المطبخ المصري (3).. أم علي.. حلوى شاهدة على وفاء الزوجة المصرية

آخر تحديث: الأربعاء 13 مارس 2024 - 12:58 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يمتاز المطبخ المصري بعراقته وتنوعه بالأكلات والمشروبات المميزة، لا في طعمها فقط بل في الحكايات الطريفة والغريبة أحيانا، والتي تعكس كثرة الثقافات التي مرت على المطبخ المصري وتركت أثرا لها بين أكلات من العهد الأموي وأخرى من عصر الفاطميين، بينما لم تغب الأكلات المملوكية والعثمانية عن المائدة المصرية.

وتستعرض جريدة "الشروق"، الحكاية التاريخية لدخول الياميش على المائدة المصرية في كل رمضان والقصة، كما وردت بكتاب "شهر رمضان بالجاهلية والإسلام" لأحمد المنزلاوي، كما نسرد حكاية طبق حلوى أم علي المرتبطة بقصة مقتل شجرة الدر، وهي كما وردت بكتاب "السلوك لمعرفة أخبار الملوك" للمؤرخ المقريزي.

تشتهر حلوى أم علي باسم صانعتها، وهي زوجة السلطان عز الدين أيبك الأولى، وأم السلطان الأشرف مظفر الدين الذي تولى الحكم لسنين قليلة.

بين أم علي وشجرة الدر

ورد أن شجرة الدر حين تولت الحكم خلفا لتورانشاه ابن زوجها، غضب الخليفة العباسي المستعصم بالله أن تتولى حكم عرش أحد إماراته امرأة، فاتفق المماليك على تزويجها من الأتابك عز الدين أيبك ليكون السلطان رجلا بشرعية من الخليفة العباسي.

طالبت شجرة الدر على مدار 7 سنوات أيبك بتطليق زوجته أم علي، ومنعه من رؤية ابنه علي والملقب لاحقا بالأشرف مظفر الدين.

تمكن أيبك من القضاء على خصومه من مماليك بحرية وقبائل عربية وصد هجمات الأيوبيين الشاميين ما جعله يهمش نفوذ شجرة الدر ويقرر الزواج بزوجة ثالثة وهي بنت حاكم الموصل بدر الدين لؤلؤ، ليكتسب المزيد من النفوذ.

مقتل أيبك

خططت شجرة الدر لاغتيال أيبك حفاظا على سلطاتها لترسل إليه عددا من الخدم يقوموا بقتله داخل الحمام بخنقه حتى الموت.

شك نائب السلطان وكان سيف الدين قطز، في طبيعة وفاة السلطان ما جعله يعتقل الخدم ويحقق معهم حتى علم بحقيقة الاغتيال ليعدم 41 من الخدم والمماليك المتآمرين، ولكن المماليك الصالحية وكانوا غير المماليك المعزية الموالين لقطز، خبؤوا شجرة الدر داخل برج يدعى بالبرج الأحمر.

انتقام أم علي

فلتت شجرة الدر من القتل على يد قطز ولكن أم علي زوجة أيبك الأولى، تمكنت من إرسال جواريها لحمام شجرة الدر داخل البرج المحصن ليقتلنها ضربا بالقباقيب، ثم يلقين بجثتها على قارعة الطريق حيث بقيت دون دفن حتى بدأت بالتحلل.

نخب الانتقام

ويقول الكاتب وليد إسماعيل، في كتاب دم المماليك، إن أم علي صنعت طبقا من رقائق الخبز مع الحليب والزبيب ووزعتها ابتهاجا بانتقامها من شجر الدر، بينما زعم البعض أن عدة أطباق من الحلوى احتوت قطع صغيرة من بقايا شجر الدر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved