انتشال جسد «رمسيس المطرية» بالزغاريد.. ووزير الآثار: العالم كله فرحان إلا إحنا

آخر تحديث: الإثنين 13 مارس 2017 - 10:34 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ صفاء عصام الدين وأحمد عبدالحليم والسيد علاء:
- مرشحة «اليونسكو» ووفد برلمانى وعشرات الأهالى يتابعون استخراج التمثال.. وهيكل: تعليقات مواقع التواصل «مزايدة»
استكملت بعثة التنقيب عن الآثار، اليوم، أعمال استخراج جسم تمثال رمسيس الثانى من منطقة المطرية، بحضور وزير الآثار خالد عنانى، والمرشحة على منصب أمين منظمة اليونسكو مشيرة خطاب، ووفد برلمانى من لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب برئاسة أسامة هيكل، وعشرات الأهالى.

ورفع مسئولو البعثة الجزء الثانى من جسد التمثال من المياه الجوفية باستخدام البلدوزر، وسط زغاريد وتصفيق الحاضرين، وأطلع عنانى النواب المشاركين على حالة الرأس بعد رفع التغليف عنها، قائلا: «كانت مكسورة، والبعثة ليست مسئولة عن كسرها»، وأضاف ردا على انتقادات البعض عن عمليات استخراجه وتحميل البعثة مسئولية الكسر: «عملنا ضجة لمدة 4 أيام ملهاش أى لازمة، العالم كله فرحان إلا إحنا، فهذه المنطقة مليئة بالآثار التى تضررت خلال العصور المختلفة».

وكشف الوزير عن أن أشهر مسلات العالم خارجة من منطقة هيلوبوليس فى المطرية والمناطق الأثرية الأخرى فى المنطقة، مشيرا إلى أن حالة التمثال جيدة، لكنه لم يتم التأكد من كونه لرمسيس الثانى أو الملك سيتى، لافتا إلى وجود عدة احتمالات لوجود التمثال فى تلك المنطقة، منها أن يكون تم نقله فى العصور القديمة، وأن تكون أجزاؤه الباقية قريبة من المنازل، أو ما تزال هناك أجزاء موجودة على أبعاد أخرى أسفل المنطقة التى خرج منها رأسه وصدره.

وأكد عنانى متابعته الهجوم الذى شنته مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام على الطريقة التى خرج بها التمثال، ووعد بمحاسبة المقصرين فى ذلك، إلا أنه أكد أن الآلية التى خرج بها التمثال باستخدام حفار هى الوسيلة الوحيدة المتوفرة لرفع هذا الوزن، حيث تبلغ الرأس ما يقرب من 3 أطنان، وحجم الصدر 7 أطنان، فيما حرص على التقاط صورة جماعية مع عمال الحفر، واصفا إياهم بأنهم أصحاب الجهد الحقيقى والفضل فى هذا الاكتشاف.

واعتبر النائب أسامة هيكل أن الجدل الذى حدث الأيام الماضية بشأن طريقة استخراج رأس تمثال رمسيس الثانى، شهد مزايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأضاف لـ«الشروق»: «تحدثت مع رئيس البعثة الألمانى الذى أشرف على استخراج رأس التمثال، وأكد أن طريقة الاستخراج كانت صحيحة، حيث كان وزن الرأس ثقيلا جدا ما يستحيل معه إخراجه إلا بهذه الطريقة، حيث كانت غارقة فى المياه الجوفية، وكلما حاولت البعثة تجفيفها تعود مرة أخرى بالكمية نفسها بعد ساعة واحدة».

وعن الاحتفالية باستخراج التمثال، قال هيكل: «لم أرَ هذا التواجد الإعلامى فى مصر منذ زمن طويل، وهذا يعكس اهتمام العالم كله، بشكل يدعونا للتفكير فى كيفية استغلال الحدث وتسويقه، ولا داعى لتضييع وقتنا فى كلام فارغ».

وأكدت رئيسة لجنة السياحة فى مجلس النواب سحر طلعت مصطفى، أهمية مشاركة وفد البرلمان فى عملية استخراج جسد التمثال، فى ظل اهتمام الإعلام الغربى بهذا الحدث، واستطردت: «تجول مسئولى البعثة الألمان وغيرهم من الأجانب، وممارستهم عملهم فى هذه المنطقة الشعبية العريقة، بمثابة رسالة أمان، وعندما ينتهى العمل، سيتوافد السائحون لمشاهدة التمثال فى المتحف».

فيما احتشد المئات من أهالى المطرية حول منطقة تواجد الآثار المكتشفة أخيرا، مرددين هتافات منها «مطرية يا دولة» و«محدش قدنا رمسيس التانى عندنا»، وسط تصفيق وزغاريد، بينما أطلت النساء من الشرفات لمتابعة نقل التمثال.

وغلفت البعثة المصرية التمثال بطبقات من الشاش والقطن المبلل بالمياه لخلق بيئة شبيهة بالتى كان عليها الأثر تحت المياه، إلى حين نقله لمنطقة عين شمس الأثرية، وبعد انتهاء عمليات التجميع سيتم نقله إلى المتحف المصرى الكبير لترميمه.

وقال رئيس البعثة المصرية الألمانية للآثار أيمن عشماوى، إن الاكتشاف جاء كهدية ومكافأة على عمل البعثة المصرية المستمر لأكثر من 10 سنوات، قبل أن تجبرهم قلة الاعتمادات المالية على التوقف، لتأتى البعثة الألمانية وتكمل العمل، مضيفا أنه تم التعامل مع التمثال بحرفية تامة، وأنه من الظلم اختزال مجهود ونتيجة عمل هذه السنوات فى لقطة واحدة.

وأشار عشماوى إلى أن منطقة المطرية تعوم على بحر من الآثار، لكنها فى الأغلب آثار غير مكتملة، وتم تكسيرها فى العصور الرومانية المسيحية، ولكن وزارة الآثار تراعى البعد الاجتماعى للمنطقة باعتبارها منطقة سكنية، حيث تنقب عند تعرض أحد المنازل لعمليات إحلال وتجديد، منوها إلى أن الصدفة البحتة قادت للكشف عن التمثال، حين فتح أحد عمال الحفر مجرى تصريف المياه الجوفية ليصطدم المعول بكتلة حجرية، ويتم البحث والتنقيب حولها لاكتشاف التمثال.

وشدد مشرف أعمال تغليف ونقل التمثال فى المتحف المصرى عبدالعزيز سيد، على أن وزارة الآثار تعمل فى الحفر والتنقيب داخل هذه المنطقة منذ عام 2003 وحتى الآن، وأوضحت أخصائية الترميم المرافقة للبعثة هيام عزب محمد، أن البعثة الألمانية تشارك الوزارة أيضا فى عمليات تمويل البحث والتنقيب عن الآثار، فضلا عن عمليات الترميم أيضا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved