الرئيس الألماني: مصر أهم شريك تجاري لألمانيا وحضارتها غيرت العالم
آخر تحديث: الخميس 12 سبتمبر 2024 - 5:17 م بتوقيت القاهرة
عمر فارس
شتاينماير: لم أكن أدرك مدى عمق كلمة "مصر أم الدنيا" إلا بعد زيارتها
أكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن مصر، مهد الحضارة الإنسانية، تمتاز بتاريخ عريق مليء بالإنجازات التي غيرت مسار العالم، مشيرا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي أسست أنظمة صحية متكاملة وابتكرت العملة المحلية الخاصة بها، مما يعكس ريادتها في المجالات الحضارية والاقتصادية على مر العصور.
وفي إطار زيارته، عبّر عن حماسه لمشاهدة محطة القطار السريع الجديدة بالعاصمة الإدارية، التي تقوم بتنفيذها شركة "سيمنز" الألمانية، مؤكدًا على الدور الحيوي الذي تلعبه مصر كأهم شريك تجاري لألمانيا ورابع أهم شريك عالميًا.
وتطرق شتاينماير خلال كلمته في افتتاح مقر الجامعة الألمانية الدولية GIU بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى الفرص الكبيرة المتاحة أمام الشباب الطموح، مشددًا على أن التعليم المزدهر في مصر يسهم بشكل مباشر في تعزيز أمان واستقرار المجتمع. وأوضح أن هذه المبادرات التعليمية المشتركة بين مصر وألمانيا تعد ركيزة أساسية في دعم التطور الثقافي والعلمي، مما يمهد الطريق لجيل جديد من القادة والعلماء.
وخلال الحفل الذي حضره الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف منصور، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية بالقاهرة GUC ورئيس مجلس الأمناء المشارك للجامعة الألمانية الدولية GIU، والدكتور جورج لوى، رئيس مجلس أمناء الجامعة، استذكر الرئيس الألماني لقاءه بالدكتور أشرف منصور قبل 25 عامًا، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتصور أنهما سيلتقيان مرة أخرى ليشهدا هذا الإنجاز العظيم المتمثل في الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي كلمته، أشار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى قدرة الرسائل النصية القصيرة على التعبير عن المشاعر، مسترجعًا كيف نظر العالم بإعجاب إلى الرموز الهيروغليفية المصرية منذ قرون طويلة، حين كانت الكتابة نادرة في مناطق كثيرة من العالم. وأعرب عن إعجابه الشديد بسحر الحضارة المصرية أثناء زيارته لمنطقة سقارة الأثرية، مضيفًا أنه عندما زار مصر لأول مرة لم يكن يدرك مدى عمق تعبير مصطلح "مصر أم الدنيا" بهذه العظمة.
ورغم ما تحمله مصر من إرث تاريخي، قال شتاينماير إنه يفضل الحديث عن المستقبل، مشيرًا إلى أن القاهرة تُعرف بأنها المدينة التي لا تنام، وهذا يعكس الرابط الفريد بين التراث والحداثة. فالمدينة تمزج بين المباني الأثرية القديمة والتصاميم الحديثة التي تعبر عن الحاضر وتطلعات المستقبل. وأكد الرئيس الألماني أن مصر تتمتع بكنز حقيقي يكمن في سكانها، مشددًا على أن المصريين لديهم طاقات كبيرة في مجالات الإبداع والابتكار. وحث كل مصري على أن يكون طموحًا، مؤكدًا أن هناك ثلاثة عوامل أساسية لتحقيق التنمية: التعليم الجيد، الاقتصاد القوي، والحرية.
وأبدى شتاينماير إعجابه بالاهتمام الكبير الذي توليه مصر للتعليم العالي والبحث العلمي، وسعادته بوجود نحو 400 ألف مصري يتعلمون اللغة الألمانية رغم صعوبتها. كما عبّر عن فخره أثناء زيارته للمدرسة الألمانية بالقاهرة، حيث شعر بارتباط قوي بين التعليم الألماني وأجيال الشباب المصري.
وفي خطابه، استشهد شتاينماير بالجملة الخالدة للكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ: "رغم ما يجري حولنا، إلا أني متمسك بالتفاؤل حتى النهاية." وأكد أن محفوظ كان على دراية بأن سر تقدم الشعوب يكمن في تماسك النسيج الاجتماعي، وهو ما يعتبره الرئيس الألماني أحد العوامل الحاسمة لاستقرار وتقدم المجتمعات.
كما أعرب عن سعادته بما شاهده من تطور تكنولوجي واستخدام للطاقة في الجامعة الألمانية الدولية، مشيرًا إلى المشروعات الضخمة التي شاهدها خلال زيارته.
واختتم شتاينماير كلمته بتمنياته الصادقة للطلاب والطالبات بالتوفيق في حياتهم المستقبلية، مشيرًا إلى أن العلم والمعرفة هما الطريق الأكيد لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.