صورة مقلوبة لرئيسة الوزراء ميلوني تثير الغضب في إيطاليا.. تفاصيل القصة
آخر تحديث: الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 3:48 م بتوقيت القاهرة
مروة محمد
أثارت صورة مقلوبة لرئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، نشرها لوكا ديلاتي، رئيس متحف أوستوني، في مقاطعة برينديزي جنوب إيطاليا، على تطبيق إنستجرام، حالة من الجدل الكبير في إيطاليا، وسط مطالبات من حزب إخوة إيطاليا الذي تتزعمه ميلوني بإقالة ديلاتي من منصبه.

• تفاصيل القصة
نشر ديلاتي الصورة ضمن الملفات الشخصية التي تحتوي أيضًا على بعض الإشارات إلى "فويبي"، وهي عمليات القتل الجماعي التي قام بها أنصار يوغسلافيا للإيطاليين الذين يعيشون في المنطقة الممتدة من منطقة تريستي في إقليم فريولي فينيتسيا جوليا في إيطاليا عبر شبه جزيرة استريا إلى دالماتيا في كرواتيا أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، والجدل حول النداء الذي وجهه مساء السبت أحد المتسابقين في مهرجان سانريمو للأغنية في إيطاليا "لوقف الإبادة الجماعية" في الشرق الأوسط.
وقد انتقدت ميلوني، السبت، عقودا من الصمت "الذي لا يغتفر" بشأن فويبي أثناء مشاركتها في حفل في اليوم الوطني لإحياء ذكرى آلاف الإيطاليين الذين تعرضوا للتعذيب أو القتل على يد الشيوعيين اليوغوسلافيين في الانتفاضات المناهضة للفاشية خلال العامين الأخيرين من الحرب.
• غضب حزب إخوة إيطاليا
فيما هاجم المنسق والمستشار الإقليمي لحزب إخوة إيطاليا لويجي كارولي نشر الصورة قائلاً: نحن أمام لفتة مخزية ذات خطورة غير مسبوقة، مطالباً عمدة أوستوني والإدارة باتخاذ خطوات فورية لإلغاء مهمة من نشر تلك الصورة وإقالته.
واعتبر كارولي أن "من يقرر القيام بدور ما، عليه أن يفعل ذلك بطريقة متوازنة وهادئة ومع احترام المؤسسات"، وفقا لصحيفة "لا جاتزيتا ديل ميزو جورنو" الإيطالية.
وشدد كارولي على الحاجة إلى تهيئة الظروف الملائمة لديمقراطية جديد داخل مجلس إدارة المتحف، مناشداً رئيس البلدية الذي عينه بعزله.
وتابع: أنا مقتنع بأن رئيس البلدية سيتفهم ضرورة إقالة من نشر تلك الصورة دون إضاعة الوقت.
داريو إيايا، النائب عن حزب إخوة إيطاليا، قال إنه إذا نشر مدير متحف صورة مقلوبة لشخص ما وتحديدا امرأة وهي أيضًا رئيسة الوزراء، فهذا أمر واضح تمامًا، مضيفاً: لكنه لا يستطيع الاستمرار في شغل منصب عام يجب عليه العودة إلى المنزل والقيام بشيء آخر.
واعتبر إيايا أن صورة ميلوني، التي نُشرت على إنستجرام، هي ببساطة مخزية، مضيفاً: أعتقد أنها إهانة غير مقبولة تجاه المؤسسة التي تمثلها ميلوني وتجاه سياسية وامرأة تبذل قصارى جهدها لمحاولة إحياء ثروات إيطاليا.
• ردود فعل الأحزاب الإيطالية
بدوره، قال المفوض الإقليمي ونائب حزب فورتسا إيطاليا، ماورو داتيس، في مذكرة، تعليقاً على صورة ميلوني المقلوبة: إن نشر صورة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني مقلوبة هو أمر خطير، خطير للغاية: إنه يحرض على الكراهية بطريقة غير مسئولة، على أقل تقدير. ولهذا السبب نطلب ونأمل أن يقدم رئيس متحف أوستوني، لوكا ديلاتي، استقالته، فالاعتذار ليس كافيا.
