من أين استوحى كريستوفر نولان شخصية الجوكر في the dark knight ؟
آخر تحديث: السبت 12 أكتوبر 2024 - 10:42 ص بتوقيت القاهرة
الشيماء أحمد فاروق
على الرغم من مرور سنوات على ظهور الجوكر (هيث ليدجر) في رائعة المخرج كريستوفر نولان فيلم the dark knight، الذي عرض في يوليو 2008، إلا أن هذه الشخصية مازالت محل متابعة وحب ولديها جماهيرية ضخمة، بل كل من يجسد شخصية الجوكر فيما بعد يقع في مقارنة مع الممثل الراحل، ومقارنة مع رسم الشخصية البارع الذي قدمه نولان في فيلمه.
ومؤخرا، كشف نولان، الحائز على جائزة الأوسكار، عن أمرٍ يتعلق بشخصية الجوكر هو أن تجسيد هيث ليدجر لشخصية الجوكر كان مبنيًا على إحدى لوحات الرسام العالمي فرانسيس بيكون الثلاثية.
وقال نولان: "في وقت ما في سنوات مراهقتي، أثناء رحلة ميدانية إلى معرض تيت البريطاني، رأيت ملصقًا لمعرض استعادي لأعمال الفنان بيكون، والذي كان يظهر وجهًا من إحدى لوحاته الثلاثية، لقد جذبتني ملامحه الشاحبة المخططة ولم ترحل عن ذاكرتي أبدًا"، وفقا لصحيفة الجارديان.
وأضاف: "قد زينت اللوحة جدرانًا مختلفة في شقق متنوعة عشت بها، حتى تحولت إلى فوضى داخلي، وبعد سنوات، عرضت الصورة على هيث ليدجر بينما كان يستعد للعب دور الجوكر في فيلم فارس الظلام، وسرعان ما انبهر بإنسانيته المعذبة البارزة في اللوحة، وقد أثرت هذه اللوحة على مكياج الشخصية بدرجة كبيرة".
وقال نولان، إن أعمال بيكون تلهمنا بعدة طرق، ليس أقلها أنها تذكرنا بأن مجرد توضيح السرد يعني فقدان القوة التي يمكن أن تحققها الإيماءات اللاواعية وصنع الصور الحدسية.
وكانت هذه التصريحات على هامش وافتتاح معرض "فرانسيس بيكون: الحضور الإنساني" في المعرض الوطني للصور بلندن، ويعد نولان واحدا من بين العديد من الشخصيات الإبداعية الرائدة التي تحدثت عن تأثير بيكون على حياتهم وممارساتهم الفنية.
وقال نولان: "ربما لهذا السبب أرى بيكون سينمائيًا تشوهات المادة في أعماله، بسبب نفوره الشديد من الرسومات التوضيحية والواضحة، يبدو الأمر كما لو أن بيكون أراد للوحة نفسها أن تتمتع بالغموض المثمر للرسم التخطيطي، لتجاوز كل ما هو حرفي وربطنا بالإمكانيات العاطفية المضمنة في الألوان".
فرانسيس بيكون من مواليد عام 1909 في دبلن الإيرلندية، من والدين إنجليزيين، رحل عام 1992 فجأة بفعل أزمة قلبية نتجت من نوبة ربو حادة أصابته، كان حين وفاته في قمة عطائه الفني، رغم تجاوزه الـ80 من عمره.
وعرف برسمه وجوه الأشخاص بشكل منفرد، لا يشبه أي أسلوب فني سابق له، وجوهًا شفافة مموهة وخطية وغير متناسقة وكأنها مشوهة.
ويقول عنها المخرج اللبناني إبراهيم العريس في مقال له: "لقد آثر في واحدة من أخصب مراحله وأكثرها عمقا لتكون من ثم أوسعها شهرة، موضوعا قد يبدو الأكثر بديهية، بالنظر إلى أنه يكاد يكون موجودا في الغالبية العظمى من اللوحات التي رسمها الفنانون: الوجه البشري! ولكن الوجه البشري الذي رسمه بيكون لم يكن الوجه نفسه الذي رسمه المئات من الفنانين الآخرين.. فهو أبدا لم تكن غايته رسم بورتريهات، وأبدا لم يسع إلى رسم أناس عاديين، ما كان يرسمه وجوه الناس بوصفها خرائط للروح، بالنسبة إليه كانت تلك الخرائط تظهر من خلال شفافية الوجوه نفسها، ومن خلال تلك اللحظة التي نتعرف فيها إلى الروح من خلال الوجه، وليس على هوية صاحبها من خلال ملامحه".