في أمسية رمضانية.. ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة عن التراث والثقافة والإعلام
آخر تحديث: الخميس 13 مارس 2025 - 10:55 ص بتوقيت القاهرة
انعقدت بالمجلس الأعلى للثقافة مائدة مستديرة بعنوان "التراث والثقافة والإعلام"، أعدها ونسقها إيهاب حفني، مدير برامج قناة النيل الثقافية، وأدارها الدكتور جمال الشاعر، الذي بدأ اللقاء بالحديث عن تأثير الإعلام في تشكيل الهوية العربية، مشيرًا إلى سعي لجنة الإعلام، وفق استراتيجية الوزارة، إلى تحقيق شراكة بين الإعلام والمؤسسات الثقافية، ومؤكدًا أن هناك محاولات لتفريغ الشخصية العربية من تراثها، مما يهدد هويتها.
تحدث الشاعر مسعود شومان عن أهمية توظيف التراث المصري في الإعلام، مستعرضًا نماذج من الأغاني والمقاطع الشعبية التي وثقت لشهر رمضان، من رؤية الهلال حتى نهاية الشهر، بالإضافة إلى الأغاني الشعبية التي تحمل حكمًا ومواعظ ولحظات من البهجة. وأوضح أن التراث مفهوم واسع يجب التمييز بينه وبين المأثور، حيث يمثل التراث ما أصبح جزءًا من الماضي، بينما يشمل المأثور العادات والتقاليد المستمرة حتى اليوم.
تناول شومان أيضًا تأثير المكان في تشكيل الموروث الثقافي، موضحًا أن تنوع الأقاليم أدى إلى اختلاف التراث الشعبي بين الجنوب والدلتا ووجه بحري، ودعا إلى إعداد خريطة موسيقية وشعرية ترصد هذا التنوع، مع التأكيد على أهمية وجود كيان موحد لجمع وتصنيف هذا الموروث في موسوعات متخصصة.
من جانبه، أكد الشاعر محمد بغدادي مكانة مصر الثقافية والأدبية، مشيرًا إلى غياب التراث المادي وغير المادي عن المشهد الإعلامي، رغم أهميته في تعزيز الهوية. وأوضح أن الإعلام يعمل في عدة دوائر—محلية وإقليمية وعربية ودولية—ويجب أن تتضافر جهوده لترسيخ التراث في الوعي العام.
أما الدكتورة حنان عمارة، عضو مجلس إدارة الاتحاد الإقليمي للجمعيات والمؤسسات الأهلية بالجيزة ورئيس لجنة الأسرة، فقد أشارت إلى أن الأجيال الجديدة تفتقر إلى المعرفة بالتراث، محملة المسؤولية للكبار في عدم نقله إليهم. وشددت على ضرورة الحفاظ على التراث وتوريثه، نظرًا لقيمته الفريدة واهتمام العالم به، داعية الآباء لتعريف أبنائهم بالموروث الثقافي المصري.
وتحدث الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية المتفرغ بالمعهد العالي للفنون الشعبية ومقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي، عن أهمية التراث الموسيقي المصري، وخاصة الموسيقى التقليدية مثل الموشحات والقصائد، التي تشكل كنزًا ثقافيًا من التسجيلات النادرة. كما استعرض البرامج الموسيقية التي قدمها التلفزيون المصري والإذاعة، ودورها في ربط الأجيال المعاصرة بموسيقاهم العربية الأصيلة.
واختتمت الندوة بعرض فني وإنشاد قدمته فرقة النيل للآلات الشعبية، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.