كما كتب زعيم حزب العمل كارلو كاليندا على وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقاً على الواقعة: إنه أمر غير مقبول وخطير. إن العنف في النقاش العام هو سم للديمقراطيات.
• اعتذار ديلاتي عن الواقعة
وفي وقت لاحق، تقدم ديلاتي، باعتذار إلى ميلوني قائلاً: إلى سعادة جيورجيا ميلوني، أقدم اعتذاري الإنساني والصادق والقلبى عن الصورة ذات الذوق السيئ التي نشرتها، بشكل متهور، على انستجرام الخاص بي.
وأوضح أنه قام بذلك نتيجة انتقاد للمواقف التي اتخذها رئيس الوزراء فيما يتعلق بيوم الذكرى.
وتابع ديلاتي: خفة لفتتي الإعلامية لا علاقة لها بشخصيتي، التي ليست عنيفة على الإطلاق، مضيفاً: عائلتي وتاريخي السياسي ومهنتي وصداقاتي تثبت بعدي التام عن الأساليب والرسائل العنيفة من أي نوع.. بكلمات أوضح: بسبب قيمي وحساسيتي، لم أستطع حتى أن أتخيل أن أتمنى موت شخص ما، بحسب صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية.
وقدم ديلاتي الاعتذار "لجميع الأشخاص الذين يحترمونني ويعرفونني، ولمؤسسة المتحف وبلدية أوستوني..".
وأكد أن القصة التي وضعت على إنستجرام لا علاقة لها بإدارة متحف أوستوني، مضيفاً: أدرك عدم ملاءمة النشر تمامًا، فيما اتخذت خطوات لإزالتها، لكنني أرفض أي اتهام يتعلق بـ"الجدوى الديمقراطية" لإدارة المتحف، كما قال البعض..".
ومضى ديلاتي يقول: أكرر: لقد كانت زلة ذوق سيئة، حدثت على إحدى الشبكات الاجتماعية، والتي اعتدت على إدارتها كمساحة شخصية. بالتأكيد ليس في الساحة العامة، أو في الصحف، أو حتى أثناء ممارسة مهامي كممثل للمتحف.
• وزير الثقافة: من يدير متحفًا عليه عدم التعبير عن آراء مسيئة
من جهته، صرح وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجيوليانو بأن متحف أوستوني مدني ولا يتبع وزارة الثقافة، مضيفاً: لكن هذا لا يعفيني من القول إن من يدير متحفًا، سواء كان حكوميًا أو خاصًا أو مدنيًا، كما في الحالة الحالية، عليه واجب تجاه المجتمع بعدم التعبير عن آراء مسيئة بأي شكل من الأشكال واحترام المؤسسات، والسماح للجمهور بالاستمتاع بالتراث الثقافي الموجود في عهدته دون تحيز وتجنب المواقف التي لا تتناسب مع هذا الدور الحاسم في تشكيل الهوية الوطنية.
• بلدية أوستوني تنأى بنفسها عن التدخل
بلدية أوستوني، كتبت، بدورها، مذكرة بخصوص الإشارة إلى صورة ميلوني المقلوبة، قائلة: إن إدارة بلدية أوستوني "تنأى بنفسها بشكل واضح عما نشره لوكا ديلاتي، رئيس مؤسسة المتحف المدني في أوستوني، على ملفاته الشخصية".
وقال عمدة أوستوني أنجيلو بوميس: منذ تنصيبي، وبفضل عمل المجلس، وجميع القوى السياسية التي تشكل الأغلبية والجهاز الإداري، أيضًا من خلال حوار بناء مع قوى المعارضة، بدأنا مشروع مسار جديد يهدف إلى إعادة مدينتنا إلى مكانة رائدة على الساحة المحلية والوطنية.