروا بالذهول إزاء المهارة التى توصل إليها أحدهم فى إيجاد المزيج الدقيق من الإطراء وفى نفس الوقت إثارة إحساس ترامب بالعظمة وبأنه يتبوأ مركز الصدارة فى التاريخ».
وتناول الكتاب كيفية تعامل ترامب مع أزمات داخلية وفى صدارتها أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيدــ19» والاحتجاجات ضد العنصرية.
ويكشف الكتاب أن ترامب، قلل من خطورة فيروس كورونا رغم أنه يعلم أنه فيروس قاتل وأكثر خطورة بكثير من الإنفلونزا الموسمية.
ووصف ترامب الفيروس بأنه «مميت» خلال مقابلة مع وودورد فى 7 فبراير الماضى، وقال ترامب: «فقط تتنفس الهواء، هذه هى الطريقة التى يمر بها»، مضيفا: «هذا أمر صعب وحساس للغاية». وتابع أنه «أكثر فتكًا من الإنفلونزا الشديدة».
وفى مقابلة أخرى مع وودورد فى 19 مارس الماضى، قال ترامب: «أردت دائمًا التقليل من شأنه (فيروس كورونا)، ما زلت أحب التقليل من شأنه، لأننى لا أريد أن أخلق حالة من الذعر».
كما تطرق الصحفى الاستقصائى المخضرم إلى التوترات العرقية والعنصرية، وخلال مقابلة فى 19 يونيو الماضى ناقش المسألة مع ترامب، بصفته رجلًا أبيض سبعينى ينعم بامتيازات، وأن عليه العمل لفهم منظور الأمريكيين ذوى الأصل الإفريقى الذين يتمتعون بامتيازات أقل فى المجتمع.
وتوجه وودورد، الذى كان والده محاميا وقاضيا فى ولاية إلينوى بسؤال إلى الرئيس ترامب: «هل لديك أى إحساس بأن هذا الامتياز قد عزلك ووضعك فى كهف إلى حد ما، كما وضعنى، وأعتقد أن الكثير من البيض ذوى الامتيازات فى كهف. وعلينا أن نشق طريقنا للخروج منه لفهم الغضب والألم، وخاصة لدى ذوى البشرة السمراء فى هذا البلد؟».
لكن ترامب أوضح أنه لا يشعر بالانعزال إطلاقا، وأخذ الرئيس يردد أنه قدم الكثير من أجل الأمريكيين ذوى الأصل الإفريقى أكثر من أى رئيس منذ عهد إبراهام لينكولن، إلا أنهم ما زالوا غير ممتنين، مضيفا: «لقد فعلت الكثير لمجتمع ذوى البشرة السمراء. وبصراحة لا أشعر بأى حب (من جانبهم)».
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن ترامب بعد رؤية مشهد للسيناتور الأمريكية كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس فى الانتخابات المقبلة، وهى تشاهده أثناء إلقائه خطاب حالة الاتحاد، قال لوودور: «كراهية.. انظر إلى الكراهية!»، كما كرر رد الفعل نفسه بعد ظهور السيناتور ألكساندريا أوكاسيو كورتيز فى الصورة.
وصرح ترامب لوودورد إنه لا يعتقد أن الرئيس السابق باراك أوباما كان ذكيا، مضيفا: «أعتقد أنه مبالغ فى التقدير. ولا أعتقد أنه متحدث رائع».
إلى ذلك، كشف وودورد أن ترامب تباهى فى إحدى مقابلاتهما المسجلة، بأنه نجح فى «إنقاذ» ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، الذى حمله الكونجرس الأمريكى مسئولية اغتيال الصحفى السعودى جمال خاشقجى.
ويروى وودورد كيف أن ترامب قال له فى مقابلة أجراها معه فى 22 يناير الماضى «لقد أنقذته»، وذلك ردا على سؤال عن علاقة ولى العهد السعودى بمقتل خاشقجى، وفقا لموقع «بيزنس إنسايدر» الإخبارى الأمريكى.
وأوضح ترامب فى المقابلة المسجلة أنه منع الكونجرس من ملاحقة الأمير محمد بن سلمان. قائلا: «لقد نجحت فى جعل الكونجرس يتركه وشأنه، لقد نجحت فى إيقافهم».
ويقول وودورد فى كتابه إنه لما سأل الرئيس الأمريكى عن هذه الجريمة حاول الأخير التملص من الإجابة قائلا: «نعم، لكن إيران تقتل 36 شخصا يوميا».
وأضاف وودورد أنه عندما ضغط أكثر على ترامب قال له إن ولى العهد السعودى ينفى أى علاقة له بالجريمة وتابع: «سيقول دائما إنه لم يفعل ذلك. هو يقول ذلك للجميع، وبصراحة أنا سعيد بأنه قال ذلك»، ومضى قائلا: «هو لم يقل أبدا إنه فعل ذلك».
وعندها سأل وودورد الرئيس الأمريكى: «هل تعتقد أنه فعلها؟» فأجابه الرئيس: «كلا، هو يقول إنه لم يفعلها».
لكن الصحفى المخضرم تابع ضغطه على الرئيس الأمريكى قائلا: «أعلم، لكن هل تصدق ذلك حقا؟» فأجابه ترامب: «هو يقول بحزم شديد إنه لم يفعلها»، قبل أن يعود ويشرح لمحدثه كيف أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على شراء منتجات أمريكية وكيف أن من الأهمية بمكان للولايات المتحدة أن تحافظ على مثل هكذا حليف.
وقُتل خاشقجى فى 2 أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده فى إسطنبول بعدما دخلها للحصول على وثيقة.
وفى حينه أصدر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى، بمن فيهم حلفاء ترامب الجمهوريون، قرارا رسميا اعتبروا فيه ولى العهد السعودى «مسئولا» عن جريمة قتل خاشقجى، وهو ما نفته الرياض بشدة، كما أن الرئيس دونالد ترامب كان على الدوام يدافع عن الأمير محمد بن سلمان فى هذه القضية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved